مفهوم تلوث المياه

يحدث تلوث المياه عندما تسبب النفايات أو المواد الكيميائية، أو غيرها من الجسيمات الأخرى تحوّل الجسم المائي؛ مثل الأنهار، والمحيطات، والبحيرات، إلى بيئات ضارة بالأسماك والحيوانات التي تحتاج إلى المياه من أجل البقاء، كما يمكن لتلوث المياه أن يؤثر سلباً على دورة المياه في الطبيعة،[١] وبشكل عام يُعرف تلوث المياه بأنه وجود مواد كيميائية سامة وعناصر بيولوجية في الجسم المائي بنسبة تتجاوز ما هو موجود بشكل طبيعي فيه، مما قد يشكّل تهديداً على صحة الإنسان والبيئة، وقد تصل المواد الكيميائية للمسطحات المائية نتيجة للأنشطة البشرية المختلفة لتسبّب تلوث المياه بغض النظر عن كميتها، والضرر الذي قد تسببه لصحة الإنسان والبيئة،[٢] ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن المياه الملوثة هي المياه التي تم تغيير تركيبتها لحد يجعلها غير صالحة للاستعمال، وبالتالي هي تعتبر مياهاً سامة لا يمكن شربها أو استخدامها للأغراض الأساسية مثل الزراعة، كما تسبب أيضاً أمراضاً للإنسان؛ مثل: الإسهال، والكوليرا، والدوسنتاريا، والتيفوئيد، وتسبب وفاة أكثر من 500,000 شخص حول العالم سنوياً.[٣]


تشمل ملوثات المياه الرئيسية: البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، والأسمدة، ومبيدات الحشرات، والمنتجات الصيدلانية، والنترات، والفوسفات، والبلاستيك، والبراز، والمواد المشعة، وقد لا تسبب هذه المواد دائماً تغيّر لون الماء، وهو ما يعني أنها ملوثات غير مرئية غالباً، لذلك يتم عادة اختبار كميات صغيرة من الماء والكائنات المائية لتحديد جودة المياه.[٣]


أنواع ملوثات المياه

يمكن تصنيف ملوثات المياه إلى أنواع عدة، وأبرز الأنواع هو كما يلي:[٢]


  • المواد الكيميائية: هي أكثر ملوثات المياه شيوعاً، وتشمل:
  • النفط الخام والمنتجات البترولية المختلفة: تعتبر هذه المركبات أخف من الماء، وبالتالي فهي تستقر دائماً على لتشكل لمعاناً عليه، كما قد تذوب أجزاء منها في الماء بكميات صغيرة لتلحق الضرر بالمسطحات المائية، وتكون في الوقت نفسه غير مرئية.
  • الأسمدة (النترات والفوسفات): تعتبر الكميات الصغيرة منها مفيدة للحياة، إلا أن الكميات المرتفعة منها تعتبر مفيدة للطحالب والكائنات الدقيقة الضارة، وفي المقابل سامة للإنسان والحياة المائية، وعادة لا يمكن رؤية هذه الملوثات في الماء ولكن يمكن ملاحظة آثارها المتمثلة بالنمو السريع والوفير للطحالب والكائنات الضارة في المياه.
  • المذيبات المكلورة (بالإنجليزية: Chlorinated solvents): مثل TCE ،PCE،1-TCA، ورابع كلوريد الكربون، والفريونات التي تذوب في الماء لأنها أكثر كثافة منه، وهي سامة وثابتة، ولا يمكن رؤية هذه المركبات بالعين المجردة.
  • المذيبات البترولية (بالإنجليزية: Petroleum solvents): تشمل البنزين، والتولوين، والزيلين، وإيثيل بنزين.
  • المذيبات العضوية ومواد كيميائية أخرى: مثل: الأسيتون، وميثيل إيثيل الكيتون، والكحولات مثل الإيثانول.
  • المضادات الحيوية والمنتجات الصيدلانية الأخرى.
  • البيركلورات: تستخدم أملاح البيركلورات في وقود الصواريخ، وغيرها من التطبيقات الأخرى مثل: الألعاب النارية، والمتفجرات، وترتبط هذه الملوثات عادة بالقواعد العسكرية ومواقع البناء عند استخدام المتفجرات، كما قد تتكون طبيعياً أيضاً في المناطق القاحلة.
  • المعادن ومركباتها: تعتبر المركبات العضوية الفلزية التي قد تتشكل عندما تفاعل المعادن من الماء مع المركبات العضوية من الماء الأكثر خطراً على الصحة، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك هي: تلوث الماء بالزئبق، والزنك، والكروم، ويجدر بالذكر هنا أن تلوث المياه بالمعادن والمركبات العضوية يزيد من الخطر على الصحة والحياة المائية.
  • المبيدات بأنواعها: وهي تتكون من عدد كبير من المواد الكيميائية المنفردة التي تدخل بشكل مباشر عن طريق الانشطة الزراعية، أو بشكل غير مباشر بسبب الجريان السطحي الزراعي، ويعتبر المبيد الحشري "DDT" مثالًا على هذا النوع من الملوثات.
  • المواد الإشعاعية: عندما تسبب المواد المشعة تلوث المياه.
  • ملوثات بيولوجية: تعتبر الكائنات الحية الدقيقة المختلفة، والديدان، والطحالب عند وجودها بأعداد كبيرة سبب تلوث المياه، ويحدث هذا النوع من التلوث بسبب تحلل المواد العضوية في الماء، وفضلات الحيوانات، والتخلص غير السليم من النفايات البشرية.


أثر تلوث المياه على البيئة

لتلوث المياه آثار عدة ومنها ما يلي:

  • قد يؤدي إلى عدم وجود ما يكفي الأكسجين لتتنفس الأسماك في الماء، وبالتالي اختناقها، وموتها.
  • قد تمتص الأسماك الصغيرة الملوثات، مثل المواد الكيميائية، ثم تتغذى عليها الأسماك الكبيرة لتنتقل إليها هذه الملوثات، وفي حال تغذي الطيور أو الحيوانات الأخرى على هذه الأسماك الكبيرة فقد تتضرر من هذه الملوثات؛ فمثلاً أدى استخدام المبيد الحشري (DDT) ووصوله إلى الطيور الجارحة عبر السلسلة الغذائية السابقة إلى وضع بيض بقشور رقيقة، وهو ما أدى إلى انخفاض أعدادها حتى منع استخدام هذا المبيد الحشري.
  • قد يؤدي تلوث المياه الناجم عن الأمطار الحمضية أو الانسكابات النفطية إلى تدمير الموائل البحرية بشكل كامل.

المراجع

  1. "Water Pollution.", www.ducksters.com, Retrieved 19-4-2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Water Pollution?", www.environmentalpollutioncenters.org, Retrieved 20-4-2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Water pollution: how to protect our source of life", www.iberdrola.com, Retrieved 20-4-2021. Edited.