الآثار المترتبة على تدهور التربة

تدهور التربة

يُعدّ تدهور التربة (بالإنجليزيّة: Soil Erosion) عملية طبيعية يتمّ فيها جرف وفقدان الطبقة السطحية العليا من التربة بواسطة مصادر فيزيائية كالرياح والمياه، وهي عملية يحدث من خلالها تفكيك لجزيئات التربة خلال عملية تدهور التربة وجرفها بعيدًا إلى الوديان، أو المحيطات، أو الأنهار، أو إلى مناطق بعيدة، وهي عملية مستمرة متفاوتة في السرعة؛ قد تكون بطيئة، أو أن تكون سرعتها بمعدل يُنذر بالخطر؛ مما يؤدي إلى خسارة مستمرة للتربة السطحية وانهيار التربة مما يسبب تدهورًا بيئيًا، وقد تفاقمت هذه المشكلة نتيجة تفاقم الأنشطة البشرية كالزراعة.^[١]

الآثار المترتبة على تدهور التربة

يحدث تدهور التربة نتيجة عمليات التجوية والتعرية بفعل المياه، أو الرياح، أو عمليات الحرث، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية والأسمدة التي قد تتسبب في تلوّثها؛ مما يؤدي إلى تآكل التربة السطحية، ويترتب على تدهور التربة العديد من الآثار السلبية، منها:^[٢]

• فقدان الأراضي الخصبة.
• تؤدي الممارسات الزراعية السيئة كالري المفرط وممارسة عمليات الحراثة القديمة إلى خسارة العناصر الغذائية.
• التأثير على المادة العضوية في التربة والتي تجعلها أقل ملاءمة لزراعة المحاصيل الغذائية، أو حصادها.
• الانهيارات الطينية، والتي قد تؤثر في الطرق والمباني التي توجد في مناطق الانهيار، وتحدث الانهيارات الطينية نتيجة انجراف الرمل، والطين، والطمي، والمواد العضوية، بفعل عملية هطول الأمطار الغزيرة والقوية من جوانب التلال والمنحدرات.
• تتحوُّل التربة إلى طبقة رخوة غير قادرة على حبس المياه داخلها؛ مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات.
• جرف التربة إلى الأنهار والجداول المائية وترسبها فيها؛ مما يؤدي إلى تلوّث المياه والنمو المفرط للعديد من الطحالب الضارة التي تعمل على تقليل جودة المياه، وبالتالي استنزاف كمية الأكسجين من الماء، والتسبب في موت العديد من الأسماك والكائنات الحية الأخرى.
• تلوّث مياه الشرب نتيجة لانجراف التربة إلى الأنهار والجداول المائية التي تحتوي على الأسمدة والمبيدات الحشرية.

أسباب تدهور التربة

يحدث تدهور التربة نتيجةً لأسباب وعوامل مختلفة، منها:^[٣]

• الرياح: عندما تهبّ رياحًا قوية فإنّها تحمل معها الطبقة السطحية العليا من التربة، ويحدث ذلك في أغلب الأحيان في المناطق التي لا تكون مغطاة بالعشب، كالمناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية، حيث تهب الرياح القوية بشكل متكرر في هذه المناطق.
• المياه: نتيجة للأمطار القوية التي تحدث في المناطق الجبلية تنجرف التربة الموجودة هناك إلى مناطق منخفضة كالسهول والوديان، ثمّ ترسّب المياه الجارية التربة الغنية بالمواد العضوية في قاع النهر، والذي بدوره يؤدي إلى نقصان في المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى الفيضانات التي تسببها التربة المترسبة في قاع النهر؛ مما يؤدي إلى تغيير مجرى النهر وحدوث الفيضانات.
• الرعي الجائر: يؤدي تكرار عملية الرعي في منطقة واستمراره أو ما يُعرف بالرعي الجائر إلى استهلاك العشب الموجود في المنطقة؛ مما يجعل التربة معرضة أكثر للرياح والمياه، واللذين يسببان انجراف التربة.
• إزالة الغابات: تحافظ جذور الأشجار على التربة من عمليات التجوية والتآكل، ولكن بفعل الأنشطة البشرية التي تقوم على قطع الأشجار وإزالة الغابات من أجل تأمين الطعام للسكان وبناء المنازل والعديد من الصناعات تصبح التربة معرضة أكثر لعمليات التجوية.