الآبار الارتوازية

تُعرف المياه الارتوازية (بالإنجليزية: Artesian water) بكونها خزان المياه الجوفي الطبيعي المحصور بين طبقات الأرض المنفذة، والذي يندفع بشكل تلقائي للسطح نتيجةً للضغط الإيجابي الذي يتمتع به، والذي يُغني الآبار الارتوازية عن وجود مضخة تسحب الماء إلى السطح، كنتيجةً لوجود ضغط كبير في طبقة المياه الجوفية التي تدفع الماء للسطح عبر الشقوق دون أي مساعدة، وعادةً ما تتواجد طبقة المياه الارتوازية في طبقة جيولوجية من الصخور الجيرية، التي تسمح للمياه بتدفق لانسيابية وسهولة عبر مساماتها الصخرية، ويتم تغذية المحتوى المائي للآبار الارتوازية بواسطة عمليات الهطل، وتخلل المياه الجارية لباطن الأرض عبر الشقوق والفتحات المسامية.[١]


نشأت الآبار الارتوازية

تم تسجيل أول بئر ارتوازي في عام 1126م من قبل مجموعة من الرهبان في مقاطعة أرتوا الفرنسية، لِتُسمى الآبار الارتوازية بهذا الاسم نسبةً لمقاطعة أرتوا، وفي ذلك الزمن لم يكن لدى الرهبان مضخات أو أدوات حفر متقدمة كالتي نمتلكها اليوم لحفر الآبار الارتوازية، بل اقتصرت أدوات حفرهم للطبقات الصخرية، وفي سبيل توسعة منفذ المياه على عصا حديدية حادة ومدببة، استخدمت لطرق طبقات الأرض وحفر القشرة الصخرية سامحةً للمياه الجوفية بالاندفاع نحو السطح.[٢]


نتائج استنزاف الآبار الارتوازية

للحفاظ على الآبار الارتوازية يجب الحفاظ على التوازن بين معدل إعادة تغذية ومعدل سحب المياه الجوفية، وعندما يتجاوز معدل السحب المعدل الذي يتم به إعادة شحن مصدر المياه الجوفية، فتكون النتيجة انخفاض المياه الجوفية إلى المستويات التي قد تضعف المورد، ويمكن أن يكون لضخ المياه الجوفية العديد من التأثيرات المختلفة، بما في ذلك:[٣]

  • جفاف الآبار المجاورة، مما يتطلب إنشاء آبار جديدة وأعمق، وذات بنية مُتغيرة عن الآبار الموجودة والتي سبق حفرها.
  • قد تفقد سعة الخزان الجوفي بشكل دائم بسبب ضغط مواد الخزان الجوفي، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الضخ وانخفاض في مستوى مياه الآبار.
  • يمكن أن تؤدي التغييرات في حجم واتجاه تدفق المياه الجوفية إلى تدفق المياه المالحة والمياه ذات الجودة المنخفضة إلى البئر، جاعلةً بذلك مياهه غير صالحة للشرب.


العوامل التي تؤثر على تلوث الآبار الارتوازية

تتأثر المياه الجوفية بعدد من الملوثات التي تغير من خصائصها وتجعلها غير صالحة للاستهلاك، وتختلف درجة التلوث بنوع الملوث وبالعوامل التالية:[٣]

  • المسافة بين سطح الأرض حيث يحدث التلوث وعمق منسوب المياه الجوفية.
  • التركيب المعدني للتربة والصخور في منطقة الحوض الارتوازي.
  • وجود أو عدم وجود ميكروبات متحللة حيوياً في التربة السطحية للبئر الارتوازي.
  • كمية الأمطار المتجمعة في منطقة البئر الارتوازي، حيث يؤدي انخفاض هطول الأمطار إلى دخول كميات أقل من المياه إلى المنطقة المشبعة، وبالتالي تقليل كميات الملوثات.


الحوض الارتوازي العظيم

يقع أكبر وأعمق حوض ارتوازي في العالم والمُسمى بالحوض الارتوازي العظيم (بالإنجليزية: The Great Artesian Basin) داخل الأراضي الأسترالية، ويمتد على مساحة أكبر من مليون و700 ألف كيلومتر مربع، وتتراوح درجات الحرارة المياه في هذا الحوض من 30 إلى 100 درجة مئوية، ليُعد هذا الحوض الارتوازي المصدر الوحيد الموثوق والآمن للمياه العذبة للمجتمعات الريفية الأسترالية، وتجدر الإشارة لكون هذا الحوض يُغطي مساحة 23% من القارة، ويبلغ عمقه 3000 متر تحت سطح الأرض، ويتألف من 64900 كيلومتر مكعب من المياه الجوفية.[٤]


المراجع

  1. "Artesian Water Definition: Understanding The Benefits Of Drinking Artesian Well Water5", theberkey, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  2. Jonathan Dalton (7/3/2013), "What is an Artesian Well?", daleswater, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Groundwater", encyclopedia, 23/5/2018, Retrieved 31/8/2022. Edited.
  4. "What is Artesian Basin?", jagranjosh, Retrieved 31/8/2022. Edited.