كيف تكون النفايات ملوث من ملوثات البيئة؟

النفايات وتلوث البيئة

يعتبر وجود النفايات أمراً طبيعي الحدوث، فهي مخلفات النشاطات البشرية المتعددة التي تشمل المخلفات الصلبة والسائلة والغازية، إلا أن سوء إدارة النفايات وعدم التخلص منها بطرق صحيحة وصديقة للبيئة يؤدي إلى التسبب بتلوث البيئة، حيث يختلف التلوث الناجم عن النفايات تبعاً لنوعها،^[١] وفيما يلي كيف تتسبب النفايات بتلوث البيئة:

انتشار الأمراض والوباء

يؤدي تراكم النفايات وعدم التخلص منها بطرق صديقة للبيئة إلى انتشار مسببات الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية أيضاً، حيث أن هذه الكائنات الدقيقة تتواجد في النفايات بشكل أكبر من تواجدها في أي مكان آخر، وتكمن خطورة ذلك في قدرتها السريعة على التكاثر والتضاعف في أعدادها، حيث أن ترك النفايات وعدم التخلص منها يؤدي إلى ارتفاع نسب تواجد هذه الكائنات الممرضة وانتشارها عبر اللمس أو الهواء؛ مما ينقل الأمراض بين أفراد المجتمع.^[٢]

بالإضافة إلى ما سبق، فإن الكائنات الدقيقة تتغذى على بقايا المواد العضوية التي قد تتواجد في النفايات، حيث تقوم بتحليلها لإمداد خلاياها بالطاقة، وهذا يؤدي إلى تعفن المواد العضوية في النفايات؛ مما يزيد من حدة المشكلة وانتشار مسببات الأمراض التي تنتقل عبر الهواء في المنطقة.^[٢]

ومن الجدير بالذكر، أن عدم التخلص الصحيح من النفايات الطبية يعتبر أحد أهم مسببات تلوث البيئة بالنفايات، فهي تعتبر من أخطر العوامل الناقلة للأمراض، بالإضافة إلى كونها تحتوي على مواد كيميائية خطرة ومواد حادة كالإبر التي يمكن أن تسبب أذى للعاملين على التخلص منها، أو على الكائنات الحية الأخرى إن لك يتم التعامل معها بشكل صحيح.^[٣]

التأثير على جودة ونقاء الهواء

كثيراً ما يلجأ البعض إلى حرق النفايات للتخلص منها، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة قد تحد من انتشار مسببات الأمراض عبر النفايات، إلا أنها طريقة غير صديقة للبيئة أيضاً، حيث أن حرق النفايات يؤدي إلى انتشار غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها من غازات الدفيئة في الجو، مما يؤثر على نقاء الهواء أولاً، ويزيد من مشكلة الاحتباس الحراري ثانياً، كما أنه يتسبب في بعض الأمراض الرئوية والحساسيات لدى العديد من الأفراد.^[٢]

التأثير على المسطحات المائية

يتسبب التخلص من النفايات في المساحات المائية المختلفة بالتلوث المائي، وبسبب ذلك تشكلت ظاهرة تسمى بقع القمامة في أسفل أحواض العديد من المحيطات والبحار، وهي عبارة عن مناطق في الأحواض المائية تتجمع فيها تلال من القمامة، والتي تشمل مختلف أنواع المخلفات والعوادم المنزلية والصناعية والبلاستيكية، حيث تتشكل هذه التلال أو البقع بسبب التخلص من القمامة في المساحات المائية، وقيام التيارات المائية والأمواج بتحريكها حيث تبدأ بالتجمع معاً في نفس المنطقة تبعاً لنمط حركة التيارات.^[٤]

تكمن خطورة هذه المشكلة في تأثيرها المباشر على التوازن البيئي للكائنات البحرية، والتي تتسبب بإخلال مواطنها الطبيعية، بالإضافة إلى التسبب بموت العديد من الكائنات البحرية بسبب القمامة وبالأخص القمامية بطيئة التحلل مثل البلاتسيك، بالإضافة إلى ما سبق، فإن هذه المشكلة تعتبر مشكلة تراكمية، فهي ناتجة عن تراكم القمامة في الأحواض المائية لفترات طويلة من الزمن بحيث أصبحت مشكلة عالمية.^[٤]