الكواكب الصخرية

تُعرف الكواكب الصخرية (بالإنجليزية: Rocky Planets) أو الكواكب الأرضية (بالإنجليزية: Terrestrial Planets) بأنّها أجسام سماوية تتكون بشكل أساسي من صخور أو معادن السيليكات ولها أسطح صلبة، وهذا ما يميزها عن الكواكب الغازية العملاقة (بالإنجليزية: Gas Giants Planets)، والتي تتكون أساسًا من غازات مثل: الهيدروجين، والهيليوم، والماء، وبعض العناصر الثقيلة في حالات مختلفة.[١]

أصل تسمية الكواكب الصخرية

مصطلح الكواكب الأرضية مشتق من الكلمة اللاتينية (Terra) والتي تعني الأرض، وبالتالي فإنّ الكواكب الأرضية هي تلك التي تشبه الأرض، مما يعني أنّها متشابهة في التركيب والتكوين مع كوكب الأرض،[١] وأطلق على هذه الكواكب اسم الصخرية؛ لأنّ لها سطحًا صخريًا مضغوطًا مثل الأرض الثابتة.[٢]


نبذة عامة عن الكواكب الصخرية

يوجد في النظام الشمسي أربعة كواكب أرضية وهي: عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، وهي الكواكب الأقرب للشمس، ويُعتقد أنه وأثناء تكوين النظام الشمسي كان من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الكواكب الأرضية، لكنها إما اندمجت مع بعضها البعض أو تم تدميرها، وفيما يأتي نبذة عن كل كوكب من هذه الكواكب:[٣]


كوكب عطارد

كوكب عطارد (بالإنجليزية: Mercury) هو أصغر كوكب أرضي في النظام الشمسي، ويبلغ حجمه حوالي ثلث حجم الأرض، وله غلاف جوي رقيق، مما يجعل درجات الحرارة عليه تتراوح بين شديدة الحرارة والتي تصل إلى درجة الاحتراق والباردة جدًا والتي تصل إلى درجة التجمد.


يتكون كوكب عطارد من الحديد، والنيكل بشكل أساسي، ولبه مكون من الحديد، ويحتوي سطح عطارد على العديد من الحفر العميقة وتغطيه طبقة رقيقة من جزيئات السيليكات الدقيقة، وعام 2012م، وجد العلماء أدلة كثيرة على المواد العضوية التي اللبنات الأساسية للحياة، كما عثروا على الجليد المائي في الحفر المظللة من الشمس، ولكن يستحيل وجود حياة على هذا الكوكب حاليًا؛ بسبب الغلاف الجوي الرقيق له وقربه من الشمس، ولا يمتلك الكوكب أيّة أقمار.


كوكب الزهرة

كوكب الزهرة (بالإنجليزية: Venus) بنفس حجم الأرض تقريبًا، وله غلاف جوي سميك وسام؛ لأنّه مكون من أول أكسيد الكربون الذي يحبس الحرارة، مما يجعله أكثر الكواكب سخونة في النظام الشمسي، وبسبب سماكته، فإنّ هناك عددً قليلًا من المركبات الفضائية التي اخترقته وبقيت كما هي ولم وتنفجر.


يتميز جزء كبير من سطح الكوكب بوجود البراكين والأخاديد العميقة، ويمتد أكبر أخدود على كوكب الزهرة عبر السطح لمسافة 6,437 كم تقريبًا، ومن المحتمل أن بعض براكين الكوكب على الأقل ما زالت نشطة، ولا يمتلك الكوكب أيّة أقمار.


كوكب الأرض

كوكب الأرض (بالإنجليزية: Earth) هو الكوكب الأكبر حجمًا بين الكواكب الأرضية الأربعة، والوحيد الذي يحتوي على مناطق واسعة من الماء السائل الضروري للحياة، وهو الكوكب الوحيد الذي توجد فيه جميع ظروف الحياة الطبيعية والتضاريس المناسبة لها من جبال وبحار، كما يمتلك كوكب الأرض مثل الكواكب الأرضية الأخرى سطحًا صخريًا فيه جبال وأودية ونواة من المعدن الثقيل.


يحتوي الغلاف الجوي للأرض على بخار الماء؛ مما يساعد على اعتدال درجات الحرارة اليومية، وهناك 4 فصول منتظمة تظهر على معظم سطحه، وتميل المناطق الأقرب إلى خط الاستواء إلى البقاء دافئة، بينما تكون المناطق القريبة من القطبين أكثر برودة، وفي الشتاء تكون جليدية، ولكن مناخ الأرض يميل إلى أن يصبح حارًا؛ بسبب تغيّر المناخ المرتبط بغازات الدفيئة الناتجة عن أنشطة الإنسان.


