ما هو الهطول الحمضي؟

تعريف الهطول الحمضي

الهطول الحمضي هو المصطلح الذي يستخدم للتعبير عن الترسب الحمضي، والذي يشير إلى الطرق العديدة التي يمكن أن تنتقل بها الحموضة من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض، يشمل الهطول الحمضي الأمطار الحمضية بالإضافة إلى أشكال أخرى من الترسيب الحمضي، مثل الثلج والصقيع والبرد والضباب الذي يحمل الغازات الحمضية، بالإضافة إلى ذلك، يشمل الهطول الحمضي أيضاً الترسب الجاف للجسيمات والغازات الحمضية، والتي يمكن أن تؤثر على الطبيعة خلال فترات الجفاف، وبالتالي، فإن الهطول الحمضي لا يقتصر على الأمطار الحمضية فحسب، بل يشمل جميع أشكال الترسيب الأخرى التي تكون محملة بالعوالق والجزيئات الحمضية.^[١]

طبيعة الهطول الحمضي

الحموضة هي مقياس لتركيز أيونات الهيدروجين (H+) في المحلول، حيث يقوم مقياس الأس الهيدروجيني (pH scale) بقياس ما إذا كان المحلول حمضياً أو قاعدياً، وتعتبر المواد حمضية إذا كانت درجتها أقل من 7 على مقياس pH، وبالنسبة لمياه الأمطار العادية، فهي حمضية بشكل ضعيف بسبب امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الغلاف الجوي، وهي عملية تنتج حمض الكربونيك، بالإضافة لبعض الأسباب الطبيعية الأخرى مثل النشاط البركاني أو النشاط البيولوجي، أما السبب الرئيسي الذي يزيد من حامضية الهطول، فهو التلوث التي ينتج العديد من المركبات التي تتفاعل في الغلاف الجوي لتنتج مواد حمضية، وبهذا ينتج الهطول الحمضي.^[١]

أسباب الهطول الحمضي

ينتج المطر الحمضي عندما تنبعث بعض الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOX) في الغلاف الجوي وينتقلان بواسطة الرياح والتيارات الهوائية في الغلاف الجوي، حيث يتفاعل هذان الغازان مع الماء والأكسجين والمواد الكيميائية الأخرى المتواجدة في الغلاف الجوي لتشكيل أحماض الكبريتيك والنيتريك، ثم تبقى هذه الأحماض في الغلاف الجوي حتى تختلط مع المطر قبل أن تسقط على الأرض.^[٢]

على الرغم من أن نسبة ضئيلة من الغازات التي تسبب الهطول الحمضي هي من مصادر طبيعية مثل البراكين، إلا أن معظمها يأتي من حرق الوقود الأحفوري، ولذلك فإن تلوث الهواء في الغلاف الجوي هو السبب الرئيسي للهطول الحمضي، وفيما يلي المصادر الرئيسية لوجود المركبات الحمضية في الغلاف الجوي، والتي هي نتاج حرق الوقود الأحفوري:^[٢]

• مولدات الطاقة.
• المصافي النفطية.
• القطاع الصناعي.
• قطاع النقل.

آثار الهطول الحمضي

من الواضح أن للهطول الحمضي العديد من الآثار السلبية على البيئة، ومن أهمها:^[٣]

• يمكن للأمطار الحمضية إذابة بعض العناصر المتواجدة في التربة، مثل الألومنيوم، حيث يمكن أن يبدأ الألمنيوم المذاب في التراكم ويمكن أن يصل إلى مستويات سامة في التربة.
• يؤثر الهطول الحمضي على خصائص المساحات المائية، مما يؤثر على الأحياء البحرية والسلاسل الغذائية.
• يزيل المطر الحمضي أيضاً العناصر الغذائية المهمة من التربة، مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، مما يسبب نقصاً في العناصر الغذائية للنباتات والحيوانات.
• قد يؤدي الهطول الحمضي إلى تلف المحاصيل الزراعية مما قد يؤدي إلى أزمة غذائية واقتصادية.
• يسبب الهطول الحمضي تلف المعالم الحجرية الأثرية.