ما هو الانجراف القاري؟

الانجراف القاري (بالإنجليزية: Continental drift) هي نظرية علمية تم تطويرها خلال السنوات 1908-1912م من قبل العالم الجيوفيزيائي الألماني ألفريد فيجنر، تطرح هذه النظرية فكرة أن جميع القارات كانت في الأصل جزءاً من كتلة أرضية هائلة واحدة، أي قارّة عظمى منذ حوالي 240 مليون سنة، إلا أن هذه القارّة تفككت وانجرفت كل قطعة منها على حدى إلى مواقعها الحالية.[١]


افترض العالم فيجنر أنه منذ حوالي 200 مليون سنة، بدأت قارة عظمى في التفكك، أطلق عليها مسمى بانجيا (بالإنجليزية: Pangaea)، والتي تعني "جميع الأراضي" باللغة اليونانية، وعلى مدى ملايين السنين انفصلت القطع عن بعضها بعضاً، أولاً إلى قارتين كبيرتين خلال العصر الجوراسي، اسمهما لوراسيا وغوندوانالاند، ثم بحلول نهاية العصر الطباشيري انفصلت هاتان القارتين إلى القارات التي نعرفها اليوم.[١]


استندت نظرية الانجراف القاري لفيجنر إلى عمل العلماء السابقين الذين درسوا الحركة الأفقية للقارات فوق سطح الأرض خلال فترات مختلفة من الزمن الجيولوجي، كما استندت إلى ملاحظاته الخاصة المستمدة من مجالات علمية مختلفة منها الجيولوجيا والفيزياء.[١]


ما هي أدلة حدوث الانجراف القاري؟

قام العلماء بدراسة نظرية الانجراف القاري ودعمها بالأدلة الجيولوجية والفيزيائية والبيولوجية، ومن الأدلة على صحة هذه النظرية ما يلي:


الحدود القارية

لعل من أبرز أسباب وضع هذه النظرية هي التشابه في الحدود القارية للقارات المتواجدة حالياً، حيث أن شكل كل قارة وماهية حدودها تبدو وكأنها قطع مكملة لبعضها البعض، وإن تم تقريبها جميعاً ستبدو كأنها قطعة واحدة كبيرة، فشكل الحدود القارية وتطابقها مع بعضها البعض تعتبر دليلاً على أنها كانت قارة واحدة عظمى تفككت بفعل حركة الصفائح التكتونية إلى القارات المتواجدة في وقتنا الحاضر.[٢]


الدلائل الأحفورية

عند دراسة الأحافير، وهي أثار الكائنات الحية القديمة في الصخور، وجد العلماء تشابهاً كبيراً بين الأحافير المتواجدة على حدود بعض القارات، مما يعطي دليلاً على احتمال تواجد هذه الكائنات في نفس المنطقة في الزمن الجيولوجي القديم.[٢]


المجال الكهرومغناطيسي

تكتسب المعادن المغناطيسية الحديدية مغنطة دائمة عندما تتبلور كمكونات للصخور النارية، حيث يكون اتجاه مغنطتها هو نفس اتجاه المجال المغناطيسي للأرض في وقت ومكان التبلور، وقد أنتجت الدراسات للمغناطيسية في صخور من مختلف الأعمار من أوروبا "منحنى تجول قطبي" يشير إلى أن الأقطاب المغناطيسية تشير إلى اتجاهات مختلفة في أوقات جيولوجية مختلفة وفقاً لعمر الصخور، حيث يمكن تفسير ذلك عن طريق هجرة القارة بالنسبة إلى قطب ثابت، أي انجراف القارة من موقعها الذي تمغنطت فيها الصخور عن موقعها الأصلي إلى موقعها الحالي.[٣]


انتشار المواد الخام

تشير بعض الدراسات إلى انتشار نفس المعادن أو المواد الخام على سواحل القارات المتقابلة، مما يدل على وحدتها كقارة واحدة في الزمن الجيولوجي القديم، على سبيل المثال، ينتشر الفحم بشكل كبير على كل من الساحل الشرقي لقارة أفريقا والساحل الغربي لقارة أميريكا الجنوبية.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "continental-drift-theory", thoughtco, Retrieved 16/10/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "what-is-continental-drift", internetgeography, Retrieved 16/10/2022. Edited.
  3. "continental-drift-geology", britannica, Retrieved 16/10/2022. Edited.