ما المقصود بالاتزان البيئي وكيفية المحافظة عليه

الاتزان البيئي

يُعرَف الاتزان البيئي (بالإنجليزية: Ecological Balance) بأنّه حالة من التوازن الديناميكي تحدث داخل مجتمع يتكون من العديد من الكائنات الحية، وتعني هذه الحالة بقاء التنوع الجيني للكائنات، وأجناسها، والنظام البيئي الذي تعيش بداخله مستقرًا نسبيًا، ويخضع للتغيّرات التدريجية من خلال التعاقب الطبيعي.^[١]

أهمية الاتزان البيئي

تكمن أهمية الاتزان البيئي في استمرارية حياة الكائنات الحية على الأرض بتفاعلها الدائم مع البيئة من خلال دورة متوازنة، إذ تستخدِم النباتات الطاقة من الشمس، ثمّ تُصبح النباتات غذاءً لمخلوقات أخرى، وعند موت النباتات والحيوانات تستهلكها الكائنات الحية الدقيقة.^[٢]

عدم الاتزان البيئي

يحدث عدم الاتزان البيئي أو الخلل في النظام البيئي (بالإنجليزية: Ecological imbalance) عندما يحدث خلل في التوازن الطبيعي للنظام البيئي، بسبب حدوث اضطراب أو تغيّر في الطبيعة، أو بسبب بعض الأنشطة البشرية، وبعد حدوث مثل هذه الاضطرابات، يُمكن للنظام البيئي أن يعود مرة أخرى إلى حالة متوازنة، ولكن إذا تعرض نظام بيئي لاضطراب شديد، أو كان يعاني باستمرار من اضطرابات جديدة، فقد لا يعود أبدًا مرة أخرى إلى حالة التوازن البيئي، ومن الأمثلة على الاضطرابات:^[٣]

• الاضطرابات الطبيعية: مثل: الثورات البركانية، والفيضانات، والحرائق الطبيعية.
• الاضطرابات بفعل الإنسان: مثل: إدخال نوع جديد من الكائنات الحية، وقطع أشجار الغابات، والتلوث، والصيد الجائر لأنواع محددة من الحيوانات.

طرق الحفاظ على الاتزان البيئي

دورة الحياة على الأرض معرضة للخطر بسبب الإفراط البشري في استخدام الموارد الطبيعية، ويُمكن أن تُؤدي هذه الاستخدامات إلى تلوث في النظام البيئي، وهذا يستوجب من الإنسان أن يقوم بما يأتي:^[٢]

الحرص على إدارة الموارد الطبيعية

يُعاني النظام البيئي من حياة مفعمة بالحضارة، مما يعني أنّ استخدام المعادن، والوقود الأحفوري، والموارد الطبيعية قد ازداد لدرجة تُنذر بخطر نفاده، كما أنّ الصيد الجائر وتدمير مواطن الحيوانات يهدد بانقراض أنواع معينة منها، كما يؤدي إلى فقدان التنوع الحيوي في تلك البيئة، وهذا كله يؤدي إلى خلل في النظام البيئي ويُهدده بشكل كامل، لذا، يجب أن تتكاتف جهود الناس ويتعاونوا فيما بينهم على استخدام الموارد الطبيعية المتاحة بطريقة مستدامة تضمن حماية النظام البيئي والمحافظة عليه.

السيطرة على الاكتظاظ السكاني

بلغ عدد سكان الأرض بين عامي 1927-1987م ما يقارب 5 مليارات نسمة، وازداد مليارًا واحدًا بحلول عام 1999م، ويُقدر وصوله إلى 9 مليارات شخص عام 2050م، وهذا يزيد من الضغط على النظام البيئي بسبب ازدياد كمية استهلاك الموارد الطبيعية بطريقة مضاعفة، وهذا يتطلب سيطرة على التزايد السكاني على مستوى الفرد والحكومة من خلال وسائل تنظيم الأسرة مثلًا.

حماية الماء

يهدد تلوث المياه الناتج عن مياه الصرف الصحي، والتصنيع، والجريان السطحي ن عملية الزراعة توازن النظم البيئية البحرية، إذ يُمكن لمياه الصرف الصحي والزراعي أن تتسبب في سلسلة من الآثار الضارة على النظام البيئي، إذ تتسبب مياه الصرف الصحي وجريان الأسمدة الزراعية في النمو السريع للطحالب في البحيرات والجداول، فيحجب نمو الطحالب أشعة الشمس ويستنزف الأكسجين الموجود في الماء، وهذا يُسبب انخفاضًا في كمية الحياة النباتية الطبيعية في النظام البيئي البحري، مما يؤدي إلى موت الحيوانات التي تتغذى على النباتات، وبالتالي تموت الحيوانات المفترسة التي تتغذى على تلك الحيوانات، كما تعزز الطحالب المتحللة نمو الكائنات اللاهوائية، التي تطلق مركبات في الماء، والتي قد تكون سامة للحيوانات البحرية، وهذا يتطلب اتخاذ خطوات لتقليل التلوث من المصادر غير المحددة في الشوارع والمزارع أو القضاء عليه.

نشر التوعية

حماية التوازن البيئي هي قضية يُمكن أن يشارك فيها الجميع، فالإنسان له القدرة على إحداث تأثير إيجابي مهما كان صغيرًا، للحفاظ على التوازن الدقيق للنظام البيئي للأرض، ومن الخطوات التي يُمكن أن يقوم بها الإنسان:

• إعادة التدوير للمساعدة على منع الإفراط في استهلاك الموارد الطبيعية.
• توفير الطاقة عن طريق اختيار الأجهزة والسيارات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، فإذا استخدم الجميع طاقة أقل، فسينخفض ​​التلوث وسيقل استخدام الفحم.
• تشجيع العائلة والأصدقاء على أن يكونوا واعين بيئيًا بالطرق التي يعيشون بها يومًا بعد يوم، وبهذا ينتقل العمل من عمل فردي صغير إلى مجموعة تعمل معًا لحماية التوازن البيئي والحفاظ عليه.

كيفية الحفاظ على التوازن البيئي

كما يوجد عدة عمليات طبيعية تحدث داخل النظام البيئي، وتساهم في الحفاظ على الاتزان البيئي، إذ يحتوي النظام البيئي على العوامل الحية، مثل: النباتات، والحيوانات، والبكتيريا وما إلى ذلك، وأخرى غير حيوية مثل: التربة والهواء والماء وغيرها، فإذا استمر التفاعل بشكل متوازن بين هذه الأجزاء من خلال التدفق الدوري للمواد الغذائية من البيئة غير الحيوية إلى المحيط الحيوي، ثمّ العودة إلى البيئة الأولى ثانية، واكتملت الشبكات الغذائية فيما بينها، فهذا يضمن الحفاظ على الاتزان البيئي.^[٤]