ويمتلك كوكب الأرض قطبًا مغناطيسيًا شماليًا يغيّر اتجاهه عشرات الكيلومترات كل عام؛ ويعتقد بعض العلماء أنّها قد تكون علامة مبكرة على تقلب الأقطاب المغناطيسية الشمالية والجنوبية، وقد حدث آخر انقلاب كبير للأرض قبل 780 ألف عام، ويمتلك كوكب الأرض قمرً واحدً كبير زاره رواد الفضاء في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.


كوكب المريخ

يحتوي كوكب المريخ (بالإنجليزية: Mars) على أكبر جبل في المجموعة الشمسية، إذ يرتفع هذا الجبل 24 كم فوق السطح، جزء كبير من السطح قديم جدًا ومليء بالحفر، ولكن هناك أيضًا مناطق أحدث جيولوجيًا على الكوكب، وتوجد على قطبي المريخ أغطية جليدية قطبية تتقلص في الحجم خلال فصلي الربيع والصيف المريخيين، وكثافة الكوكب أقل من الأرض، ولديه مجال مغناطيسي أصغر، مما يدل على وجود نواة صلبة بدلاً من نواة سائلة.


لم يعثر العلماء على أيّ دليل على وجود الحياة حتى الآن، فمن المعروف أن المريخ يحتوي على جليد مائي ومواد عضوية -بعض مكونات الكائنات الحية- كما تمّ العثور على أدلة على وجود الميثان في بعض أجزاء السطح، وينتج الميثان من العمليات الحية وغير الحية، ويُعدّ هذا الكوكب وجهة شهيرة للمركبات الفضائية؛ نظرًا إلى احتمالية أنّ كان صالحًا للسكن في الماضي القديم.


خصائص الكواكب الصخرية

تمتاز الكواكب الصخرية بعدة خصائص، فيما يأتي أهمها:


بنية الكواكب

تتكون جميع الكواكب الصخرية من قلب معدني مركزي، يتكون في الغالب من الحديد، يحيط به ستار (وشاح) مكون من السيليكات، وتتمتع هذه الكواكب بمعالم سطحية مشتركة، بما في ذلك الأخاديد، والحفر، والجبال، والبراكين، وغيرها من الهياكل المماثلة، اعتمادًا على وجود الماء والنشاط التكتوني.[١]


الغلاف الجوي الثانوي

تتولد الأغلفة الجوية الثانوية بسبب البراكين، أو تأثيرات المذنبات، بعكس الكواكب الغازية العملاقة التي تتكوّن من أغلفة جوية أولية لم يتغيّر تركيبها.[١]


وجود الأقمار

قد تمتلك الكواكب الأرضية أقمارًا أو قد لا تمتلك، فكوكب الزهرة وعطارد ليس لهما أقمار، بينما الأرض له قمر واحد فقط، ويمتلك المريخ قمرين، وهما: فوبوس (بالإنجليزية: Phobos) وديموس (بالإنجليزية: Deimos)، لكنهما أقرب إلى الكويكبات الكبيرة منه إلى الأقمار الفعلية، على عكس الكواكب الغازية العملاقة، لا تمتلك الكواكب الأرضية على أنظمة حلقات كوكبية.[١]


كثافة الكواكب

تمتلك الكواكب الصخرية كثافة كبيرة، أكبر من 3 غ/سم3، وتُعدّ أعلى من كثافة الماء التي تساوي 1 غ/سم3.[٤]


مكونات أخرى للكواكب الصخرية

تتكون أجواء كوكب الزهرة والأرض والمريخ من نسبة كبيرة من المركبات المؤكسدة مثل ثاني أكسيد الكربون، من بين الكواكب الداخلية، يمتلك كوكب الأرض فقط مجالًا مغناطيسيًا قويًا يحميها من الوسط بين الكويكبي، ويحبس المجال المغناطيسي بعض الجسيمات المشحونة كهربائيًا داخل منطقة حول الأرض تُعرف باسم الغلاف المغناطيسي، وتوجد تركيزات ثقيلة من هذه الجسيمات عالية الطاقة في أحزمة فان آلان (بالإنجليزية: Van Allen) في الجزء الداخلي من الغلاف المغناطيسي.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج MATT WILLIAMS (1/7/2015), "What is a Terrestrial Planet?", Universe Today, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  2. "Basics of Space Flight", Nasa Science, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  3. Katharine Gammon (8/2/2019), "Terrestrial Planets: Definition & Facts About the Inner Planets", Space.com, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Tobias Chant Owen (12/11/2020), "Solar system", Britannica, Retrieved 11/7/2021. Edited.