بحث عن البيئة وأهم عناصرها

تعريف البيئة

هناك العديد من التعريفات لمصطلح البيئة (بالإنجليزية: Environment)، إذ إنّها كل ما يحيط بالبشر، وتشمل جميع الكائنات الحية وغير الحية الموجودة في الطبيعة، أي أنّها أساس المحيط الحيوي، والبيئة هي جميع العوامل الفيزيائية، والحيوية، وتفاعلاتها، فهي مجموعة من العلاقات المتبادلة بين الماء والهواء والأرض فيما بينها وبين الإنسان والحيوانات والنباتات التي تتكيف مع محيطها، وقد تم تعريف البيئة بواسطة عدد من العلماء، فقد عرَف دوغلاس وهولاند (بالإنجليزية: Douglas and Holland) أنّ البيئة هي مصطلح يستخدَم لوصف جميع المؤثرات الخارجية التي تؤثر في الحياة، وسلوك الطبيعة، ونمو وتطور ونضج الكائنات الحية، بينما عرف سي سي بارك (بالإنجليزية: C. C. Park) البيئة بأنّها المجموع الكلي لجميع الظروف التي تحيط بالإنسان في نقطة معينة في المكان والزمان.^[١]

أهم عناصر البيئة

تتكوّن البيئة من عناصر أساسية مرتبطة مع بعضها البعض بنظام تفاعلي، وتُقسم هذه العناصر إلى ثلاثة أنواع كما يأتي:^[٢]

• البيئة الفيزيائية: تشمل البيئة الفيزيائية (بالإنجليزية: Physical Environment) بناءً على الخصائص الفيزيائية، وتُقسم إلى: الحالة الصلبة مثل الغلاف الصخري، والحالة السائلة مثل الغلاف المائي، والحالة الغازية مثل الغلاف الجوي، ويُمكن وصف هذه البيئات بوحدات أصغر، إذ يُمكن القول إنّ بيئة الغلاف المائي تتألف من بحيرات، وأنهار، وبينما يتألف الغلاف الصخري من الهضاب، والجبال، والسهول؛ وذلك اعتمادًا على مقاييس مكانية مختلفة.
• البيئة الحيوية: تشمل البيئة الحيوية (بالإنجليزية: Biotic Environment) الإنسان، والحيوان، والنبات، وتقسم هذه البيئة إلى قسمين: البيئة الحيوانية (بالإنجليزية: Faunal Environment) والبيئة النباتية (بالإنجليزية: Floral Environment)، وتوجد هذه الكائنات مع بعضها البعض ضمن مجموعات منظمة.
• البيئة الثقافية: البيئات الثقافية (بالإنجليزية: Culture Environment) هي بيئات شكلتها الأنشطة البشرية، مثل: الأماكن التاريخية، والثقافية، وزراعة الأشجار لتشكل الغابات، وبناء المدن السكنية، وبناء الجسور وهندسة الطرق، وعمل خطوط لتوصيل الكهرباء، ويُعدّ هذا النوع من البيئة موردًا ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، إذ إنّها تعمل على تنمية المجتمعات وتوفير فرص عمل للسكان.^[٣]

مكونات البيئة

تمّ تقسيم المكونات البيئية إلى أربعة أقسام رئيسية، وفيما يلي شرح لكل منها:^[٤]

