بحث عن تهوية التربة

تهوية التربة

يدل مصطلح تهوية التربة (بالإنجليزية: Soil Aeration) على عملية تبادل الغازات (الأكسجين وثاني أكسيد الكربون) بين مسام التربة والغلاف الجوي، إذ تمتص جذور النباتات والكائنات الحية التي تعيش في التربة الأكسجين، وتُطلق غاز ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى اختلاف نسب هذه الغازات في التربة، وبالتالي تزداد حاجة التربة إلى عملية التهوية.^[١]

تحدث عملية تهوية التربة عند انتشار الهواء بشكل كافٍ بين المسامات الكبيرة، لتتخلل بعدها إلى المسامات الأقل حجمًا والتي تكون موجودة غالبًا بين سطح التربة والجذور، وتكمن أهمية هذه العملية في تهوية التربة المتماسكة.^[١]

تُعدّ عملية تهوية التربة والتخصيب مهمة للحفاظ على صحة المروج الخضراء طوال العام، كما تقلل من الضغط، وتزيد من أكسدة التربة، وتسمح للجذور بأخذ العناصر الغذائية المناسبة للنمو، بحيث يتمّ ثقب التربة بفتحات صغيرة للسماح للهواء، والماء، والمواد الغذائية الأخرى بالوصول إلى طبقات أعمق في التربة.^[٢]

طرق تهوية التربة وتحسينها

لكي تنمو النباتات بشكل جيد فإنّها تحتاج إلى الوصول إلى الماء وأشعة الشمس، كما أنّها تحتاج إلى تلقي ما يكفي من الأكسجين حتى تنمو وتزدهر الميكروبات والكائنات الحية التي تعيش بداخلها، ويُعدّ ضغط التربة مشكلة خطيرة؛ لأنّ التربة إذا أصبحت أكثر تقييدًا، فإنّها تفقد القدرة على الاحتفاظ بالأكسجين، والذي بدونه لن تقوم النباتات بوظائفها الحيوية بشكل صحيح، ولن تستطيع جذورها الاحتفاظ بالمياه، ومن طرق تحسين تهوية التربة ما يأتي:^[٣]

• إضافة ديدان الأرض إلى التربة في أحواض الزراعة في الحديقة، مما يؤدي إلى إدخال الأكسجين إلى التربة، بالإضافة إلى المواد العضوية الخاصة بهم؛ لزيادة امتصاص العناصر الغذائية.
• قلب التربة السطحية باستخدام مجرفة الحديقة، أو شوكة التجريف، أو الشوكة العريضة أو الحرث، إذا كانت التربة في الحديقة طينية، فعلى الرغم من أنّها تحتوي على معظم العناصر الغذائية، إلّا أنّها تحتوي على مسامات قليلة؛ مما يؤدي إلى إبطاء حركة المياه فيها، كما تعمل على امتصاص الماء ببطء.
• إضافة المزيد من المواد العضوية إلى التربة، مثل: النباتات الميتة، والسماد الطبيعي، والعشب الذي تمّ جزه، والقش.
• القيام ببعض التعديلات على التربة؛ لتحسين تصريفها للمياه، وحبس الرطوبة، وتشمل: إضافة قشور الأرز، والخفاف، والبيرلايت إلى التربة، بالإضافة إلى زراعة الخضراوات الجذرية، مثل: الجزر والشمندر (البنجر) ذات الجذور الطويلة، والتي تعمل على تفكيك التربة والأرض الصلبة مع مرور الوقت.

أهمية تهوية التربة

تُعدّ عملية تهوية التربة بالغة الأهمية للنمو الطبيعي للنباتات، وتتمثل بما يأتي:^[٣]ّ

• زيادة فعالية وأداء الجذور، إذ تمتص الجذور الأكسجين في عملية التنفس وتُطلق غاز ثاني أكسيد الكربون، ولكي تنمو الجذور القوية فإنّها بحاجة إلى إمدادات مستمرة من الأكسجين، وفي حال كانت التربة مضغوطة فلن تكون الجذور قدرة على النمو بشكل صحيح.
• المساهمة في عملية التحلل الميكروبي للمخلفات العضوية عند دخول الأكسجين إلى التربة.
• إزالة الأحماض العضوية، وغاز الإيثلين، وغيرها من الغازات الموجودة في التربة التي تُعدّ هذه الغازات السامة للنباتات.
• عملية التهوية للتربة جزء لا يتجزأ من عملية البستنة؛ لأنّ نظام الجذر غير المتطور لا يُمكنه امتصاص الرطوبة والمواد الغذائية من التربة.
• المساهمة في نمو العشب المناسب.^[٢]
• التقليل من غزو الحشرات، والتقليل من أمراض التربة.^[٢]
• نمو الجذور بشكل أعمق؛ مما يُحسّن من امتصاص العناصر الغذائية.^[٢]
• تحسين نفاذية التربة.^[٢]
• التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض الفطرية.^[٢]
• تحسين تبادل الهواء بين التربة والجو المحيط فيها.^[٢]

العوامل المؤثرة على تهوية التربة

عملية تهوية التربة مهمة لنمو جذور النباتات، إذ تساعد الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة على البقاء على قيد الحياة، ولضمان التهوية المناسبة، يتوجب على المزارعين معرفة العوامل التي تؤثر في تهوية التربة لتجنب وجودها؛ لأنّها تزيد من انضغاط التربة، وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون فيها، وضعف تشبع التربة بالأكسجين، وهي:^[٤]

• رطوبة التربة.
• نسيج التربة وتماسكها.
• حركة الآلات.
• الخصائص المرتبطة بعمليتي الترشيح والتسرّب.
• المواد العضوية المضافة.
• الرعي الجائر.

الآثار المترتبة على ضعف تهوية التربة

يُعدّ ضغط التربة هو السبب الرئيس في ضعف تهوية التربة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون وضعف نسبة الأكسجين في التربة، ومن الآثار المترتبة على ضعف تهوية التربة ما يأتي:^[٤]

• عدم قدرة الجذور على أخذ الأكسجين الكافي من التربة، مما يؤدي إلى موت النباتات.
• موت الكائنات الحية التي تعيش في التربة.
• تحلل المواد العضوية، والتي تسبب زيادة مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون.
• تقليل نسبة النيتروجين العضوي في التربة بواسطة البكتيريا الهوائية، وبفعل ضعف تهوية التربة سيؤدي إلى تحوّل النترات إلى أكسيد النيتروس، والذي يُشكل أحد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
• زيادة خطر الإصابة بالأمراض، وخصوصًا الفطريات.