تعريف ملوحة التربة

تُعرف ملوحة التربة (بالإنجليزية: Soil Salinity) بأنّها ارتفاع في تركيز الأملاح القابلة للذوبان في الماء في المنطقة الجذر إلى الحد الذي يُعيق النمو الطبيعي للنبات، وتشير البيانات إلى أنّ العالم ككل يفقد ما لا يقل عن ثلاثة هكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة كل دقيقة بفعل تملح التربة.[١]


تُعدّ ملوحة التربة من أهم المشاكل التي يُعاني منها قطاعي الزراعة والبيئة في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف، على الرغم من حدوثها أيضًا على نطاق واسع في المناطق ذات المناخ الرطب وشبه الرطب، لا سيما في المناطق الساحلية، والمناطق التي تُستخدَم فيها المياه الجوفية ذات المحتوى الملحي العالي للري.[١]


أسباب ملوحة التربة

تُصنف الأسباب المُسّببة لملوحة التربة إلى أسباب طبيعية وبشرية:


الأسباب الطبيعة لتملح التربة

تُسمّى الملوحة الناتجة عن الأسباب الطبيعية بالملوحة الأولية (بالإنجليزية: Primary Salinization)، ومن أهمّ أسبابها ما يأتي:[٢]

  • التجوية: تُعدّ تجوية الصخور بأنواعها المختلفة مصدرًا أساسيًا ومتجددًا للأملاح في التربة، إذ إنّها تعمل على تحرير الأملاح من الصخور الأم وإطلاقها لتذوب في المياه السجطية والجوفية، فتنتقل من مصدرها إلى أماكن أخرى، ولكن في المناطق الجافة وشبه الجافة تميل هذه الأملاح إلى التراكم؛ نظرًا إلى قلة عمليات الترسيب والرشح في باطن الأرض، وارتفاع في معدلات التبخر، وهذا بدوره سيساهم في زيادة ملوحة التربة.
  • نقل الأملاح بواسطة مياه الأنهار: تعمل الأنهار على نقل الأملاح من المنابع إلى السهول، وترسبها هناك بجانب المواد الغرينية والطينية مسببةً تملح التربة.
  • الأملاح الأحفورية: من الأمثلة عليها الرواسب البحرية والبحيرية الملحية المسؤولة عن تملح المناطق القاحلة، ويحدث ذلك عند إذابة هذه الرواسب في المياه المخزنة في باطن الأرض.
  • الطقس: يُمكن أن تحمل الرياح الأمطار حبيبات الملح من البحر في المناطق الساحلية، وإنزالها إلى التربة؛ مما يزيد من ملوحتها، ويُمكن أن يؤدي دخول مياه البحر بفعل الرياح إلى داخل المناطق الساحلية إلى زيادة نسبة الملح في التربة


الأسباب البشرية لملوحة التربة

تُسمّى الملوحة الناتجة عن الأنشطة البشرية بالملوحة الثانوية (بالإنجليزية: Secondary Salinization)، ومن أهم أسبابها ما يأتي:[٣]

  • الري بمياه غنية بالأملاح: تحتوي جميع مياه الري، خاصة مياه الصرف الصحي المُعاد تدويرها على كمية من الأملاح، بحيث تتراكم في التربة، وفي مياه الجريان السطحي، والمياه الجوفية مع تكرار عمليات الري.
  • الري باستخدام المياه الجوفية: بفعل الأنشطة البشرية ازداد ضخ الإنسان للمياه الجوفية التي تقوم بحمل الأملاح من باطن الأرض إلى السطح أثناء صعودها إلى أعلى.
  • استخدام الأسمدة الكيماوية: ويزداد تأثيرها في تملح التربة في الأراضي المزروعة بالزراعة المكثفة منخفضة النفاذية.
  • تلوث التربة: مثال على ذلك تلوث التربة بالمياه الغنية بالملح والمخلفات الصناعية.


