مفهوم تلوث مياه البحار

يُقصد بمفهوم التلوث البحري (بالإنجليزية: Marine Pollution) الضرر البيئي الناجم من اختلاط البيئة البحرية بالملوثات بالشكل المباشر أو الغير مباشر من موادٍ سامة وضارة في البيئة البحرية، كالمواد الكيميائية والنفايات، والتي يأتي معظمها من المصادر البشرية الصناعية أو الزراعية؛ مما يؤدي إلى:[١]

  • إلحاق الضرر بالموارد الحية.
  • تهديد صحة الإنسان
  • التسبب بظهور عوائق أمام الأنشطة البحرية
  • الإضرار بنوعية مياه البحر
  • التأثير السلبي على صحة جميع الكائنات الحية والهياكل الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.


الآثار الناجمة عن تلوث مياه البحار

يسبب تلوث مياه البحار والمحيطات عواقب عديدة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الحياة البحرية، وكذلك على البشر، وفيما يلي بعض الآثار الأكثر شيوعًا لتلوث البحار:[٢][٣]

  • تأثير المخلفات السامة على الحيوانات البحرية: يشكل تسرب النفط والمواد الكيماوية السامة خطرًا على الحياة البحرية بعدة أشكالٍ ونواحٍ، فقد يصل النفط المتسرب في البحار إلى خياشيم الاسماك وريش الطيور البحرية، مما يُعيق حركتها أو طيرانها بشكل صحيح، وتشمل الآثار طويلة المدى ظهور السرطانات لدى الأحياء والطيور البحرية وفشل الجهاز التناسلي وحدوث طفرات وتغيرات سلوكية.
  • تعطيل دورة الشعاب المرجانية: تطفو الزيوت المُتسربة على سطح الماء، وتمنع وصول ضوء الشمس إلى النباتات البحرية والشعاب المرجانية، مما يؤثر على عملية التمثيل الضوئي وبقائها على قيد الحياة.
  • فشل الجهاز التناسلي لحيوانات البحر: تشمل النفايات الصناعية والزراعية العديد من المواد الكيميائية السامة التي تعتبر خطرة على الحياة البحرية، ومن الممكن أن تتراكم هذه المواد الكيميائية في الأنسجة الدهنية للحيوانات، مما يؤدي إلى فشل جهازها التناسلي.
  • التأثير على السلسلة الغذائية وتهديد صحة الإنسان: يتم غسل المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعات والزراعة في الأنهار لتصب في النهاية بالبحار، وهذه المواد لا تتحلل بل تترسب في قاع المحيط لتبتلعها الحيوانات الصغيرة التي تتغذى عليها الحيوانات الكبيرة، مما يؤثر بعد ذلك على سلامة السلسلة الغذائية بأكملها مُنتهيةً بالاستهلاك البشري.
  • استنفاذ الأكسجين من مياه البحر: معظم الحطام الموجود في البحار يحتاج لكميات كبيرة من الاكسجين حتى يتحلل، مستهلكًا بذلك الأكسجين المذاب بالماء، مما يعني انخفاض فرص بقاء الحيوانات البحرية على قيد الحياة لفترات طويلة مثل؛ الحيتان والسلاحف وأسماك القرش والدلافين وطيور البطريق.


أشكال تلوث مياه البحار

يشمل التلوث البحري العديد من أنواع التلوث التي تعطل النظام البيئي البحري، بما في ذلك:


التلوث الكيميائي Chemical pollution

تشمل الملوثات الكيميائية الشائعة التي تصل إلى البحار والمحيطات كلًا من: مبيدات الآفات، ومبيدات الأعشاب، والأسمدة، والمنظفات، والزيوت، والمواد الكيميائية الصناعية، ومياه الصرف الصحي، وتؤدي جميع هذه العناصر الغذائية الزائدة إلى تكاثر الطحالب بنسب عالية، والتي بالتالي ستستهلك نسب الأكسجين المُذاب بالماء، وتترك المناطق خالية من الحياة؛ حيث يمكن لعدد قليل جدًا من الكائنات البحرية العيش هناك. [٤]


التلوث الضوئي Light pollution

يخترق التلوث الضوئي الصادر عن الإنارة البشرية هدوء ونظام البيئة البحرية، ويخلق عالماً مختلفاً إلى حد كبير للأسماك التي تعيش في الشعاب المرجانية الضحلة بالقرب من البيئات الحضرية، حيث يُعطل الضوء الإشارات الطبيعية المرتبطة بالإيقاعات اليومية، والتي يُعتمد عليه في تحديد مواعيد الهجرة والتكاثر والتغذية، كما يمكن للضوء الاصطناعي أن يُؤثر على معدل تكاثر أسماك الشعاب المرجانية.[٤]


التلوث الضوضائي Noise pollution

يؤدي الوجود المتزايد للأصوات المرتفعة أو المستمرة الصادرة عن السفن وأجهزة السونار ومنصات النفط إلى إحداث خلل في الضوضاء الطبيعية في البيئة البحرية، إذ يُعد مُستوى الضوضاء وسيلة اتصال بالنسبة للعديد من الثدييات البحرية، مثل الحيتان والدلافين، التي تمتلك مدى رؤية منخفضة، وتستخدم الصدى المنعكس عن الأسطح لمساعدتها على الرؤية في المحيط، كما تُقاطع الضوضاء الغير طبيعية الاتصالات، وتعطل أنماط الهجرة والتواصل والصيد والتكاثر للعديد من الحيوانات البحرية.[٤]


التلوث البلاستيكي Plastic pollution

يحدث التلوث البلاستيكي عندما تتسرب المخلفات البلاستيكية إلى المحيط من خلال الجريان السطحي أو عبر الدفن المتعمد للقمامة، لينتهي الأمر باستهلاك المخلوقات البحرية هذه العناصر السامة عن طريق الخطأ، إذ تشبه الأكياس البلاستيكية قنديل البحر، والذي يُعد الغذاء الشائع للسلاحف البحرية، بينما تتغذى بعض الطيور البحرية على البلاستيك؛ لأنه يطلق مادة كيميائية تجعل رائحته شبيهاً برائحة طعامها الطبيعي، بالإضافة إلى مشكلة شباك الصيد المهملة التي تنجرف لسنوات، وتصطاد الأسماك والثدييات البحرية.[٤]


المراجع

  1. "MARINE POLLUTION", stats.oecd, 14/11/2001, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  2. "Ocean Pollution: Causes, Effects and Prevention", texasdisposal, 1/12/2020, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  3. "What is Ocean Pollution?", conserve-energy-future, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث JENNY HOWARD (2/8/2019), "Marine pollution, explained", nationalgeographic, Retrieved 28/6/2022. Edited.