تعريف جيولوجيا النفط؟

يُعرف علم جيولوجيا النفط (بالإنجليزية: Petroleum Geology) بأنّه أحد فروع الجيولوجيا الاقتصاديّة، والذي يهتم بدراسة نشأة النفط، والغاز، وأماكن تواجدهما، والعمليات الجيولوجية التي أدت إلى تكوّنها،[١] وقد تم اعتباره علمًا مُستقلًا بحد ذاته حديثاً في عام 1917م، ومنذ ذلك الحين نشأت العديد من النظريات المختلفة ضمن نطاق جيولوجيا النفط، ومنها ما كان حول تسرب النفط والغاز، ونظرية المصيدة، ونظريّة الرواسب، وغيرها الكثير.[٢]


ومن الجدير ذكره هنا أنّ علم جيولوجيا النفط يُعنى بالشكل الأكبر بدراسة الصخور الرسوبيّة؛ نظرّا لتشكّل النفط بشكل شبه حصري بداخل الصخور الرسوبيّة باختلاف أنواعها، وعدم تشكّله بالصخور النارية، إذ يهتم بالبحث في العمليات التي ساهمت بدفن المُخلّفات الدقيقة عبر السنين وحفظتها في الرواسب ذات الحبيبات الدقيقة، مع الأخذ بالاعتبار مكان الترسيب وكيفيّته، لتشكيله لخزانات النفط لاحقًا، بالإضافة لدراسة نفاذيّة الصخور الرسوبيّة ومساميّتها لتوسيع نطاق فهم آليّة هجرة النفط من مصدره وتدفّقه نحو السطح والطريقة التي يتوزّع بها أثناء وجوده في طبقات الخزان، وذلك لاستغلال هذه المعلومات في معرفة كيفية تدفّق النفط نحو السطح بمجرّد اكتشاف وجود الخزان.[٢]


يُعنى علم جيولوجيا النفط أيضاً بدراسة التكوين الهيكلي لقشرة الأرض، من حيث معرفة صفات القشرة الأرضيّة على اختلاف أحجامها، بالإضافة للإلمام بالكيفيّة التي تكوّنت بها الأحواض الرسوبيّة والفروقات فيما بينها من ناحية معرفة سبب مُلائمة بعضها لتوليد النفط، وعدم مُلائمة البعض الآخر، إذ قد يتختلف الطريقة التي تترسّب بها طبقات المصادر البتروليّة تبعًا لاختلاف نوع الحوض الرسوبي.[٢]


يهتم علم جيولوجيا النفط بدراسة الطريقة التي تتشوّه بها الطبقات الرسوبيّة متحوّلةً إلى ثنايا، والطريقة التي قد تتفكك بها مُبتعدةً عن بعضها البعض مُكوّنةً الصدوع، والتي يُقدم كلاهُما تصوّرًا عن الميّزات التي يمتلكها هذا التشوّه في هيكل الطبقات لحبس البترول المُهاجر في عمق الأرض.[٢]


أهميّة جيولوجيا النفط

تنطلق أهميّة النفط من كونه أهم مصادر الطاقة الحاليّة في القرن العشرين، وفي القرن الذي يليه، إذ يلعب دور عُلماء جيولوجيا النفط دوراً مهماً في اكتشاف النفط والغاز، والتنقيب المُستمرعنهما، إلى جانب تطوير وإنتاج حقول كُلّ منهما، إذ يدور عمل علماء الجيولوجيا النفطيّة حول توقّع توزيع النفط والغاز وأماكن وجوهما في أعماق الأرض، عبر الاستدلال بعدة أدلة تشير إلى وجود أهم العناصر المُتعلّقة بالنفط مثل: صخور المصدر الناضجة، وطريق الهجرة، بالإضافة للمصيدة، والخزان، وأيّة دلائل تُشير لوجود تراكمات نفطيّة تقليديّة.


