الأضرار الصحية لتلوث الهواء

يؤدي تراكم ملوثات الهواء بتراكيز عالية إلى الإضرار بالصحة العامة للكائنات الحية، وخاصةً البشر، إذ يعيش الملايين من الأفراد في مناطق مُلوثة بالضباب الدخاني وخاصةً في المناطق الحضرية، إضافةً إلى التلوث بالجسيمات، وغيرها من السموم المُسببة لمشاكل صحية خطيرة، منها ما يلي:[١]


مشاكل في الجهاز التنفسي والقلب

لعل من أكثر آثار تلوث الهواء المقلقة للبشر هي الأزمات التنفسية؛ مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، بالإضافة إلى المشاكل القلبية الناجمة عن مستويات التلوث المختلفة مثل؛ النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطانات أيضًا، إذ نجم عن هذه التهديدات والآثار المباشرة أو الغير مباشرة لتلوث الهواء حالات وفاة لملاسن البشر.[٢]


المضاعفات العصبية والنفسية

يشمل التأثير السام لملوثات الهواء على الجهاز العصبي المضاعفات العصبية والاضطرابات النفسية، فقد يتسبب الضعف العصبي في عواقب وخيمة، خاصة عند الرضع، في المقابل ستؤدي الاضطرابات النفسية إلى انتشار العدوانية والسلوكيات المعادية للمجتمع، إذ أفادت الدراسات الحديثة عن وجود علاقة بين تلوث الهواء وفرط النشاط العصبي وظهور أمراض عصبية مزمنة كالزهايمر والباركنسون، في حين أظهرت بعض الدراسات أن العنف والقلق في المدن الكبرى لهما علاقة وثيقة بالمستويات العالية لتلوث الهواء.[١]


مشاكل صحية للأطفال

في بعض المدن التي تُعاني من نسب عالية من مُلوثات الهواء، تُشكل مسألة الحمل والادة قلقًا لدى الأمهات، إذ إن التعرض لمستويات تلوث عالية أثناء الحمل غالبًا ما تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، وكذلك ظهور أمراض عصبية وخُلقية للأطفال كالتوحد، والربو، واضطرابات الطيف لدى الصغار، إضافةً إلى قدرة هذه الملوثات على إتلاف نمو الدماغ المبكر عند الطفل والتسبب في الالتهاب الرئوي الذي يقتل ما يقرب من مليون طفل دون سن الخامسة في العالم.[٢]


الأضرار البيئية لتلوث الهواء

إلى جانب الإضرار بصحة الإنسان، يمكن أن يتسبب تلوث الهواء في مجموعة متنوعة من الأضرار والكوارث البيئية ومنها:[٣]


المطر الحمضي

يُعد المطر الحمضي شكل من أشكال الترسيب الذي يحتوي على كميات ضارة من أحماض النيتريك والكبريتيك، وتتكون هذه الأحماض بشكل أساسي من أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت التي تنطلق في الغلاف الجوي عند حرق الوقود الأحفوري، إذ تسقط هذه الأحماض على الأرض إما على شكل ترسيب رطب (مطر أو ثلج أو ضباب) أو هطول جاف (غاز وجسيمات)، وتتسبب هذه الأمطار الحمضية في إتلاف الأشجار وارتفاع حموضة التربة والجداول المائية، مما يجعل المياه غير مناسبة لبعض الأسماك والحيوانات البرية الأخرى، كما يعمل المطر الحمضي على إسراع تحلل المباني والتماثيل والمنحوتات.[٣]


الضباب

يحدث الضباب عندما يواجه ضوء الشمس جزيئات تلوث صغيرة في الهواء، حيث تنبعث بعض الملوثات المسببة للضباب والتي معظمها من الجزيئات الدقيقة مباشرة إلى الغلاف الجوي عن طريق عدة مصادر؛ مثل محطات الطاقة، والمرافق الصناعية، والشاحنات، والسيارات، وأنشطة البناء، ويتشكل البعض الآخر أثناء تشكل الغازات المنبعثة في الهواء؛ مثل ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين.[٣]


