أكثر طبقات الأرض سمكًا
تعتبر طبقة الوشاح أكثر طبقات الأرض سُمكًا، إذ يبلغ سُمكها حوالي 3,000 كيلومتر،[١] وتتكوّن بشكل رئيس من صخور السليكات، ذات المُحتوى الغني من عنصري المغنيسيوم، والحديد، إذ تتسبب درجات الحرارة العالية جدًا في منطقة الصخور بذوبان الصخور وارتفاعها نحو الأعلى عبر تيارات الحمل لتبرد مرة أخرى وتعود باتجاه اللب، وهذا هو السبب الكامن من وراء حركة الصفائح التكتونيّة، أمّا عند ارتفاع الصخور الذائبة في الوشاح ومرورها عبر القشرة فتتشكّل البراكين آنذاك.[٢]
طبقات الوشاح
تُعدّ طبقة الوشاح هي الطبقة الأكثر صلابة من باطن الأرض، وتُشكّل الطبقة المتوسطة بين كلٍّ من اللب شديد الحرارة، وطبقة القشرة ذات السُمك الرقيق، وبشكل عام يُشكّل الوشاح 84% من الحجم الإجمالي للأرض، وينقسم إلى عدّة طبقات، هي:[٣]
الوشاح العلوي
يمتد من القشرة الأرضيّة، وحتى عُمق 410 كم، يتّصف بكونه صلبًا، إلا أنّ المناطق المرنة فيه تعد المُساهم الأساسي في النشاط التكتوني، ويقع ضمنه كل من الغلاف الصخري (بالإنجليزية: Lithosphere) والغلاف المائع (بالإنجليزية: Asthenosphere) للأرض، ويُشكّل الغلاف الصخري الجزء الصلب للأرض، ويمتد حتى عمق 100 كم، ويحتوي على القشرة، والجزء العلوي من الوشاح.[٣]
من الجدير ذكره أنّ الغلاف الصخري للأرض هو المكان الذي يحدث فيه أغلب النشاط التكتوني الذي يحدث نتيجة تفاعل الصفائح التكتونيّة الضخمة المكوّنة له، ثمّ يمتد بعدها الغلاف المائع من 100-410 كم، ويمتاز بدرجة حرارته وضغطه العالي والتي تتسبب بذوبان الصخور جزئيًّا، ويكون أكثر مرونة من الغلاف الصخري، ومن هنا تكون الحركة البطيئة لصفائح الغلاف الصخري العائمة على الغلاف المائع هي السبب في حركة الصفائح، والتي من شأنها التسبب بالانجراف القاري، الزلازل، تكوين الجبال، وحتى البراكين.[٣]
المنطقة الانتقالية
تمتد بين 410-660 كم تحت سطح الأرض، وتتميّز بتحوّل الصخور فيها تحولًا جذريًا، إذ إنّ الصخور الموجودة فيها لا تذوب ولا تتفكك، بل يتغيّر الهيكل البلوري لها، لتصبح ذات كثافة أكبر، مما يتسبب بمنع الصفائح التي تنحدر من الغلاف الصخري من السقوط والغوص باتجاه الوشاح، والتسبب ببقائها في المنطقة الانتقاليّة لملايين السنين قبل اختلاطها مع صخور الوشاح، لتعود وترتفع كجزء من الغلاف المائع، وربما تندلع كحمم بركانيّة (اللافا) متدفقة إلى الأعلى لتصبح من الغلاف الصخري للأرض، أو ربما تشكّل قشرة محيطيّة جديدة في قاع البحر.[٣]
تمتاز المنطقة الانتقاليّة في الوشاح باحتوائها على كمية وفيرة من الماء، وذلك على الرغم من عدم كونه سائلاً، أو بخارًا، أو صبًا، أو حتى بلازما، إذ يكون على هيئة أيون الهيدروكسيد المحتجز في بنية الصخور البلوريّة كصخور الرينغوودايت والوادسلايت، التي تتكسر هياكلها البلورية مع تعرّضها للحرارة الشديدة، مما يؤدي إلى تسرّب أيون الهيدروكسيد باتجاه المعادن التي يُمكنها الاحتفاظ بالمياه.[٣]
الوشاح السفلي
يتراوح سُمك الوشاح السفلي بين 660-2,700 كم تحت سطح الأرض، ويمتاز بكونه ذي كثافة وحرارة أعلى من كل من الوشاح العلوي، والمنطقة الانتقاليّة، وعلى الرغم من حرارته المرتفعة، إلّا أنّ الضغط الشديد فيه يحول من تليين الصخور، ويبقيها صلبة، وما زال هناك عدم اتفاق بين العلماء حول شكل الوشاح السفلي، والذي يعتقد البعض أنّه ثابت ولا ينقل الحرارة فيه حتى عبر تيارات الحمل الحراري، بينما يعتقد آخرون أنّ الألواح المقوسة من الغلاف الصخري استقرّت فيه.[٣]
طبقة (D) المزدوجة
تُشكّل طبقة (D) المزدوجة طبقة غريبة توجد بين الوشاح السفلي واللب الخارجي، وتتميّز بطبيعتها المتعرّجة، إذ حيّرت هذه الطبقة العلماء منذ اكتشافها، ووُجد أنّها تتميّز بدرجات الحرارة والضغط المرتفعين بشكل هائل، مما يُنشأ بلورات وهياكل بأشكال غريبة وفريدة من نوعها، تقع على عُمق 3,000 كم، ويحدث فيها تغيّر في الموجات الزلزاليّة الناتجة من الزلازل، وربما يعود هذا إلى التركيب البلوري للصخور والمعادن المكوّنة لها.[٤]
المراجع
- ↑ teaching 18 6-16-20.pdf "STEM: Science & Engineering – Earth & Space ", njit, Retrieved 29-7-2021. Edited.
- ↑ Tim Sharp (14-11-2017), "Earth's Layers: What Is Earth Made Of?", space, Retrieved 29-7-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Mantle", nationalgeographic, Retrieved 29-7-2021. Edited.
- ↑ Kim Krieger (24-3-2004), "D'' Layer Demystified", sciencemag, Retrieved 31-7-2021. Edited.