نظرة عامة حول ظاهرة التصحر

يعتبر التصحر (بالإنجليزية: Desertification) مشكلة إيكولوجية وبيئية عالمية، ويمكن تعريف هذه الظاهرة بأنها نوع من أنواع تدهور الأراضي في البيئة؛ حيث يزداد جفاف مناطق الأرض الجافة نسبياً، بفقد المسطحات المائية، وكذلك الغطاء النباتي، والحياة البرية فيها، بسبب مجموعة متنوعة من العوامل؛ مثل تغير المناخ، والأنشطة البشرية، كما يمكن تعريفها بأنها عملية تحوّل الأرضي الخصبة إلى صحراء نتيجة إزالة الغابات، أو الجفاف، أو طرق الزراعة غير الملائمة،[١] ويجدر بالذكر هنا أن مفهوم التصحر لا يشير فقط إلى التوسّع المادي للصحارى الموجودة في العالم، ولكن إلى العمليات المهددة لجميع نظم الأراضي الجافة الإيكولوجية، التي تشمل الصحاري، والأراضي العشبية، والأدغال.[٢]


آثار ظاهرة التصحر

يمتد خطر التصحر على أكثر من 100 دولة، وهو يصيب أكثر السكان فقراً وضعفاً، فأكثر من 75% من مساحة اليابسة على الأرض متدهورة بالفعل وفقًا للمفوضية الأوروبية، ويمكن أن تزداد هذه النسبة لتصل إلى أكثر من 90% بحلول عام 2050م، وتعتبر كل من قارتي أفريقيا وآسيا الأكثر تأثراً بظاهرة التصحر.[٣]


يؤدي تحول الأراضي إلى صحراء إلى انخفاض قدرتها بشكل حاد على دعم السكان المحيطين بها والحيوانات؛ حيث يقل فيها نمو الغذاء، ولا يمكن جمع المياه فيها، مما يؤدي بالتالي إلى العديد من المشكلات الصحية البشرية؛ مثل سوء التغذية وأمراض الجهاز التنفسي بسبب الهواء المليء بالغبار، إضافة للعديد من الأمراض الأخرى الناجمة عن نقص المياه النظيفة، كما يعيش حوالي ملياري شخص في الأراضي الجافة المعرضة للتصحر، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى نزوح ما يقدر بنحو 50 مليون شخص بحلول عام 2030م بسبب هذه الظاهرة. [٣]


تشير بعض التوقعات إلى أن تغير المناخ وارتفاع متوسط درجات الحرارة في الأرض سيؤدي إلى تضخيم تأثير ظاهرة التصحر على العالم، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ستشهد تحولاً جذرياً مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، إضافة إلى تحوّل جنوب إسبانيا بالكامل إلى صحراء، وقد تؤدي الظاهرة إلى جفاف ما يصل إلى 30% من سطح الأرض.[٣]


أسباب ظاهرة التصحر

تختلف أسباب تدهور الأراضي باختلاف المواقع، وتتداخل الأسباب عادة مع بعضها البعض؛ فمثلاً في المناطق المحيطة ببحر آرال مثل أوزبكستان وكازاخستان، كان السبب المباشر وراء تدهور الأراضي هو الاستخدام المفرط للمياه لأغراض الري الزراعي مما سبب تقلص البحر، تاركًا وراءه صحراء مالحة، أما في منطقة السهل الأفريفي التي تحدها الصحراء الكبرى من الشمال والسافانا من الجنوب، فقد سبب النمو السكاني زيادة قطع الأخشاب، والزراعة غير القانونية، وتطهير الأراضي من أجل بناء المباني في زيادة ظاهرة التصحر،[٣] وبشكل عام تنقسم الأسباب المؤدية إلى التصحر إلى قسمين أساسيين هما:[٤]

  • التغيرات المناخية: مثل الجفاف، وفقدان الرطوبة في جميع أنحاء العالم.
  • الأنشطة البشرية: مثل الرعي الجائر، وإزالة الغابات، وإزالة الغطاء النباتي الطبيعي، والأنشطة الزراعية في النظم البيئية القاحلة وشبه القاحلة، وهذه الأنشطة البشرية تعود في سببها إلى النمو السكاني، والفقر.


حلول ظاهرة التصحر

من الحلول المقترحة للتخفيف من ظاهرة التصحر ما يلي:[٥][٤]

  • حماية التربة من التعرية، والتملح، وغيرها من أشكال التدهور عن طريق إدارة المياه والأراضي بشكل متكامل.
  • حماية الغطاء النباتي؛ للحفاظ على التربة من التعرية بفعل الرياح والمياه.
  • منح القدرة للمجتمعات المحلية لإدارة موارد الأراضي الجافة بشكل فعّال.
  • زراعة الأشجار.
  • حماية التربة عن طريق استخدام الأسوار الرملية، ومصدّات الرياح، وزراعة الأشجار من حولها.



المراجع

  1. "Desertification", courses.lumenlearning.com, Retrieved 13-4-2021. Edited.
  2. "Desertification", www.britannica.com, Retrieved 13-4-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث CHRISTINA NUNEZ (31-5-2019), "Desertification, explained", www.nationalgeographic.com, Retrieved 13-4-2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Desertification - A Brief Overview", byjus.com, Retrieved 13-4-2021. Edited.
  5. "Desertification", www.greenfacts.org, Retrieved 13-4-2021. Edited.