كيف تتلوث المياه الجوفية؟

كيف تتلوّث المياه الجوفيّة؟

يُمكن إيجاد العديد من الملوّثات (الطبيعيّة والصناعية مثل المواد الكيميائية) في المياه الجوفيّة، ويحدث ذلك عندما تتدفق المياه الجوفيّة عبر الأرض، أو عندما تصل الملوِّثات إلى مصادر المياه الجوفية في باطن الأرض، إذ تتمّ إذابة المعادن مثل الحديد والمنغنيز في المياه الجوفية لتصبح تراكيزها عالية، وتتسبب في تلوّثها، كما قد تؤثر التصريفات الصناعية، والعديد من الأنشطة البشرية الحضرية، والزراعية، والتخلص غير المناسب من النفايات، وطرق ضخّ المياه الجوفية، وتسرب خزانات الوقود، والانسكابات الكيميائية في جودة المياه الجوفية.^[١]

تكمن خطورة تلوّث المياه الجوفية بأنّه يصعب اكتشافها والتحكم بها، والتي قد تتسبب في استمرار المشكلة، وعدم القدرة على معالجتها لفترات زمنية طويلة على عكس تلوّث المياه السطحية.^[٢]

مسببات تلوّث المياه الجوفية

تتعدد مسببات تلوّث المياه الجوفية ومن أهمّها ما يأتي:^[٣]

• خزانات النفط: تُستخدَم هذه الخزانات في تخزين الزيوت، أو المشتقات النفطية، أو المواد الكيميائية الأخرى، والتي تكون موجودة إمّا فوق الأرض أو تحت الأرض، وتزداد خطورتها عندما تكون مدفونة في باطن الأرض، بحيث تتعرّض للتآكل والتشقق وتتسبب في تسرّب الملوّثات ووصولها إلى المياه الجوفية.
• أنظمة الصرف الصحي: يتمّ تصميم أنظمة الصرف الصحي ليتمّ تصريف النفايات البشرية ببطء تحت الأرض وبشكل غير ضار، إذ تعتمد عليه الكثير من المنازل، والمكاتب، والمباني المختلفة غير المرتبطة بشبكة الصرف الصحي، ولكن قد يتسبب حدوث خلل في تصميم نظام الصرف الصحي، أو بناؤه، أو صيانته في تسرّب البكتيريا، والفيروسات، والمواد الكيميائية المنزلية إلى المياه الجوفية.
• النفايات غير الخاضعة للرقابة: هناك العديد من مواقع تجميع النفايات الخطرة غير معروفة وغير خاضعة للرقابة التي قد تسبب في تسرّب الملوِّثات لتصل في النهاية إلى مصادر المياه الجوفية.
• مدافن النفايات: هي الأماكن التي يتمّ فيها دفن النفايات، والتي من المفترض أن تحتوي على طبقة سفلية واقية لمنع الملوِّثات من الوصول إلى الماء، ولكن قد يحدث العديد من التشققات التي قد تؤدي إلى وصول الملوِّثات إلى مصادر المياه الجوفية.
• المواد الكيميائية والأملاح المذابة: تُستخدَم العديد من المواد الكيميائية في الزراعة كالأسمدة؛ لزيادة خصوبة التربة، أو للتخلّص من النباتات الضارة والحشرات، ويتمّ استخدام العديد من المواد الكيميائية في المنازل والشركات، وعندما تهطل الأمطار فإنّه يتمّ ترسيبها إلى مصادر المياه الجوفية في باطن الأرض، كما يتمّ استخدام الأملاح المذابة على الطرق؛ لإذابة الثلوج والجليد عن الطرق لمنع السيارات من الانزلاق، والتي قد تصل في النهاية إلى المياه الجوفية بعد ذوبان الجليد.
• ملوِّثات الغلاف الجوي: تُعدّ المياه الجوفية جزءًا من دورة المياه الطبيعية، وقد يتمّ نقل ملوِّثات الغلاف الجوي، وملوِّثات المياه السطحية إلى المياه الجوفية من خلال دورة المياه.

كيفية المحافظة على المياه الجوفية

تُعدّ المياه الجوفية مصدرًا مهمًا لمياه الشرب، فهي المصدر الأساس للمياه العذبة وتدفق التيارات المائية، إلّا أنّ عملية تنظيف المياه الجوفية تُعدّ عملية مكلفة ومعقدة؛ وبسبب ذلك قد يستمر تأثير تلوِّثها لسنوات متعددة، لذا فإنّ الحل الأمثل هو منع تلوّثها من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات التي يتمّ تطبيقها في كل من المنزل أو العمل ومنها:^[٤]

إجراءات يتم تطبيقها على مستوى المنزل

• التخلّص من النفايات بشكل صحيح، وآمن، وعدم تصريف النفايات داخل مصارف الصرف الصحي أو على الأرض.
• اختبار خزانات الوقود الموجودة تحت الأرض وتبديلهم بخزانات فوق الأرض إن أمكن؛ لتجنب تسريب محتوياتها.
• فحص آبار المياه المحيطة بالمنزل واختبارها بشكل دوري.
• فحص أنظمة الصرف الصحي بشكل دوري.
• تقليل استخدام المواد الكيميائية.
• تخزين المواد الكيميائية والوقود بشكل آمن.

إجراءات يتم تطبيقها على مستوى العمل

• التأكد من سلامة إمدادات الصرف الصحي وصيانتها بشكل دوري.
• تخزين المواد الكيميائية والوقود والتعامل معها واستخدامها بشكل آمن وحذر، والتقليل منها قدر الإمكان، والمحافظ عليها من الأمطار.
• الإغلاق المحكم لمكبّات النفايات.
• التقليل من استخدام المبيدات الحشرية والأملاح المستخدَمة لإذابة الثلوج التي قد تتسرّب لتختلط مع المياه الجوفية.
• إجراء تقييم بيئي بشكل مستمر.
• وضع خطة أولية للتعامل مع حالات الطوارئ.

إجراءات يتم تطبيقها على مستوى الدولة

كما يقع على عاتق الدولة العديد من الإجراءات التي يجب تطبيقها للحفاظ على المياه الجوفية من التلوّث، منها:^[٤]

• التأكد من وضع خطط وتعليمات لاستخدام الأراضي والمنشآت تحمي خزانات المياه الجوفية والآبار الموجودة في باطن الأرض من التلوّث.
• دعم التشريعات وبرامج الحماية التي تهدف إلى الحدّ من الممارسات المسببة للتلوّث.
• نشر التثقيف والتوعية بين السكان والشركات حول ضرورة المحافظة على المياه الجوفية.
• جمع النفايات الخطرة من المنازل.
• التأكد من نظافة مرافق الدولة واتبعاها لإجراءات الوقاية الجيدة من الأمراض.
• الأخذ بعين الاعتبار وجود خزانات مياه جوفية في مناطق المشاريع والإنشاءات ومراقبة حقول الآبار.