بحث عن عصر الأوردوفيشي

العصر الأوردوفيشي

العصر الأوردوفيشي (بالإنجليزية: Ordovician Period) هو أحد العصور الجيولوجية، وهو العصر الثاني في حقبة الحياة القديمة (بالإنجليزية: Paleozoic Era) بدأ قبل 485.4 مليون عام في نهاية العصر الكمبري وانتهت قبل 443.8 مليون عام عندما بدأ العصر السيلوري، وتميّزت بتغيّرات مهمة في الصفائح التكتونية، والمناخ، والأنظمة الجيولوجيّة.^[١]

حصل في العصر الأوردوفيشي انتشار سريع لقاع البحر عند ظهر المحيط (بالإنجليزية: Oceanic Ridges)، مما أدّى إلى تعزيز ارتفاع مستويات بعض البحار حول العالم، إذ إنّها غمرت بعض القارات بالماء إلى مستوى غير مسبوق من قبل، وحدث فيها عمليات ترسيب حافظت على البقايا الأحفوريّة الوفيرة للحيوانات البحريّة.^[١]

مميزات العصر الأوردوفيشي

حصل العديد من التطورات في العصر الأوردوفيشي والذي جعلته مميزًا عن غيره من العصور السابقة، ومن أهم هذه الميزات ما يأتي:^[٢]

الحياة البحرية

استمرت الحياة في بداية العصر الأوردوفيشي في البحار لمدة طويلة، كما أنّه ظهرت أنواع وفصائل جديدة من الحيوانات بدلًا من الحيوانات التي لم تنج من العصر الكامبري، ومن أهم هذه الأنواع الجديدة النوتويدويد (بالإنجليزية: Nautiloids) شبيه الحبار وهو نوع من الرخويات ذات المجسات، بالإضافة إلى ذلك يشير وجود بعض الأحافير القليلة الكاملة التي تمّ العثور عليها إلى وجود مخلوقات شبيهة بالزعانف يُعتقد أنّها كانت فقاريات حقيقيّة، ولكنه اختفى العمود الفقري فيما بعد.^[٢]

كما انتشرت الأسماك في ذلك العصر، إذ بدأت تظهر أنواع عديدة من الأسماك المختلفة في السجل الأحفوري، وكانت صغيرة الحجم، ولها دروع عظمية تغطي مقدمة أجسادهم، وكانت تمتلك أفواهًا خالية من الفك، مما يدل على أنّ طريقة تغذيتهم كانت من خلال امتصاص وترشيح الطعام من قاع البحر، بالإضافة إلى ذلك وُجدت أدلة على وجود زنابق البحر الكبيرة الموجودة في الشعاب المرجانيّة في ذلك العصر.^[٢]

من الجدير بالذكر أنّه حصل تضاعف للتنوع البحري ثلاث مرات خلال هذا العصر وهو أكبر زيادة حصلت في التاريخ، إذ أعطت أعلى مستويات في التنوع الحيوي فيما يُسمّى بالتشعب الأوردوفيشي (بالإنجليزية: Ordovician Radiation)، وظهر نجم البحر، ونجم البحر الهش أو ما يُسمّى نجم البحر الثعباني (بالإنجليزية: Brittle Star)، وزنابق البحر، وقنافذ البحر، وعدد قليل من الفقاريات، كما سيطرت حيوانات حقبة الحياة القديمة (بالإنجليزيّة: Paleozoic Era) التي ظهرت حديثًا على البحار لمدة 230 مليون عام.^[٣]

وقد حصل ارتفاع لمستويات سطح البحر في معظم الأنحاء، وقد وصل إلى أعلى المستويات مقارنة في حقب الحياة القديمة الأخرى، ولكن انتهى هذا العصر بانخفاض قوي في مستويات سطح البحر، إذ حدث التجلد في خطوط العرض العالية الأمر الذي أدّى إلى بداية انقراض الكائنات البحرية.^[٣]

الحياة على اليابسة

بدأت النباتات البدائيّة الأولى بالظهور على الأرض القاحلة، كما انتقلت مفصليات الأرجل إلى اليابسة، ولكنّه تمّ قطع هذا التطور نحو الحياة على اليابسة بحدوث الانقراض الجماعي، والذي يُعدّ ثاني أكبر انقراض جماعي في التاريخ؛ بسبب الظروف المتجمدة التي اجتاحت الكوكب في نهاية العصر الأوردوفيشي.^[٢]

