لماذا تُعد الرِّياح من عوامل التعرية؟

تُعد الرياح من عوامل التعرية (بالإنجليزية: Erosion) لأنها عملية طبيعية تؤدي إلى نقل التربة، وأجزاء الصخور التي تم تفتيتها بواسطة عمليات التجوية (بالإنجليزية: Weathering) من مكانها إلى مكان آخر، وتعتمد كميات وأحجام الجزيئات المنقولة على طاقة الرياح الناقلة؛ فقد تحدث تعرية الرياح بواسطة الرياح الخفيفة التي تُحرك أو تنقل جزيئات التربة على طول السطح، وقد تحدث بواسطة الرياح القويّة ذات الطاقة العالية التي تؤدي إلى رفع كميات كبيرة من جزيئات التربة، والصخور المتفتتة ذات الأحجام الناعمة، والمتوسطة، والكبيرة مما قد يؤدي إلى حدوث عواصف تُرابيّة.[١]


آثار تعرية الرياح

للتعرية الناتجة من الرياح العديد من الآثار، ومنها:[٢]

  • انخفاض خصوبة التربة: حيث تؤدي التعرية بواسطة الرياح إلى فقدان المغذيّات، والعناصر المتركزة في الجزيئات الدقيقة للتربة، والمواد العضوية الموجودة في السطح العلوي لها، مما يُقلل من قدرة التربة على دعم النبات، ويتسبب في انخفاض إنتاجية الأراضي وتنوعها البيولوجي.
  • انخفاض سُمك طبقة التربة: تسبب تعرية الرياح بما تتضمنه من نقل لجزيئات التربة؛ انخفاضًا في سمك قاعدة التربة التي ترتكز عليها الأشجار والنباتات، مما يُسبب انفصال النبات عن التربة، وتكشُّف جذوره الأمر الذي قد يسبب فقدان الغطاء النباتي في المنطقة.
  • انتشار التربة الطينية: قد تؤدي تعرية الرياح لطبقات التربة قليلة السُمك إلى ظهور الطبقات الطينية السفلية للتربة، حيث يؤدي انتشار هذا النوع من الطبقات الملساء الكثيفة قليلة النفاذيّة والمساميّة على آلاف الهكتارات من الأراضي إلى تراجع الغطاء النباتي؛ ويعود ذلك إلى نقص التربة السطحية وظهور الطين الذي لا يمكن للنبات النمو فيه لقلة المغذيّات الموجودة فيه، وقلّة النفاذيّة التي تؤدي إلى عدم السماح للمياه بالتحرك خلال التربة، مما يسبب عدم وصولها إلى جذور النباتات للاستفادة منها.
  • إتلاف المحاصيل: قد تؤدي حبيبات الرمل المنقولة بواسطة الرياح إلى إتلاف المحاصيل الزراعية التي تمر بها أثناء عملية النقل مُتأثرةً بما يُسمى بالنسف الرملي أو السفع الرملي (بالإنجليزية: Sandblasting).
  • التأثير على صحة الإنسان: حيث تؤدي الرمال الناعمة المنقولة بواسطة الرياح والعالقة في الهواء إلى حدوث تلوث هوائي قد يسبب مشاكل صحيّة للإنسان.


العوامل المؤثرة على تعرية الرياح

يتأثر معدل تعرية الرياح بعدة عوامل، ومنها:[٣]

  • قساوة التربة: تُشير قساوة التربة (بالإنجليزية: Soil Cloddiness) إلى قدرة التربة على مقاومة عوامل التعرية المختلفة بما فيها الرياح وتمكٌّنها من المحافظة على تماسكها، حيث يمكن لكتل الصخور والتربة الكبيرة مقاومة قوة الرياح التي قد تسبب نقلها من مكان إلى آخر، حيث يتم تكسير التربة أو الصخور بواسطة عوامل التجوية المختلفة بما فيها الجريان المائي، والأحماض، والتجمد والذوبان، وجذور النباتات، وتأثير وجود الحيوانات، والحراثة وغيرها من العوامل المساعدة على تفتت الصخور، ولكن التربة الطينية أو الطمييّة حتى لو تعرضت لعوامل التفتت سابقة الذكر إلا أنه يصعب حملها وتعريتها بواسطة الرياح وذلك لخشونة الكتل المكونة لها، ووزنها الكبير نسبيًا، بينما التربة الرملية هي الأكثر عرضةً للتآكل والنقل نظرًا لنعومة حبيباتها، وقلَّة وزنها.
  • خشونة السطح: تؤثر خشونة السطح (بالإنجليزية: Roughness) على تعرية الرياح، حيث تحول الكتل الكبيرة الخشنة جزء من طاقة الرياح المطبقة على سطح التربة، والموجهة إلى الحبيبات الناعمة القابلة للتعرية والنقل بواسطة الرياح؛ مما يقلل من تأثير تعرية الرياح على هذا النوع من التربة، كما تعيق الكتل الخشنة حركة حبيبات التربة وتقللها.
  • سرعة الرياح: تتحكم سرعة الرياح (بالإنجليزية: Wind Speed) في معدل التعرية التي تتعرض له الصخور والتربة؛ على سبيل المثال فإن التعرية الناتجة عن رياح تبلغ سرعتها 30 ميلًا في الساعة أكثر بثلاثة أضعاف من معدل التعرية الناتج من رياح سرعتها 20 ميلًا في الساعة.
  • رطوبة التربة: ينخفض معدل التعرية بواسطة الرياح كلما زادت رطوبة التربة (بالإنجليزية: Soil Moisture)؛ على سبيل المثال فإن معدل التعرية للتربة الجافة أكثر بمعدل مرة وثُلث من معدل التعرية الذي تتعرض له التربة التي تحتوي رطوبة قليلة كافية لإبقاء النبات على قيد الحياة.
  • حجم الحقل: يؤثر حجم الحقل (بالإنجليزية: Field Size) على معدل التعرية بواسطة الرياح، حيث يوفر حجم الحقل الكبير مساحة كافية للرياح لتعرية السطح بدون حواجز، وحمل الكتل، مما يزيد من معدل التعرية حيث يقلل وجود الحواجز (من مصدات الرياح أو الأشجار) من معدل التعرية بتحويل جزء من طاقة الرياح، ومنع وصوله إلى حبيبات التربة.
  • الغطاء النباتي: يُعتبر الغطاء النباتي (بالإنجليزية: Vegetative Cover) الطريقة الأفضل لمواجهة التعرية بالرياح وتقليلها، حيث يعمل وجود الغطاء النباتي على سطح التربة على تقليل سرعة الرياح التي تتعرض لها التربة، وتحويل جزء من طاقة الرياح ومنعها من الوصول للتربة، كما أنها تساهم في تماسك حبيبات التربة وزيادة قوتها ومناعتها تجاه عمليات التعرية.


المراجع

  1. NSW Environment (30/1/2020), "Wind erosion", NSW Environment, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  2. qld.gov (2011), "Wind erosion", qld.gov, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  3. Purdue University (2004), "SOIL EROSION AND COMPACTION", Purdue University, Retrieved 7/8/2021. Edited.