التخثث

يُعرف التخثث بالزيادة المفاجئة في تركيز عناصر الفوسفور والنيتروجين والمغذيات النباتية الأخرى في نظام بيئي مائي معين؛ مثل البحيرات وشواطئ البحار، حيث تزداد إنتاجية أو خصوبة مثل هذا النظام البيئي بشكل طبيعي مع زيادة كمية المواد العضوية التي يمكن تقسيمها إلى مغذيات، إلا أن الزيادة المفاجأة لتركيز النيتروجين وغيرها من العناصر تُحفز تكاثر الطحالب، والتي بدورها يمكن أن تسبب موت الأسماك وفقدان التنوع النباتي والحيواني، ليُعد السبب الرئيسية لتدهور النظام البيئي المائي.[٤]


الإضرار في الحياة البرية

إن لتلوث الهواء تأثيرات ضارة على الحياة البرية، فالملوثات السامة في الهواء، أو المترسبة على التربة أو المياه السطحية، يمكن أن تؤثر على الحياة البرية بعدة أشكال. مثل البشر، يمكن للحيوانات تجربة الصحة مشاكل إذا تعرضوا لتركيزات كافية من سموم الهواء بمرور الوقت. دراسات تبين أن سموم الهواء تساهم في حدوث العيوب الخلقية والفشل التناسلي والمرض في الحيوانات، ملوثات الهواء السامة الثابتة (تلك التي تتحلل ببطء في البيئة) ذات أهمية خاصة في النظم الإيكولوجية المائية، هذه الملوثات تتراكم في الرواسب، وقد تتضخم بيولوجيًا في أنسجة الحيوانات في الجزء العلوي من الغذاء سلسلة لتركيزات أعلى بكثير مما كانت عليه في الماء أو الهواء.[٣]


أضرار في المحاصيل والغابات

يُدمر تلوث الهواء المحاصيل والأشجار المتنوعة، إذ يمكن أن يؤدي وجود غازات الأوزون في مستوى قريب من سطح الأرض إلى انخفاض في عدد المحاصيل الزراعية والتجارية، بالإضافة إلى تراجع الغطاء النباتي في الغابات عبر انخفاض نمو الشتلات الشجرية، وزيادة قابلية النباتات للإصابة بالأمراض والآفات، كما يُمكن أن ينتج تلف المحاصيل والغابات أيضًا عن الأمطار الحمضية، أو من زيادة معدل الأشعة الفوق بنفسجية الناتجة عن استنفاد طبقة الأوزون.[٣]


آثار تلوث الهواء بغازات الاحتباس الحراري

يتسبب تلوث الهواء الناجم عن زيادة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بتغير المناخ، نتيجة لذلك، تتغير النظم البيئية بشكل أسرع من قدرة النباتات والحيوانات على التكيف، مما يؤدي لانقراض العديد من الأنواع المختلفة، إذ تتعرض النظم البيئية البحرية لارتفاع نسبة حموضة المحيطات الناتجة عن ذوبان ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الغلاف الجوي في مياه البحر، مما يجعل ذلك من الصعب على العديد من الأنواع البحرية أن تبقى على قيد الحياة أو أن تتكاثر كالأصداف مثلًا.[٥]


ومن الجدير بالذكر أن ذوبان الصفائح الجليدية، وارتفاع درجة حرارة المحيطات، والظروف الجوية القاسية التي تسود البلدان المختلفة ما هي إلى أمثلة على كيفية تهديد التغيرات المناخية الناجمة عن تلوث غازات الاحتباس الحراري النظم البيئية في جميع أنحاء الأرض، وفي الكثير من الحالات، يمكن أن يؤدي انخفاض نوع واحد من الكائنات أو عدد قليل من الأنواع الحيوية بسبب تلوث الهواء إلى الإطاحة بتوازن النظم البيئية بأكملها.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "Effects of air pollution on human health and practical measures for prevention in Iran", ncbi.nlm.nih, 1/9/2016, Retrieved 21/7/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "What is Air Pollution?", conserve-energy-future, Retrieved 21/7/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج pollution can damage crops,(such as harsh weather). "Health & Environmental Effects of Air Pollution", mass, Retrieved 21/7/2022. Edited.
  4. "eutrophication", britannica, Retrieved 21/7/2022.
  5. ^ أ ب "Effects of Air Pollution", scied.ucar, Retrieved 21/7/2022. Edited.