• الغلاف الجوي: يمتد الغلاف الجوي (بالإنجليزية: Atmosphere) من سطح الأرض حتى ارتفاع يصل إلى 10,000كم، وينقسم الغلاف الجوي إلى خمسة أقسام، وجرى التقسيم بناءً على درجة الحرارة، ويتفق العلماء على أنّ غالبية الغلاف الجوي يمتد بين 8-15 كم، ويتكون الغلاف الجوي من العديد من الغازات، وهي: 78% من النيتروجين، و21% من الأكسجين، و0.9% من الأرغون، و0.1% من الغازات الأخرى، مثل: بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، والنيون.
• الغلاف الصخري: يُعرَف الغلاف الصخري (بالإنجليزية: Lithosphere) بالجزء الخارجي الصلب من الأرض، ويشمل هذا الغلاف الجزء العلوي من الستار (الوشاح) الأرضي (بالإنجليزية: Mantle) والقشرة (بالإنجليزية: Crust)، وتُعدّ هذه الأجزاء بالطبقات الخارجية للأرض، ويحد الغلاف الصخري من الأعلى الغلاف الجوي، ومن الأسفل الغلاف المائع (بالإنجليزية: Asthenosphere) وهي جزء من الستار العلوي من الأرض، ويتكون هذا الغلاف من صخور مرنة إلّا أنّها ليست لزجة، وهناك نوعان من الغلاف الصخري: الغلاف الصخري المحيطي والغلاف الصخري القاري، يرتبط الغلاف الصخري المحيطي بالقشرة المحيطية، وهو أكثر كثافة قليلًا من الغلاف الصخري القاري.^[٥]
• الغلاف المائي: الغلاف المائي (بالإنجليزية: Hydrosphere) هو الغلاف الذي يتكون من إجمالي المياه الموجودة على الأرض سواءً أكانت مياه سطحية كالمحيطات، والبحار، والأنهار، أم مياهًا متجمدة كالأنهار الجليدية والجبال الجليدية، أم هي على شكل بخار ماء موجود في الجو، وتكون على شكل غيوم وضباب، أم أنّها توجد تحت سطح الأرض وتكون على شكل خزانات جوفية.^[٦]
• الغلاف الحيوي (بالإنجليزية: Biosphere): هو نظام بيئي يتكون من الكائنات الحية والكائنات غير الحية التي تستمد منها (الكائنات الحية) الطاقة والمغذيات، ويمتد هذا الغلاف بدءًا من بضعة كيلومترات في الغلاف الجوي إلى أعماق البحار والمحيطات.^[٧]

أهمية البيئة

فيما يأتي بعض من هذه الجوانب التي تشير إلى أهمية البيئة في حياة الإنسان:^[٨]

• توفير الموارد الأساسية للإنتاج سواءً أكانت هذه الموارد متجددة أو غير متجددة، ومثال على ذلك الأخشاب التي نستخدِمها لصنع الأثاث، أو الأرض، أو التربة.
• المحافظة على الحياة، إذ إنّها تشمل الشمس، والتربة، والهواء، والماء، وتُعدّ هذه العوامل هي الأساس في المحافظة على حياة الإنسان، بالإضافة إلى ذلك فإنّ دور البيئة بالمحافظة على الحياة بأنّها توفر التنوع الجيني والتنوع البيولوجي.
• استيعاب النفايات؛ لأنّ عمليات الإنتاج والاستهلاك تولد كميات من النفايات، فالبيئة تساعد على التخلص من هذه النفايات والتي تكون في الغالب على شكل قمامة.
• تعزيز نوعية الحياة، إذ إنّها توفر للبشر جماليات الطبيعة، وتتمثل في الأنهار، والجبال، والصحارى، وهذا يعمل على الزيادة من نوعية الحياة.

المشكلات البيئية

يعاني كوكب الأرض من العديد من المشكلات المتعلقة بتلوث البيئة، والتي سبَبها الإنسان، والتي قد تؤدي إلى العديد من المشكلات على المدى البعيد للنظام البيئي، وتمّ اقتراح الحلول للتغلب على هذه المشكلات، مثل: هي عمل استراتيجيات للتنمية المستدامة، وفيما يأتي بعض المشكلات التي تواجهها البيئة مع وجود حل مقترح للتغلب عليها:^[٩]

