يُعبّر مصطلح التصحّر (بالإنجليزية: Desertification) عن تدهوّر حالة الأراضي العُشبيّة، والحرجية، والسافانا وتحوّلها إلى شبه صحراء، الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض الإنتاج النّباتي، وعدم قدرة الأرض على دعم المواشي والاستخدامات البشريّة الأخرى، وتتعرّض العديد من المناطق لخطر التعرّض للتصحّر، مثل: المناطق القاحلة في المناطق شبه الاستوائية في جنوب غرب أمريكا الشمالية، وجنوب أمريكا الجنوبيّة، وجنوب آسيا، وشبه الجزيرة العربية، وشمال وجنوب إفريقيا، وأستراليا.[١]

حلول لمشكلة التّصحر

تتمثل طرق مكافحة التصحر فيما يأتي:[٢]

  • حماية الغطاء النباتي، إنّ حماية الغطاء النباتي من أهم الأساليب المُستخدَمة للحدّ من التصحر؛ لأنّ الحفاظ على الغطاء النباتي يحمي التربة من التآكل بفعل الرياح والمياه، ويجب الحفاظ على الزراعة باستخدام النظم التكنولوجية الحديثة، خاصة عند انخفاض نسبة هطول الأمطار، أو قلة منسوب الأراضي المزروعة بسبب الإفراط في الرعي.
  • توفير رأس المال والموارد، تعتمد عملية منع تصحر الأراضي على توافر الموارد البشرية ورأس المال التشغيلي، وتطوير البنية التحتية، والاعتماد على المصادر التكنولوجية الحديثة، ومن الطبيعي أنّ التوفير الكافي للموارد البشرية يؤمن احتياجات المجتمعات المحلية، ويحدّ من الفقر.
  • إنّ تكامل إدارة الأراضي والمياه لحماية التربة من التعرية، والتملح، وأشكال التدهور الأخرى يمنع التصحر بشكل فعال، وتشمل استراتيجيات الإدارة اتخاذ تدابير لتقليل الأنشطة البشرية الفمرطة على التربة، مثل الاستخدام المتناوب للمراعي ومواقع الآبار، ومعدلات التخزين المطابقة للقدرة الاستيعابية للنظم البيئية، ويُمكن أن تؤدي ممارسات إدارة المياه المحسنة إلى تعزيز الخدمات المتعلقة بالمياه، وقد يشمل ذلك استخدام التقنيات التقليدية لتخزين المياه، والتدابير المتنوعة للحفاظ على التربة والمياه، إذ يساعد الحفاظ على ممارسات إدارة تخزين المياه أثناء فترات هطول الأمطار المكثفة أيضًا على منع الجريان السطحي الذي ينقل التربة السطحية الرقيقة والخصبة والمحتفظة بالرطوبة، كما يساعد على تحسين تغذية المياه الجوفية من خلال الحفاظ على التربة والمياه، وإعادة الغطاء النباتي، وتوفير احتياطي الماء خلال الجفاف.
  • تكامل استخدام الأراضي للرعي والزراعة، حيث تكون الظروف مواتية، مما يسمح بدورة أكثر كفاءة للمغذيات داخل النظم الزراعية، يُمكن للتكامل الثقافي والاقتصادي بين سبل العيش أن يمنع التصحر، إذ إنّ ممارسات الزراعة المختلطة في هذه المناطق، كأنّ تجمع مزرعة واحدة بين تربية المواشي وزراعة المحاصيل يسمح بإعادة تدوير أكثر كفاءة للمغذيات داخل النظام الزراعي.
  • إعطاء المجتمعات المحلية القدرة على مكافحة التصحر وإدارة موارد الأراضي الجافة بشكل فعال، إذ إنّ تطبيق مزيج من التكنولوجيا التقليدية مع النقل الانتقائي للتكنولوجيا الموافق عليها محليًا طريقة رئيسة لمنع التصحر، إذ يتطلب نقل التكنولوجيا تقييمًا متعمقًا للآثار ومشاركة نشطة من المجتمعات المستفيدة.
  • التحول إلى سبل العيش البديلة التي لا تعتمد على الاستخدامات التقليدية للأراضي، والتي تتطلب استخدامًا أقل الأراضي والموارد الطبيعية، ومع ذلك يوفر دخلاً مستدامًا، مثل تربية الأحياء المائية في الأراضي الجافة ، والزراعة الدفيئة، والأنشطة المتعلقة بالسياحة، وهذه الممارسات تدر دخلًا مرتفعًا نسبيًا لكل قطعة أرض ووحدة مياه في بعض الأماكن، كما أنّ الزراعة المائية في الأراضي الجافة تحت غطاء بلاستيكي على سبيل المثال يقلل من الفاقد من المياه بسبب التبخر، ويوفر الفرصة لاستخدام المياه المالحة أو قليلة الملوحة بشكل جيد إنتاج المحاصيل الزراعية.
  • إيجاد فرص اقتصادية في المراكز الحضرية للأراضي الجافة وفي المناطق خارج الأراضي الجافة، إذ يُمكن للتغييرات في الأوضاع الاقتصادية والمؤسسية الشاملة التي تنشأ فرص عمل جديدة للأفراد تساعد على تخفيف الضغوط الحالية الكامنة وراء عمليات التصحر، ويُمكن أن يكون النمو الحضري عند القيام به بالتخطيط المناسب وتوفير الخدمات والبنية التحتية والمرافق عاملًا رئيسًا في تخفيف الضغوط التي تسبب التصحر في الأراضي الجافة.


