ما هو تلوث الشاطئ؟

يُقصد بمفهوم تلوث الشاطئ (بالإنجليزية: Beach pollution) وجود أي مواد ضارة تؤدي إلى تدهور جودة مياه البحار والمحيطات أو رمالها، وينتج هذا النوع من التلوث عن عدة عوامل مختلفة، تتراوح من سلوكيات بشرية خاطئة؛ كرمي القمامة والمخلفات، إلى الانسكابات الضخمة للنفط، حيث تؤدي هذه العوامل إلى تلوث المياه والرمال، مما يجعلها غير آمنة للإنسان والحياة البرية، وتختلف نسب تلوث الشاطئ البحري، وتتنوع بحسب موقع الشاطئ الجغرافي لكل دولة.[١]


ما هي أسباب تلوث الشاطئ؟

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لتلوث الشواطئ، حيث إن معظمها ناجمٌ عن البشر، وفيما يلي بعض الأسباب الرئيسية لتلوث الشاطئ:


رمي النفايات والقمامة (Littering and garbage)

تتسبب القُمامة بغض النظر عن مصدرها، والتي غالبًا ما تكون من الأنشطة البشرية على الأرض، بضررٍ بالأنظمة البيئية البحرية والحياة البرية، حتى يصل الأذى للبشر أيضًا، إذ تُغطي القمامة البيئات الساحلية بكميات هائلة متسببةً بحدوث عدة عوائق أمام الحياة المائية، وتنتقل القمامة رمال الشاطئ الذهبية ومياهه النقية بعدة طرق بما فيها:[٢]

  • إلقاء الناس لنفاياتهم على الشاطئ وتركها وراءهم.
  • التخلص الغير صحيح والخاطئ للنفايات السكنية أو التجارية.
  • فقدان الصيادين أو تخلصهم من شباك وخيوط الصيد في المياه.


الفيضانات الناجمة عن المطر أو ذوبان الثلوج (Overflows caused by rain or melting snow)

يمكن أن يتسبب هطول الأمطار أو ذوبان الجليد المفرط في فيضان مصارف مياه الصرف الصحي، ليختلط بعدها بقنوات المياه الجارية ومياه الأمطار، وهذه الحالة قد تؤدي لإغلاق الشاطئ، وإغلاق مزارع المحار، بالإضافة إلى وقوع مشاكل بيئية وجمالية عدة.[٢]


الجريان السطحي (Runoff)

يعتبر الجريان السطحي من أكبر مصادر التلوث لمياه الشاطئ، إذ يُعد تلوث من مصدر غير محدد، مما يعني أنه يأتي من مصادر عديدة، حيث تتدفق مياه الأمطار فوق الأرض والأسطح المرصوفة؛ مثل الشوارع ومواقف السيارات وأسطح المباني، لتلتقط الملوثات التي تشمل المواد التالية:[٢]

  • فضلات الحيوانات الأليفة وروث الحيوانات.
  • الأسمدة والمواد الكيميائية.
  • الغازولين ومشتقاته.
  • زيوت المحركات ومضادات التجمد.
  • العوالق الترابية، والرواسب العضوية.


التفريغ من السفن والقوارب (Discharge from ships and boats)

تقوم القوارب الترفيهية وسفن الشحن بشكلٍ متعمد أو عن طريق الخطأ، بتفريغ ملوثات مختلفة في البيئة البحرية يمكن أن تؤثر على الشواطئ وتلوثها، كأن تلوث السفن المياه بالزيوت والغازات المتسربة، خاصةً إذا لم تتم صيانة محركاتها بشكل صحيح، وتشمل التصريفات الأخرى على القمامة، ومعدات الصيد، والمياه الكيميائية، ومياه المجاري.[٢]


واقيات الشمس (Sunscreen)

تنتقل المواد الكيميائية المُصنعة للواقيات الشمسية إلى البيئة البحرية بعدة طرق، سواء نتيجة إهمالها وإلقاءها على رمال الشاطئ بعد الاستخدام أو نتيجة غسلها عند السباحة في الماء، لتؤدي لوقوع أضرار كبيرة بالحياة البحرية فيما بعد، مع تهديد كبير يؤثر ببقاء الشعاب المرجانية على قيد الحياة، ويمكن أن تقلل المواد الكيميائية من خصوبة الأسماك وتكاثرها، وتؤدي إلى تبيض المرجان، كما يُمكن أن تتراكم في أنسجة الدلافين لتهدد حياتهم.[٢]