تمكّنت الطحالب الخضراء من العيش في الهواء الطلق، وتحت أشعة الشمس؛ وهي أول الكائنات حية إلى جانب البكتيريا التي تكيفّت مع الحياة على اليابسة؛ وذلك بسبب امتلاكها للطفرات الجينيّة مثل الجدران الخلوية السميكة والتي بدورها تمنع محتوياتها المالحة من الاختلاط بالمياه العذبة، كما يُمكنها الاستفادة من ثاني أكسيد الكربون المذاب الذي تحتاجه لعملية التمثيل الضوئي، الأمر الذي يبقيها على قيد الحياة وتقاوم ما يعرض حياتها للخطر وللانهيار الخلوي.^[٤]

بالإضافة إلى ذلك وُجدَت بعض أنواع البكتيريا والتي استطاعت أن تتكيف بنجاح مع الحياة على الأرض، ومن الجدير بالذكر أنّ أصعب ما كانت تواجهه النباتات هو وجود الحيوانات المفترسة في المحيط، مما جعلها تواجه العديد من التحديات في التكيف مع الأرض، كما طورت أسلاف النباتات في هذا العصر أنظمة جذور تمتص المياه الموجودة حولها.^[٤]

الصخور

تتميز الصخور الأوردوفيشية بأنّها تشكلت على أعلى ارتفاع فوق سطح الأرض وهي قمة جبل إيفرست، وفي الحقيقة دلّت النماذج العدديّة للغلاف الجوي في العصر الأوردوفيشي أنّ مستويات ثاني أكسيد الكربون كانت أعلى بكثير مما عليه في يومنا الحالي، والذي كان يُمكن أن يحوّل جميع المناخات من خط الاستواء وحتى القطبين لمناخات دافئة، ولكن حدث في آخر العصر تجلّد واسع النطاق في معظم نصف الكرة الجنوبي من الكرة الأرضيّة.^[١]

التقسيمات الرئيسة للعصر الأوردوفيشي

لقد تمّ تقسيم الأوردوفيشي بناءً على المراحل الزمنية إلى:^[٥]

أبرز الأحداث خلال العصر الأوردوفيشي

حدثت العديد من الأحداث والتطورات في العصر الأوردوفيشي، وأهمها ما يأتي:^[٦]

• بداية العصر الأوردوفيشي: حدثت سلسلة من التصادمات بين الصفائح التكتونية، والتي أدت إلى تجميع لورينتيا لورنشيا (بالإنجليزية: Laurentia)، وسيبيريا، وبلطيقيا (بالإنجليزية: Baltica) في قارات لوروسيا (بالإنجليزية: Laurussia)، ولوراسيا (بالإنجليزية: Laurasia)، وفي نفس الوقت كانت البقايا الجنوبية لرودينيا (بالإنجليزية: Rodinia) تدور باتجاه عقارب الساعة للتصادم مع لوراسيا، وكانت النتيجة النهائيّة هي ظهور القارة العملاقة بانجيا (بالإنجليزية: Pangaea) وتعني كل الأرض.
• العصر الأوردوفيشي الأوسط: ظهرت العديد من السلالات الجديدة بأشكال مختلفة لتحلّ محل سلالات العصر الكامبري، كما ظهرت النباتات البدائيّة والتي كان يُطلق عليها اسم النباتات الذئبية (بالإنجليزية: Lycophytes) والتي بدأت بالانتقال إلى اليابسة القاحلة.
• نهاية العصر الأوردوفيشي: حدث تشكيل للأنهار الجليدية الضخمة على غندوانا في القطب الجنوبي، مما أدّى إلى استنزاف البحار الضحلة، وانخفاض مستوى سطح البحر، والذي قد يكون العامل الأساس الذي أدّى إلى الانقراض الجماعي مما أثّر على العديد من المجتمعات البحريّة.

أسباب انقراض الكائنات الحيّة في العصر الأوردوفيشي

حدث في العصر الأوردوفيشي توسع هائل في الحياة، ولكن حدث انقراض جماعي للكائنات الحيّة، ومن أهم الأسباب التي تمّ ترجيحها ما يأتي:^[٧]

• حركة القارات: عادت بعض الفرضيات إلى أنّه حدث الانقراض بسبب حركة القارات وتفككها إلى أجزاء كثيرة، إلّا أنّه أثبت العلم الحديث أنّ هذا لن يؤدي إلى انقراض الكائنات الحيّة.
• التجمّد والبرودة: هذا الافتراض الأكثر ترجيحًا، وهو أنّ الأرض بردت في نهاية العصر الأوردوفيشي خاصة في المحيطات مما أدّى إلى انقراض أغلب الكائنات الموجودة فيها، فقد تجمدت المحيطات بسبب تطوّر في الصفيحة الجليديّة فوق المنطقة القطبيّة، مما جعل الأماكن التي قد تهاجر إليها الكائنات الحيّة التي تكيفت مع الظروف الاستوائية قليلة، إذ إنّه من القليل جدًا وجود مناطق دافئة، والتي لن تستوعب جميع الكائنات الحيّة، مما أدّى إلى انقراضها.