كيفية ملاحظة ملوحة التربة

تظهر ملوحة التربة للعيان على شكل طبقة رقيقة بيضاء في المراحل الأولى لتملح التربة، ثمّ تتطور إلى بلورات ملحية تتراكم فوق سطحها، ولعل أعراض الملوحة ستبدو أكثر وضوحًا على النباتات، مثل:[٤]

  • ذبول النبات.
  • تتجمع المياه على سطح التربة وفي فراغاتها وشقوقها.
  • انخفاض إنتاجية النباتات.
  • الحد من التنوع البيولوجي.
  • ظهور نباتات جديدة تتحمل الملوحة تسيطر على المكان.
  • رفض الحيوانات لشرب الماء بسبب طعمه المالح.
  • تدهور الطرق والمباني.
  • التربة تصبح جرداء.
  • ظهور دوائر بيضاء أو داكنة حول المسطحات المائية.

وبشرية المنشأ. 

تأثير ملوحة التربة

على الرغم من الآثار الإيجابية للأملاح في دعم نمو النبات، وتحسين بعض الخصائص الفيزيائية للتربة، إلّا أنّ زيادة تراكيزها سيترك آثار سلبية في النبات والبيئة، وذلك كما يأتي:[٥]


نمو النبات

تُعيق الأملاح الزائدة في منطقة الجذر جذور النبات من سحب المياه من التربة المحيطة والتي تنتقل من خلال الخاصية الأسموزية (بالإنجليزية: Osmosis)، وذلك اعتمادًا على نسبة الأملاح في التربة، فإذا كانت نسبة الأملاح في التربة كبيرة فإن الماء يخرج من النبات إلى التربة؛ مما يؤدي إلى جفاف النبات، وموتها، كما تؤثر الملوحة في إنتاج المحاصيل، إذ إنّها تعيق امتصاص النيتروجين من قِبَل النبات؛ مما يقلل من نمو النباتات، ويوقف تكاثرهاه.


التنوع البيولوجي

عملت الملوحة على موت الكثير من النباتات الطبيعية في المناطق المتأثرة بالملح، وهذا بدوره تسبب في تدمير الموائل الطبيعية للكائنات الحية، وبالتالي تهديد التنوع الحيوي بشكل عام.


تآكل التربة

ترتبط ملوحة الأراضي الجافة ارتباطًا وثيقًا بقضايا تدهور التربة وزيادة عمليات التعرية للتربة، وهذا بدوره سيؤدي إلى نقص الغطاء النباتي، وبالتالي تعرض التربة للتعرية بشكل أكبر.


حدوث الفيضانات

يُمكن أن يزيد منسوب المياه الضحلة من مخاطر تشكل وحدوث الفيضانات، فالتربة في هذه الحالة لديها قدرة محدودة على امتصاص الأمطار؛ مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريان السطحي، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى إتلاف الطرق، والسدود، والأراضي الزراعية، والأراضي الرطبة.


معالجة ملوحة التربة

هناك العديد من الطرق والسياسات التي تُساعد على التغلب على مشكلة ملوحة التربة، وإعادة تأهيل الأراضي لتُصبح صالحة للزراعة، وأهم هذه الطرق ما يأتي:[٦]

  • الري للحفاظ على الأملاح عند مستوى أدنى من منطقة الجذر في التربة.
  • الحد من الحرث العميق للتربة، الذي قد يؤدي إلى إخراج الأملاح من الأعماق إلى السطح.
  • زراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة، إذ تستخدِم هذه النباتات رطوبة التربة المتاحة.
  • استخدام السماد الطبيعي والفضلات الحية كبقايا المحاصيل الزراعية بدلًا من السماد الكيماوي؛ لزيادة تخزين المياه في التربة، وبالتالي تقليل الملوحة.
  • تركيب أنظمة صرف صناعي في المناطق المتضررة بشدة، لضمان عدم تصريف المياه العادمة إلى التربة.


المراجع

  1. ^ أ ب J.S.P. Yadav , F.I. Massoud (1988), "Salt-Affected Soils and their Management", fao.org, Retrieved 2021.
  2. Pardeep Kumar , Pradeep K. Sharma (2020), "Soil Salinity and Food Security in India", frontiersin.org, Retrieved 2021.
  3. SoCo (2009), "Salinisation and sodification", https://esdac.jrc.ec.europa.eu/, Retrieved 2021.
  4. EOS (2021), "Soil Salinization Causes & How To Prevent And Manage It", eos, Retrieved 2021.
  5. Queensland Government (2016), "Impacts of salinity", qld.gov.au, Retrieved 2021.
  6. USDA Natural Resources Conservation Service (1998), "Soil Quality Resource Concerns: Salinization", nrcs.usda.gov, Retrieved 19/6/2021.