بحث عن الغلاف الصخري والنشاط التكتوني فيه

نظرة عامة حول الغلاف الصخري

يُعرف الغلاف الصخري (بالإنجليزية: Lithosphere) بأنه تلك الطبقة من كوكب الأرض التي تتكوّن من كامل طبقة القشرة الأرضية الخارجية للأرض، وجزء من أعلى الستار وهو الطبقة الثانية من الأرض، ويعتبر الغلاف الصخري طبقة هشة وصلبة، ويبلغ سمكه حوالي 100 كيلومتر، وعندما تؤثر عليه الضغوط فإنه ينكسر، لتحدث الزلازال الأرضية، ويجدر بالذكر هنا أن صفائح الأرض ليست فعلياً صفائح من القشرة، وإنما هي صفائح من الغلاف الصخري.^[١]

يقع الغلاف الصخرة على ما يُعرف باسم الغلاف المَوْرِي (بالإنجليزية: Asthenosphere)‏ الذي هو عبارة عن مادة صلبة من الستار العلوي شديدة السخونة، ويمكنها التدفّق مثل معجون الأسنان، ويعلو الغلاف الصخري ما يُعرف باسم الغلاف الجوي للأرض، ليعتبر بذلك محصوراً بين الغلاف المَوري والجوي.^[١]

يشكّل سطح الأرض الجزء العلوي من الغلاف الصخري فقط، وتتكوّن الكرة الأرضية من القشرة الارضية وهي تلك القشرة الرقيقة جداً في الأعلى، والستار السميك الواقع تحتها، واللب الضخم المكوّن من الحديد السائل في مركزها.^[٢]

أنواع الغلاف الصخري

يُطلق على الجزء العلوي من الغلاف الصخري الذي يتفاعل كيميائياً مع الغلاف الجوي، والغلاف المائي، والمحيط الحيوي من خلال عملية تكوين التربة اسم غلاف الأرض الترابي "البيدوسفير" (بالإنجليزية: Pedosphere)‏، وللغلاف الصخري نوعان هما: الغلاف الصخري المحيطي المرتبط بالقشرة المحيطية، ويوجد في أحواض محيطات الأرض، والغلاف الصخري القاري المرتبط بالقشرة القارية،^[٣] وهو أقل كثافة بقليل من الغلاف الصحري المحيطي.^[٤]

يتم إنتاج الغلاف الصخري المحيطي باستمرار عند أعراف وسط المحيط، ويُعاد تدويره مرة أخرى عند مناطق الاندساس عند حدود الصفائح التكتونية، لذلك يعتبر الغلاف الصخري المحيطي أصغر بكثير من القاري؛ إذ يبلغ عمر أقدم غلاف صخري محيطي حوالي 170 مليون سنة بينما يبلغ عمر أجزاء من الغلاف الصخري القاري نحو مليارات السنين.^[٥]

النشاط التكتوني في الغلاف الصخري

ينقسم الغلاف الصخري إلى عدة صفائح تكتونية (بالإنجليزية: Plates)، يرتبط بها النشاط التكتوني لكوكب الأرض، وهو يعبّر عن تفاعل صفائح الغلاف الصخري المعروفة مع بعضها عند حدود تلك الصفائح؛ حيث تصطدم الصفائح هناك، أو تنزلق، أو تنفصل عن بعضها البعض، إذ تتحرك الصفائح التكتونية بواسطة الطاقة الحرارية الناتجة من الستار العلوي المكوّن للغلاف الصخري، حيث تجعل الطاقة الحرارية صخور الغلاف الصخري أكثر مرونة،^[٤] ويبلغ عدد هذه الصفائح نحو عشر صفائح، كما تتحرك بمعدل عدة بوصات كل سنة.^[٦]

يعتبر النشاط التكتوني للغلاف الصخري المسؤول عن الأحداث الجيولوجية الأكثر دراماتيكية على سطح الأرض؛ مثل: الزلازل، والبراكين، وعمليات تكوين أو بناء الجبال على سطح الأرض، وتشكّل خنادق أعماق المحيطات، كما يمكن للنشاط التكتوني تشكيل الغلاف الصخري نفسه؛ إذ يكون كل من الغلاف الصخري المحيطي والقاري أقل سماكة عند الوديان المتصدعة، وعند ظهور المحيطات، حيث تتحرك الصفائح التكتونية مبتعدة عن بعضها البعض هناك.^[٤]