هبوط التربة

هبوط التربة (بالإنجليزية: Soil Subsidence) هو انخفاض مفاجئ وتدريجي لسطح التربة، أو انخفاض في سماكة المادة العضوية، وينتج عن حدوث حركة في المواد الجوفيّة في باطن الأرض، كإزالة المياه، أو النفط، أو الغاز الطبيعي، أو الموارد المعدنيّة الموجودة في باطن الأرض عبر ضخها، أو تعدينها، أو حتى تكسيرها، أو قد يحدث بسبب بعض الظواهر الطبيعيّة كالزلازل، أو انضغاط (رص) التربة، أو بسبب التعرية، إلى جانب إضافة الماء إلى التربة المترسبة بفعل الرياح.[١][٢]


قد يكون هبوط التربة على مساحات صغيرة، وقد يكون على مساحات كبيرة من الأرض، وغالبًا ما يكون الهبوط لا عودة فيه؛ لأنّ معدّل تراكم التربة ومحتواها من المواد العضويّة قليل مقارنة مع عدد السنين اللازمة لتكوينها.[١][٢]

أسباب هبوط التربة

يحدث هبوط التربة نتيجة عدّة أسباب، أبرزها ما يأتي:[٣]

  • جذور الأشجار: تُعدّ جذور الأشجار السبب الأكثر شيوعًا لهبوط التربة، وغالبًا ما تتسبب جذور الأشجار الممتدة أسفل التربة، كجذور أشجار البلوط أو الصفصاف، أو الدردار (بالإنجليزية: Elm)، أو المُران (بالإنجليزية: Ash) بامتصاص الماء والرطوبة الموجودين في التربة، مؤديًا ذلك إلى جفافها وانكماشها، والذي يقود في النهاية إلى تزعزع استقرار التربة وهبوطها.
  • نوع التربة: تُعدّ التربة الطينيّة من أكثر أنواع التربة التي يحدث فيها هبوط التربة؛ لأنّها عبارة عن تربة ذات مساميّة عالية نسبيًا تتقلّص عند تعرضها للجفاف، مما يؤدي إلى ابتعادها عن بعضها البعض، فتضعف التربة وتهبط، كما أنّ التربة التي تحتوي على نسبة عالية من الرمال أو الحصى تكون معرضة للانجراف بعيدًا عن الأساسات إذا كان هناك أيّ تسرب للمياه تحت المباني.
  • الطقس: تتمدد التربة في الطقس الرطب، وتنكمش وتتقلّص في الطقس الجاف، لذا، فإنّ تعرّض التربة لفترات طويلة لكل من المناخ الجاف، أو الرطب على حدّ سواء يؤدي إلى حدوث تقلبات مستمرة في نسب المياه الجوفيّة، والذي بدوره يهدد استقرار التربة، وبالتالي هبوطها.
  • تسرب المصارف: يتسبب الماء المتسرّب من المصارف في غسل التربة الرمليّة أو الحصويّة، وجعل التربة مُتشبعة بالماء، مما يؤدي إلى تحطيم الأساسات، وزعزعة استقرارها، وهبوطها.
  • التعدين: تقوم عمليات التعدين على بناء المحاجر والمناجم تحت الأرض، فتزيد الفجوات في باطن الأرض، مما يجعل سطح التربة فوقها مُعرّضًا للهبوط والانهيار.
  • حركة المرور القريبة: قد تسبب حركة المرور الكثيفة باهتزاز التربة، مؤدية إلى هبوطها.[٤]
  • أعمال البناء: تتسبب الاهتزازات والحفريات في التربة أثناء عمليات البناء في حدوث هبوط في المناطق المحيطة بها.[٤]


الآثار المترتبة على هبوط التربة

يُشكّل هبوط التربة مشكلة عالميّة الحدوث، إذ إنّها أثّرت في العديد من الدول، وتُعدّ المياه الجوفيّة هي المسؤولة عن 80% من عملية الهبوط، فقد أدّى الاستغلال الكبير للمياه الجوفيّة إلى تفاقم هذه المشكلة، إلى جانب التطوير الكبير في موارد الأرض، كما تسببت الممارسات الخاطئة في استخدام الأراضي والمياه -خاصة في المناطق الرطبة التي يوجد في أسفلها صخور قابلة كالذوبان كالجبس، أو الحجر الجيري، أو الملح- في هبوط التربة.[٥]


وقد أدّى الضخ المفرط والكبير للمياه الموجودة في أنظمة الخزان الجوفي إلى هبوط دائم؛ بسبب تتراكم التربة التحتية الناتج عن خروج المياه منها، مما يؤدي إلى انخفاض دائم أيضًا في سعة التخزين لنظام الخزان الجوفي لاحقًا.[٥]


ومن أهمّ الآثار المترتبة على هبوط في التربة نتيجة استخراج المياه الجوفيّة على المدى الطويل:[٥]

  • تدمير العديد من المباني، والطرق السريعة.
  • تعطّل إمدادات المياه.
  • تعطل أنابيب تصريف المياه العادمة.
  • حدوث انضغاط للخزان الجوفي المرتبط بالمياه الجوفية.


التنبّؤ بمخاطر الهبوط ومحاولة حلها

على الرغم من كون هبوط التربة أمرًا لا يُمكن التنبّؤ بموعد ووقت حدوثه، إلّا أنّ الهبوط البطيء والتدريجي الذي يُعزى لسحب السوائل يُمكن التنبؤ بحدوثه، واتخاذ بعض الإجراءات التي تُساهم في حل هذه المشكلة سواءً أكان بالحد منها في حال كانت مرتبطة بالبشر، أم منع السكن في تلك المناطق خاصة إذا كانت عرضة للهبوط الطبيعي.[٦]


أمّا فيما يتعلّق بالهبوط الناجم عن الانهيار المفاجئ للتربة والأرض، فيُمكن محاولة رسم خرائط للمناطق التي حدث فيها الهبوط والتي تحتوي على صخور، مثل: الحجر الجيري، أو الجبس، أو الملح أسفلها، والتي تكون مُعرّضة بشكل كبير للهبوط؛ بسبب تحللها بفعل السوائل، وبمجرد تحديد هذه المناطق يُمكن تجنب استخدام الأراضي الموجودة فيها، فقد تظهر بعض الشقوق في مناطق الانهيارات المفاجئة، وخاصة إذا كانت الشقوق ذات نمط دائري أو بيضاوي، والتي تكون مؤشرًا على حدوث انهيار وهبوط وشيك.[٦]


وفي المناطق الواقعة فوق عمليات التعدين الحالية أو السابقة، يُمكن رسم خرائط بناءً على معرفة المواقع الفعلية للفجوات المفتوحة تحت السطح، وبالتالي وضع قوانين لمنع التعدين النشط فيها.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Soil Quality Degradation - Subsidence", efotg.sc.egov.usda, Retrieved 17-7-2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What is subsidence?", oceanservice.noaa, Retrieved 17-7-2021. Edited.
  3. "What Is Subsidence? – Causes, Warning Signs & Solutions", allcottassociates, Retrieved 17-7-2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Common Causes Of Subsidence", geobear, Retrieved 17-7-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Land Subsidence", usgs, Retrieved 17-7-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Surface Subsidence and Collapse", tulane, 3-11-2016, Retrieved 17-7-2021. Edited.