كيف تثور البراكين؟

تثور البراكين عندما تصل الماغما (الصهارة) إلى سطح الأرض، ففي باطن الأرض تكون درجات الحرارة عالية جدًا، فتذوب الصخور هناك ببطء، وتصبح مادة سميكة متدفقة وهي ما تُسمى الصهارة، ونظرًا إلى أنّها أخف من الصخور الصلبة المحيطة بها، فإنّها ترتفع وتتجمع في غرفة الصهارة (بالإنجليزية: Magma Chamber)، وفي النهاية يخرج بعضها عبر فتحات البركان والشقوق إلى سطح الأرض، وحينها تُعرف باسم الحمم البركانية (اللافا).[١]


قد ترافق بعض الثورات البركانية انفجارات بركانية، والبعض الآخر ليس كذلك، إذ تعتمد انفجارية البركان على تكوين الصهارة، فإذا كانت الصهارة خفيفة وسائلة، يُمكن للغازات الهروب منها بسهولة، وعندما ينفجر هذا النوع من الصهارة فإنّه يتدفق خارج البركان، ومثال على ذلك هو الانفجارات في براكين هاواي، ونادرًا ما تقتل تدفقات الحمم البركانية الناس؛ لأنّها تتحرك ببطء كافٍ؛ ما يسمح الناس الابتعاد عن طريقها، وإخلاء المناطق المحيطة في البركان.[١]


أمّا إذا كانت الصهارة سميكة ولزجة، فلا يُمكن للغازات الهروب بسهولة، فيتراكم الضغط حتى تنفجر الغازات بعنف، ومثال على ذلك هو ثوران بركان جبل سانت هيلينز (بالإنجليزية: Mount St. Helens) في واشنطن، وفي هذا النوع من الثوران البركاني، تنفجر الصهارة في الهواء وتتفتت إلى أجزاء تُسمّى التفرا (بالإنجليزية: Tephra)، والتي يُمكن أن يتراوح حجمها من جزيئات صغيرة من الرماد إلى صخور بحجم المنزل.[١]


يُمكن للانفجارات البركانية أن تكون خطيرة ومميتة، فأثناء تفجير سحب التفرا الساخنة من أحد جوانب البركان، أو أعلاه، تنزل الغيوم النارية على سفوح الجبال بسرعة عالية، وتدمر كل شيء تقريبًا في طريقها، إذ يعود الرماد -المندلع من البركان والذي وصل إلى السماء- إلى الأرض مثل تساقط زخات الثلج الناعم.[١]


أمّا إذا كانت طبقات الرماد في السماء سميكة جدًا، فإنّها قد تخنق النباتات، والحيوانات، والبشر، وعندما تختلط المواد البركانية الساخنة بالماء من الجداول، أو إذا اختلطت في الثلج الذائب أو الجليد فتتشكل ما يُسمّى التدفقات الطينية أو ما يُعرف بالسريان الطيني (بالإنجليزية: Mudflows)، وقد تتسبب التدفقات الطينية بدفن مجتمعات بأكملها تقع بالقرب من البراكين المتفجرة.[١]


البركان

البركان (بالإنجليزية: Volcano) هو فتحة في القشرة الأرضية، تخرج منها الصخور، والرماد، والماغما (الصهارة)، والغازات السامة، وعندما تخرج الماغما إلى السطح يُصبح اسمها الحمم البركانية (اللافا)، في بعض الأحيان يُشكل انفجار البراكين جبلًا أو تلًا نتيجة تراكم طبقات الصخور والرماد من الانفجارات المتكررة، ونتيجة لذلك تتشكل العديد من أنواع البراكين، ويعتمد ذلك على عدة عوامل منها: تكوين الماغما، وشدة ومعدل الانفجار.[٢]


توجد البراكين على اليابسة وتحت المحيطات -وهنا يُطلق عليها الجبال البحرية (بالإنجليزية: Seamounts)- وقد صنف الجيولوجيون البراكين بناءً على فترات نشاطها، إذا كان البركان ما زال يثور فإنّه يُسّمى بركانًا نشطًا (بالإنجليزية: Active Volcano)، وإذا لم ينفجر البركان حاليًا، ولكن قد يحدث في وقت ما في المستقبل، فيُطلق عليه اسم خامد (بالإنجليزية: Dormant Volcano)، وإذا توقف البركان عن الثوران إلى الأبد فإنّه يُسمّى منقرضًا (بالإنجليزية: Extinct Volcano)، بشكل عام يتمّ تصنيف البراكين على أنّها منقرضة عندما لا يتّم ملاحظة ثوران بركاني في التاريخ المسجل.[٣]


مكونات الثورات البركانية

يخرج من البراكين العديد من المكونات، هي: البخار، والرماد، والحمم البركانية، وصخر الخفاف، والقنابل البركانية، والكتل البركانية.


أهمية ثوران البراكين

هناك العديد من الفوائد لثوران الرامين، منها:[٤]

  • ساهمت البراكين في إنتاج المياه، والتي خرجت على شكل بخار الماء من البراكين.
  • زيادة خصوبة التربة، إذ توفر المواد البركانية الممزوجة بالتربة الكثير من العناصر الغذائية المهمة تصلح للزراعة وإنتاج المحاصيل.
  • توفير موائل للحيوانات، والنباتات، والحشرات.
  • تبريد الغلاف الجوي، فعندما تُطلق البراكين غاز الكبريت فإنّه يتحد مع الماء، وينتج عن ذلك قطرات مجهرية يُمكن أن تبقى في الغلاف الجوي لعدة سنوات، وتساهم هذه القطرات في تبريد الغلاف الجوي.
  • لعبت البراكين دورًا كبيرًا في تكوين الغلاف الجوي للأرض، والمحيطات، والقارات، فعندما كانت الأرض في بدايتها كانت الغازات شديدة الحرارة بداخلها -بما في ذلك غاز ثاني أكسيد الكربون- تتدفق عبر عدد كبير جدًا من البراكين لتشكيل الغلاف الجوي الأصلي والمحيطات.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "How Do Volcanoes Erupt?", usgs, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  2. Chris Johns, "volcanoes", nationalgeographic, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Volcano", encyclopedia, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  4. Ashley Williams, "6 ways volcanoes benefit Earth, our environment", accuweather, Retrieved 24/8/2021. Edited.