أسباب التصحر

تتمثل الأسباب التي تقود إلى ظهور مشكلة التصحر فيما يأتي:[٣][٤]

  • فقدان الغطاء النباتي؛ إذ يُعدّ السبب المباشر لتدهور التربة، وينتج بسبب الزراعة المكثفة وإزالة الغابات والرعي الجائر الذي يُعرض التربة للتآكل والجريان السطحي.
  • حمل التربة غير المحميّة لمسافات بعيدة عن طريق الرياح وتسهم هذه العملية في ترك طبقة التربة السفلية غير الخصبة معرضة لأشعة الشّمس الأمر الذي يجعلها صلبة وغير منتجة بالإضافة لتطويرها لسمات شبيهة بالصحراء.
  • التأثر بتغير المناخ؛ حيث يُعد المناخ من العوامل الرئيسة لحدوث التصحر في المناطق ذات الأنشطة البشرية القليلة؛ حيث يسهم تغيره في تغيير نمط نمو النباتات الذي يؤدي بدوره لفقدان أنواع النباتات الحيوية التي تمثّل غطاء مهم للتربة، كما يقود تغير مناخ منطقة ما من المناخ الطبيعي إلى مناخ جاف وشبه رطب إلى دعم عملية التصحر.
  • تعرض التربة للجفاف.
  • الممارسات الزراعية الخاطئة.
  • سوء إدارة المياه.
  • النمو السكاني الذي يساهم في زيادة جمع الحطب لاستخدامه في الوقود، أو تطهير الأراضي الزراعية لتجهيزها للسكن.
  • ارتفاع درجات الحرارة.
  • تراكم الأملاح في التربة.
  • رعي الماشية الذي يؤدي إلى ضعف النبات مع انخفاض الأنسجة القادرة على التمثيل الضوئي، ويتمّ إعاقة نموها بشكل كبير، كما قد تدوس قطعان الماشية النباتات وتقتلها، وعندما تهطل الأمطار على أراضي الرعي غالبًا ما تتشكل المجاري على طول مسارات المشي وتغسل التربة السطحية غير المحمية، إذ يُمكن أن تؤدي الحركة المتكررة للقطعان على جزء واحد من المناظر الطبيعية إلى ضغط التربة؛ مما يعيق نمو جذور النباتات.

المراجع

  1. "Desertification", encyclopedia, 23/8/2018, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  2. "What actions can be taken to prevent desertification?", greenfacts, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  3. CHRISTINA NUNEZ (31/5/2019), "Desertification, explained", nationalgeographic, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  4. "Desertification", britannica, 27/7/2021, Retrieved 27/7/2021. Edited.