مفهوم التلوث الإشعاعي

يُعرَّف التلوث الإشعاعي (بالإنجليزية: Radioactive Contamination) أو التلوث النووي، بأنه التلوث الناتج عن تسرب أو إدخال مواد مشعة في البيئة، حيث تكون موجودة بمستويات نشاط إشعاعي غير مرغوب فيها، ويُعد هذا النوع من التلوث ضار بالكائنات الحية والبيئة بسبب انبعاث إشعاعات ذات طاقة عالية بما يكفي لإحداث تلف في الأنسجة والحمض النووي في الجينات.[١]


أنواع التلوث الإشعاعي

تُقسم أنواع التلوث الإشعاعي بناءً على التردد وكمية الطاقة المنبعثة منها إلى 3 أنواع رئيسية، وهي:[٢]

  • التلوث الإشعاعي العرضي: يحدث هذا النوع من التلوث عندما تفشل تجارب معينة تتضمن مواد خطرة، أو المواد المستخدمة في التجارب التي تخرج عن نطاق السيطرة.
  • التلوث الإشعاعي اللحظي: هو التلوث الذي يحدث أثناء التجارب النووية أو أثناء الاختبارات التجريبية للمواد المشعة.
  • التلوث الإشعاعي المستمر: يحدث هذا النوع من التلوث باستمرار بسبب مناجم اليورانيوم والمفاعلات النووية ومختبرات التجارب، حيث تتواجد الملوثات المشعة دائمًا.


مصادر التلوث الإشعاعي

يعتمد مدى الضرر أو الخطر الذي تتعرض له البيئة من التلوث الإشعاعي على تركيز المادة المشعة، والطاقة المنبعثة من الإشعاع، وقرب المواد المشعة من المصادر البيئية المكشوفة، بالإضافة إلى نوع الإشعاع، وفيما يلي شرح مفصل لأسباب ومصادر التلوث الإشعاعي:[٣]


الحوادث النووية في محطات توليد الطاقة النووية

تعرف الطاقة النووية بأنها أكبر مصادر الطاقة على الأرض؛ ويعود ذلك لطاقتها الكامنة العالية العائدة إلى ارتفاع مستوى الإشعاع، حيث خلفت حوادث محطات الطاقة النووية كوارث كبيرة في بعض الدول والبلدان؛ مثل كارثة تشيرنوبيل (1986) التي نتج عنها العديد من القتلى والكثير من المتضررين من الإشعاع المنبعث.


استخدام الأسلحة النووية كأسلحة للدمار الشامل

أدى استخدام الصواريخ النووية والقنابل الذرية التي تُعد شكلاً من أشكال الطاقة النووية في الحرب العالمية الثانية، لفهم المخاطر والنتائج الطبيعة الضارة للتلوث الإشعاعي، إذ نتج عن الضربتين النوويتين في هيروشيما وناغازاكي في عام 1945، ولادة أطفال بتشوهاتٍ خُلقية، بالإضافة إلى أن عدد حالات السرطان الموجودة في المدينتين أكبر من تلك الموجودة في بقية مدن اليابان.


انسكاب المواد الكيميائية المشعة

عندما تصطدم السفن بالأنهار الجليدية أو الشعاب المرجانية تتحطم وتطلق مواد كيميائية على المسطحات المائية وفي الغلاف الجوي، والتي تحتوي غالبيتها على مستويات كبيرة من الإشعاع، والذي يؤدي إلى أضرارٍ كبيرة بالبيئة.


الأشعة الكونية والمصادر الطبيعية الأخرى

تحمل الأشعة الكونية الآتية من الفضاء الخارجي إلى كوكبنا إشعاع نووي كثيف غير مرئي للعين البشرية، يتسبب بارتفاع نسب التلوث الإشعاعي على سطح الأرض، بالإضافة إلى الإشعاعات الأرضية الآتية من عناصر مشعة مثل؛ البوتاسيوم 40 والراديوم 224 والرادون 222 والثوريوم 232 واليورانيوم 235 واليورانيوم 238 والكربون 14 الموجودة بطبيعتها في القشرة الأرضية.


التعدين واستخدام النظائر المشعة

يزيد التعدين من التلوث الجيولوجي الإشعاعي، وذلك بنقل العناصر المُشعة من باطن الأرض إلى سطح القشرة الأرضية، بالإضافة إلى استخراج المعادن الأخرى التي لها أثر إشعاعي مثل الثوريوم والبلوتونيوم والرادون والفوسفور، وتستخدم هذه النظائر المشعة في صنع أجهزة الكشف والتنقيب وفي الأنشطة الصناعية الأخرى.


أمثلة على التلوث الإشعاعي

للتاريخ البشري سجل حافل مع قضايا وكوارث التلوث والتسريب الإشعاعي، وفيما يلي بعض أشهر الأمثلة على الكوارث الإشعاعية:[٤]

  • كارثة تشيرنوبيل النووية: حدث انفجار وانهيار في المفاعلات النووية في محطة تشيرنوبيل عام 1986م في أوكرانيا، أدت لمقتل الآلاف من الأشخاص، وتسببت في تشوهات خلقية لا حصر لها، وانتشار سرطان الغدة الدرقية في المنطقة.
  • كارثة كيشتيم النووية: وقعت الكارثة في عام 1957م، في منطقة تشيليابينسك في جمعية ماياك للإنتاج، وهي أكبر مراكز معالجة المواد المشعة في روسيا.
  • حادث جزيرة الثلاثة أميال: حدثت الكارثة نتيجة انصهار نووي جزئي في محطة توليد نووية تقع على جزيرة الثلاثة أميال في مقاطعة دوفين، بالولايات المتحدة في عام 1979م.
  • اشتعال المفاعل Windscale: في عام 1957م حدث أسوأ حادث نووي في تاريخ المملكة المتحدة، أدى إلى إطلاق المواد المشعة في الغلاف الجوي وانتشارها في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا.


المراجع

  1. "Radioactive Pollution", byjus, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  2. due to human activities. "What Is Radioactive Pollution?", environmentalpollutioncenters, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  3. "Radioactive Pollution: Causes, Effects and Solutions to Nuclear Radiation", conserve-energy-future, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  4. JENNIE COHEN (22/8/2018), " History’s Worst Nuclear Disasters", history, Retrieved 27/6/2022. Edited.