• الأنشطة البشرية: تحدث بعض المشاكل البيئية التي هي من صنع الإنسان، والتي تؤثر بشكل سلبي في الحياة البرية والنظام البيئي، وعلى الرغم من أنّ هذه الأنشطة نادرة نسبيًا بسبب زيادة إجراءات السلامة إلّا أنّها لا تزال تحدث، وأحيانًا تكون لها آثار مدمرة، ومن الأمثلة عليها: حدوث الانسكابات النفطية، والتسريبات الإشعاعية، وانسكابات الناقلات، وانفجار خطوط الأنابيب، وحوادث الحفر.
• تلوث المياه: يُعدّ تلوث المياه مشكلة متنامية على مستوى العالم، إذ تقوم المصانع الكبيرة بما في ذلك مصانع المواد الكيميائية بتفريغ كميات كبيرة من نفاياتها في الماء، بالإضافة إلى ذلك النفايات البشرية التي تلقى في المسطحات المائية.
• النفايات الخطرة: تُعدّ النفايات الخطرة هي كل المواد سواءً أكانت صلبة، أم سائلة، والتي تتسرب من النفايات من المواد المسرطنة، وتشمل كل من: المبيدات الحشرية، والبنزين، والأمونيا، مزيلات الطلاء، والمذيبات، ومواد التنظيف الصناعية ومواد تنظيف المصارف، والطلاء، ومواد التبييض، إن سوء التعامل هذه المواد الضارة تشكل مخاطر بعيدة المدى على البشر والنباتات والحيوانات والبيئة التي يعيشون فيها.
• استنفاذ طبقة الأوزون: يوجد بعض المواد الموجودة على مستوى سطح الأرض تضر بطبقة الأوزون عند صعودها للجو، وهي: الرصاص، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكسيد النيتروجين، إذ يُمكن أن تسبب هذه الملوثات مشاكل صحية للإنسان وإلحاق أضرار بالنباتات والحيوانات.
• تلوث التربة: تُعدّ المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان التي يتمّ إلقائها بالصدفة، أو باستخدام تقنيات التخلص السيئة تتسبب في تلوث التربة، وتشمل هذه الملوثات: الأمطار الحمضية، والمواد المتسربة من النفايات الخطرة، والمواد الكيميائية الصناعية في أماكن مكب النفايات، والمبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، كلها تؤدي إلى تلويث التربة التي يستخدمها المزارعون في زراعة المحاصيل، أو عند رعي الماشية، وبالتالي تنتقل إلى الإنسان بالنهاية عن طريق الغذاء.

الحلول المقترحة للتغلب على المشكلات التي تضر بالبيئة

وفيما يأتي بعض الحلول المقترحة من عدة جهات رسمية لحل المشكلات السابق ذكرها:^[١٠]

• يجب إنشاء استراتيجيات التنمية المستدامة والاستمرار في غرس أساليب المحافظة على البيئة.
• يجب إنشاء بروتوكول أمان إضافي باستخدام أنظمة الكشف المحوسبة والبشرية؛ لمنع عمليات التسريب العرضي.
• يجب على للأفراد إعادة التدوير للتخلص من النفايات، ويُمكنهم التطوع لتنظيف الشواطئ والمواقع العامة القريبة.
• يجب على الشركات تطوير بروتوكولات لتقليل كمية المواد الكيميائية والنفايات الأخرى التي تضعها في إمدادات المياه.
• يجب على الأفراد والشركات التأكد من أنّ الخبراء الذين يتعاملون مع النفايات الخطرة يتخلصون منها جميعها، إذ لا ينبغي إلقاء النفايات الخطرة في القمامة العادية أو في الأنهار.
• يجب أن تفرض وكالة حماية البيئة القوانين التي تتحكم في إطلاق المواد التي تسبب في ضرر طبقة الأوزون إلى الغلاف الجوي، إذ إنّ التحكم في جودة الهواء تقلل من الضغط على طبقة الأوزون الخارجية والتي بدورها تحمينا من أشعة الشمس الضارة.
• يجب إصدار قوانين صارمة ضد الملوِّثات المسببة في تلوث التربة؛ للحفاظ على التربة لكي تكون أكثر أمانًا للإنسان والحيوان.