التربة

تُعرَف التربة (بالإنجليزية: Soil) بأنّها مزيج من المعادن والكائنات الحية والميتة (المواد العضوية) والهواء، والماء، وتتفاعل مكونات هذا المزيج مع بعضها البعض بطرق متعددة، وهذا يجعل التربة واحدة من أكثر الموارد الطبيعية ديناميكية وأهمية لكوكب الأرض؛ لأنّها قابلة للتجديد ولكن بشكل بطيء قد يصل إلى مئات الأعوام.[١]

ينظر كل شخص إلى التربة حسب استخدامه لها، فالمهندس ينظر إليها على أنّها مادة تُبنى عليها البنية التحتية، بينما قد يشير الدبلوماسي إلى التربة على أنّها أراضي الدولة، ومن وجهة نظر عالم التربة، فالتربة هي: السطح المعدني (و/أو) الطبقة العضوية للأرض التي تعرضت لدرجة معينة من التجوية الفيزيائية، والحيوية، والكيميائية.[١]


تُعد التربة من الموارد الطبيعية، وهي قابلة للتجديد لأنها تتشكل باستمرار، ولكنها محدودة نسبيا لأن تكوينها يحدث بمعدلات بطيئة للغاية، فمن الممكن أن تستغرق 2 سم من التربة السطحية عدة مئات من السنين أو أكثر لتطويرها. وتختلف معدلات تكوين التربة في جميع أنحاء الكوكب، حيث تتكون بمعدلات أبطأ في المناطق الباردة والجافة (أكثر من 1000 عام)، وتكون أسرع معدلات التكون في المناطق الحارة الرطبة (عدة مئات من السنين).[١]


خصائص التربة حسب نوعها

تختلف خصائص كل نوع من التربة عن غيرها، وفيما يأتي توضيح لكل نوع:


التربة الرملية

تُعدّ التربة الرملية (بالإنجليزية: Sandy Soil) من الأتربة الخفيفة وتكون دافئة وجافة، كما تميل إلى أن تكون حمضية وذات عناصر غذائية منخفضة، وغالبًا ما تُعرف التربة الرملية باسم التربة الخفيفة؛ نظرًا إلى ارتفاع نسبة الرمال فيها، وقلة الطين على الرغم من أنّ الطين يزن أكثر من الرمل.[٢]


تُصرّف التربة الرملية المياه بسرعة، أي أنّها ذات نفاذية عالية، ويسهل التعامل معها، وتزداد درجة حرارتها في الربيع أسرع من التربة الطينية، ولكنها تميل إلى الجفاف في الصيف، وتعاني من انخفاض العناصر الغذائية التي تغسلها الأمطار.[٢]


تُوصف التربة الرملية بأنّها من أفقر أنواع التربة لزراعة النباتات، إذ يصعب على جذور النبات امتصاص الماء بسبب النفاذية العالية ونقص العناصر الغذائية فيها، لكنها جيدة جدًا لنظام الصرف الصحي، وعادة ما تتشكل التربة الرملية عن طريق انهيار أو تفتيت الصخور، مثل: الجرانيت، والحجر الجيري، والكوارتز.[٣]


ولتحسين التربة الرملية: يُمكن إضافة مواد عضوية لإعطاء النباتات دفعة إضافية من العناصر الغذائية، وزيادة قدرتها بشكل أكبر على الاحتفاظ بالمياه.[٢]


التربة الطينية

التربة الطينية (بالإنجليزية: Clay Soil) هي تربة ثقيلة، والتي تستفيد من العناصر الغذائية العالية، وتظل التربة الطينية رطبة وباردة في الشتاء وتجف في الصيف، وتتكون هذه التربة من أكثر من 25% من الطين، وبسبب الفراغات الموجودة بين جزيئات الطين تحتوي التربة الطينية على كمية كبيرة من الماء، وهذا يعني أنّها ذات نفاذية منخفضة.[٢]


تخضع التربة الطينية لاختبار المزارعين؛ لأنّها تُستنزَف ببطء وتستغرق وقتًا أطول في ازدياد حرارتها صيفًا، وفي جفافها وتشققها.[٢]


تربة الطمي

تحتوي تربة الطمي (بالإنجليزية: Silt Soil) بشكل أساسي على جزيئات متوسطة الحجم تحتفظ بالرطوبة داخلها، وخصوبتها عالية، ويُمكن ضغطها بسهولة نظرًا إلى نعومة حبيباتها.[٢]


يتمّ نقل الطمي بسهولة عن طريق التيارات المتحركة، ويوجد بشكل أساسي بالقرب من الأنهار، والبحيرات، والمسطحات المائية الأخرى، ويتمّ استخدام تربة الطمي في الأعمال الزراعية لتحسين خصوبة التربة، إذ إنّه من أكثر الأنواع خصوبة، ويُمكن إضافة المواد العضوية للتربة؛ لربط جزيئات الطمي في كتل أكثر استقرارًا.[٢][٣]