التلوث بالمغذيات (Nutrient Pollution)

تؤدي زيادة وفرة وجود النيتروجين والفوسفور عن حدها الطبيعي، مما يتسبب بحدوث تأثيرات مُدمرة على البيئة وعلى صحة الإنسان، إذ يُعزز التركيز المتزايد للمواد الكيميائية في البيئات الساحلية من نمو وتكاثر الطحالب السامة للحياة البرية والمضرة بالإنسان، وتشمل مصادر تلوث المغذيات ما يلي:[٢]

  • ممارسات الزراعة الصناعية
  • الأسمدة التجارية وروث الحيوانات
  • فضلات الحيوانات
  • الأدوات المنزلية الشائعة
  • صابون الأطباق ومنظفات مياه الصحون
  • منتجات التنظيف


الآثار المترتبة على تلوث الشاطئ

هناك آثار متعددة ناجمة عن تلوث الشواطئ والسواحل بالمواد الكيميائية والمخلفات الأخرى، ولعل أهمها ما يلي:


التأثير على الصحة العامة

تشكل الشواطئ الملوثة خطرًا صحيًا خطيرًا على الأشخاص الذين يتعاملون مع المياه القذرة أو الرمال، إذ يمكن أن تُسبب البكتيريا والأسمدة والمخلفات الحيوانية والبشرية والقمامة مجموعة من الأمراض لمرتادي الشواطئ، وأكثرها شيوعًا هو اضطراب المعدة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات العصبية وأمراض الجهاز التنفسي والوردي وأوجاع الأذن والتهاب السحايا والتهاب الكبد الذي قد يُعاني منهُ السباحون، كما قد يتعرض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والأطفال الصغار وكبار السن لخطر الموت.[٣]


التأثير على الحيوانات

تشير التقديرات إلى أن تلوث الشواطئ يؤثر على أكثر من 800 نوع من الأحياء البرية حول العالم، بحيث يموت أكثر من 100 ألف طائر بحري وسلاحف بحرية وفقمات وثدييات بحرية أخرى كل عام بعد تناول البلاستيك أو عند إعاقته لحركتهم، ويمكن للحيوانات أن تقع بالخطأ بسهولة عند اعتبارها البلاستيك العائم طعامًا، مما يتسبب في اختناقها أو إصابتها بجروح داخلية، ومن الجدير بالذكر أن التلوث البلاستيكي أصبح هائلاً لدرجة أنه يؤثر حتى على معدلات تكاثر السلاحف البحرية؛ لأنه يغير درجة حرارة الرمال ذلك المكان الذي يحدث فيه التفريخ عادةً.[٣]


الخسارة الاقتصادية

تؤثر الشواطئ المغلقة بشكل مباشر على اقتصاديات الوجهات الساحلية، فعلى سبيل المثال يقوم الأمريكيون بأكثر من 900 مليون رحلة إلى المناطق الساحلية وينفقون ما متوسطه 44 مليار دولار تقريبًا في تلك الرحلات كل عام، مما يجعل المدن الشاطئية والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالمحيط تُساهم بدور كبير في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى أن إغلاق هذه الشواطئ بسبب التلوث لا يفسد تجربة مرتادي الشواطئ والسياح فحسب، بل يؤثر سلبًا على الشركات المحلية، وعلى قطاع صناعة السياحة في المنطقة، ويُعيق النشاطات الرياضية البحرية وعمل الجهات الداعمة لها.[٣]


المراجع

  1. Kevin Kling (8/2/2022), "Why we should all care about beach pollution", theswimguide, Retrieved 30/6/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Beach Pollution: Causes and Effects (& Tips for Prevention!)", ecoredux, Retrieved 30/6/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت Shelia Hu (28/5/2020), "Beach Pollution 101", nrdc, Retrieved 30/6/2022. Edited.