ومن الجدير ذكره أنّ هذه العناصر لا بُد من سيرها بتسلسل صحيح للحصول على كميّات ناجحة من النفط والغاز، لذا يسعى العُلماء من شتى المجالات الجيولوجية والجيوفيزيائية، بالإضافة لعلماء الكيمياء الجيولوجية العضوية، وعلماء تحليل الأحواض، وعلماء الرسوبية والرواسب، للعمل جنبًا إلى جنب للاستشعارعن بعد، والتفسير السيزمي للتحقق من وجود النفط، وذلك بالطبع باستخدام أحدث الأدوات وسبل التكنولوجيا المتطورة كصور الأقمار الصناعية، والبيانات الزلزالية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، فامتلاك الخبرة الجيولوجيّة الواسعة يعتبر شرطاً أساسياً للحصول على كميّات نفط ناجحة.[٣]


تؤدّي جيولوجيا النفط دورًا مهماً في مُجتمعات اليوم، من حيث تمكين مُختلف الأفراد من معرفة التسلسل الصحيح لوجود النفط، فالنفط يشكّل اليوم أحد أبرز المواضيع الدسمة للسياسة والاقتصاد ومختلف عناوين الأخبار، إضافة إلى استخدامه من قبل أهم القوى التي شكّلت العالم الحديث اليوم.[٤]


مبادئ جيولوجيا النفط

يرتكز علم جيولوجيا النفط على بضعة مبادئ أساسيّة يُمكن توضيحها بشكل سريع على النحو الآتي:[٥]

  • علم الطبقات، (بالإنجليزية: Stratigraphy) والذي يختص بدراسة الطبقات الموجودة بداخل التكوينات الصخرية.
  • الجيولوجيا الهيكلية (بالإنجليزية: Structural Geology)، والتي تهتم بدراسة تشوهات الصخور التي حصلت نتيجةً لتأثير القوى التكتونية.
  • خزانات النفط (بالإنجليزية: Reservoirs)، أي خزانات المواد الهيدروكربونيّة، التي تتواجد عادةً في داخل الطبقات الرسوبيّة، وكيفيّة تكوّنها بدءًا من انتقال المواد العضويّة لمناطق الترسيب، ثم ترسيبها عبر الزمن والتي يُمكن توضيحها باستخدام العمود الطبقي الذي يحتوي على كافة تخطيطات وتصوّرات تعاقب الصخور والطبقات، مع جميع الملاحظات المتعلّقة بكل طبقة من عمر الصخور أو وجود لأيّة أحافير.


أبرز مهام جيولوجيا النفط

تُشكّل جيولوجيا النفط علمًا مُثيرًا للاهتمام، من حيث استخدام عدد من البيانات، والبحث فيها جيميعها لاستخدامها في خلق وتطوير خرائط ثنائيّة وثلاثيّة الأبعاد لمناطق تحت سطح الأرض تُبيّن توزيع موارد النفط، حيث تتضمّن جيولوجيا النفط القيام بالمهام الآتية:[٦]

  • تحليل صخور المصدر الغنية بالمواد العضوية، أي النفط والغاز الطبيعي.
  • دراسة الهياكل الجيولوجية وطبقات الأرض التي تسمح بتكوين تراكمات وخزانات النفط في عمق الأرض، كالمصائد والأختام.
  • تحليل ودراسة كافة خصائص التكوينات الصخرية الجوفية المسامية التي يُمكنها تخزين النفط والغاز الطبيعي.


المراجع

  1. geology "petroleum geology", merriam-webster, Retrieved 31-8-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Richard C. Selley (2003), "Petroleum Geology", sciencedirect, Retrieved 31-8-2021. Edited.
  3. "Oil and gas for the future – the role of petroleum geologists in the oil industry", researchgate, 1-2012, Retrieved 1-9-2021. Edited.
  4. "Petroleum Geology", aapg, Retrieved 1-9-2021. Edited.
  5. " Introduction to Petroleum and Natural Gas Engineering", e-education.psu, Retrieved 2-9-2021. Edited.
  6. "Petroleum Geology", ou, Retrieved 1-9-2021. Edited.