التربة الخثية

تُعدّ التربة الخثية (بالإنجليزية: Peat Soil) تربة غنية بالمواد العضوية وتحتفظ بكمية كبيرة من الرطوبة، ونادرًا ما يوجد هذا النوع من التربة في الحديقة، وغالبًا ما يتمّ إضافته إلى الحدائق لتوفير قاعدة تربة مثالية للزراعة.[٢]


التربة الطباشيرية

يُمكن أن تكون تربة الطباشير (بالإنجليزية: Chalk Soil) خفيفة أو ثقيلة، ولكنها دائمًا ما تكون قلوية بشدة بسبب كربونات الكالسيوم أو الجير داخل بنيتها؛ ولهذا السبب لا تستطيع هذه التربة دعم النباتات الخلنجية (بالإنجليزية: Ericaceous Plants) التي تتطلب تربة حمضية لتنمو.[٢]


التربة الطفالية

التربة الطفالية (بالإنجليزية: Loam Soil) عبارة عن خليط من الرمل، والطمي، والطين التي يتمّ دمجها معًا لتجنب الآثار السلبية لكل نوع، هذه التربة خصبة وسهلة في التعامل معها، وتصرّف الماء بشكل جيد اعتمادًا على تركيبتها السائدة، يُمكن أن تكون إمّا رملية طفالية أو طينية طفالية، وتُعدّ هذه التربة أكثر نوع يفضله المزارعون؛ لأنّها تمثل توازنًا مثاليًا لجزيئات التربة، ويُمكن تدعيمها إذا أضيف لها المزيد من المواد العضوية.[٢]


الفرق بين التربة الخفيفة والتربة الثقيلة

يشار إلى التربة الخفيفة -مثل الرملية- على أنّها ذات قوام خشن غالبًا، بينما تكون التربة الثقيلة -مثل الطينية- ذات نسيج ناعم، وتتميز التربة الخفيفة بأنّها أسهل عند التعامل معها، وتحتوي على المزيد من الهواء، وتحتفظ برطوبة أقل، ولديها نفاذية أعلى من الثقيلة، وتحتوي على مواد عضوية أقل، ويحدث لها تقلبات أكبر في درجات الحرارة بين الليل والنهار.[٤]


في المقابل يصعب التعامل مع التربة الثقيلة، كما أنّها تحتوي على هواء أقل، وعلى قدر كبير من الرطوبة، ونفاذيتها أقل، بينما نشاطها الحيوي أكبر، وتتقلب بمعدل أقل في درجات الحرارة بين الليل والنهار.[٤]


طرق معرفة نوع التربة

يُمكن رؤية الحبيبات المنفردة والشعور بها بسهولة في التربة الرملية عندما تكون جافة إذا وضعناها بين الإبهام والسبابة، ولا نستطيع تشكيلها، وتنهار عن لمسها، أمّا عندما تكون رطبة ومضغوطة في اليد، فإنها تشكل قالبًا أو شريطًا يُفكك بمجرد لمسه.[٤]


إذا احتوت التربة الرملية على الطمي والطين فإنّها تجعلها متماسكة إلى حد ما، وتستطيع تشكيل قالب من التربة الطينية الرملية الجافة لكنه يتفكك بسهولة، فإذا كان رطبًا كان تماسكه أقوى.[٤]


أمّا التربة الطفيلية فإنّ ملمسها يشبه ملمس الرمل قليلًا، لكنه ناعم ومرن بعض الشيء، وتستطيع التعامل مع هذه التربة بسهولة عندما تكون رطبة؛ لأنّها تكون متماسكة بشكل جيد، وتحتاج إلى معالجة دقيقة حتى تتماسك بالشكل المطلوب عندما تكون جافة.[٤]


وتحتوي التربة الطينية نسيجًا ناعمًا وتكوّن عادة كتلًا أو صلبة عندما تجف، ولكنها مرنة جدًا وعادة ما تكون لزجة عندما تكون رطبة، وتستطيع تشكيل قالب طويل ومرن ومتماسك من هذه التربة، فإذا احتوت على نسبة عالية من الغرويات (بالإنجليزية: Colloids) فإنّها تصبح هشة وتتفتت بسهولة وتفتقر إلى اللدونة في جميع ظروف الرطوبة.[٤]


أهمية معرفة نوع التربة

تتأثر بنية التربة، والمواد العضوية، والتهوية، والكثافة الظاهرية، والحراثة، وحركة المياه وتخزينها، وتجوية المعادن، وإمداد التربة بالعناصر الغذائية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنسيج التربة.[٤]


تؤثر جودة التربة في جميع الممارسات الزراعية، بما في ذلك النباتات التي ستنمو في الموقع، ومعدل الري الأمثل، والأسمدة أو تعديلات المطلوبة على التربة، كما يُعدّ التقييم البصري لجودة التربة خطوة أولى جيدة في تحديد جودة التربة وخصائصها.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "SOIL BASICS", Soil Science - society of America, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Soil Types", Boughton, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Types of Soil", BYJU'S, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Foster, S., Schultz, B., McCuin, G., Neibling, H., and Shewmaker, G., "Soil Properties, Part 1 of 3: Physical Characteristics", University of Nevada, Reno, Retrieved 23/6/2021. Edited.