صخر الديوريت
الديوريت (بالإنجليزية: Diorite) هو أحد الصخور النارية الجوفية التي تكونت في باطن الأرض، إذ يتكون ثلثي الصخر من معادن بلاجيوكليز (بالإنجليزية: Plagioclase) والفلسبار (بالإنجليزية: Feldspar)، أمّا الثلث الباقي فيتكون من المعادن الداكنة مثل البيوتيت (بالإنجليزية: Biotite) والهورنبلند (بالإنجليزية: Hornblende)، كما يحتوي على نسبة قليلة من الكوارتز (أقل من 5%)، كما يتراوح حجم حباته بين متوسط إلى خشن الحبات، وهو صخر متبلور، وله عادةً نسيج حُبيبي، أي يمكن رؤية حبيباته بالعين المجردة، إذ يتكون من بلورات متساوية في الحجم تقريبًا، ويوجد بالعديد من الألوان، منها: الأسود، والبني، والرمادي الفاتح إلى الداكن، والأبيض، ويتيمّز بلمعانه، وقدرته على مقاومة الخدش، والتصبغات، والرياح، كما أنّه يقاوم التعرية بواسطة الرياح، ولا يتفاعل مع المواد الكيميائية، ولا يتلف عند تعرضه إلى الماء، ويُسمّى الصخر السطحي المكافئ له أنديزيت (بالإنجليزية: Andesite)، إذ يتكونان في نفس المنطقة، ولها نفس التركيب المعدني، ولكن يكمن التفريق بينهما في سرعة التبريد، وحجم الحبات، إذ يتبلور الديوريت داخل الأرض وبسرعة تبريد بطيئة لذلك فهو يظهر بنسيج حُبيبي خشن، أمّا الأنديزيت فيتبلور أيضًا من نفس الصهارة التي يتكون منها الديوريت، لكن مكان تبلوره هو على سطح الأرض، فينتج عن ذلك نسيج يحتوي على حبيبات صغيرة الحجم.[١][٢][٣]
في بعض الحالات يصعب التمييز بين الديوريت والغابرو، لكن الفارق بينهما هو نسبة الكالسيوم في البلاجيوكليز، فإذا زادت نسبة الكالسيوم عن الصوديوم فإنّ الصخر يكون في هذه الحالة صخر الغابرو، لذلك من الصعب التمييز بين الديوريت وبين صخور مماثلة له من حيث التركيب، فقد يعد صخر الأمفيبوليت (بالإنجليزية: Amphibolite)، وهو صخر متحول من الصخور المشابه للديوريت من حيث التركيب.[٤][٢]
كيف يتكون صخر الديوريت؟
يتكون الديوريت نتيجة تبلوره من الصهارة (الماغما)، والتي تكون على شكل أجسام تخترق صخور القشرة القارية، وتكون على شكل قواطع (بالإنجليزية: Dikes) وهي عبارة عن أجسام نارية مسطحة تخترق الصخور أثناء اندفاعها عبر الشقوق، ويكون هذا الاندفاع بشكل عمودي، أو على شكل جيوب بركانية أو ما يُسمى العتبات (بالإنجليزية: Sills) وهي عبارة عن أجسام نارية مسطحة منصهرة تخترق الصخور.[٥]
يوجد صخر الديوريت عند الحدود المتقاربة بين الصفائح القارية والمحيطية، فعند منطقة الطرح (بالإنجليزية: Subduction Zone) تغوص الصفيحة المحيطية أسفل الصفيحة القارية، نتيجة ذلك يحدث ذوبان جزئي للصفيحة المحيطية على شكل صهارة بازلتية ترتفع وتتداخل مع الصخور الغرانيتية المكونة للصفيحة القارية، فيتكون خليط من الماغما البازلتية والماغما الغرانيتية، وإذا تبلور هذا الخليط تحت سطح الأرض فإنّه يُشكل صخر الديوريت.[٦]
استخدامات صخر الديوريت
يُعدّ استخدام الديوريت ليس بالجديد، فقد تمّ استخدامه في العصور القديمة مثل: حضارات الأنكا، والمايا، في أمريكا الجنوبية، والعديد من الحضارات القديمة في الشرق الأوسط، وتمّ استخدامه في الفن، والنحت، فقد تمّ نحت تمثال للحاكم كوديا، حاكم بلاد الرافدين، حوالي 2090 قبل الميلاد وطوله 48 سم والتي يتمّ عرضها في متحف المتروبوليتان للفنون (بالإنجليزية: Metropolitan Museum of Art)، كما صنعت مزهرية في عصر مصر القديمة من الديوريت، ومن الأمثلة على استخدام صخر الديوريت في العالم:[٣][٧]
- يُستخدَم الديوريت في الأماكن الخارجية مثل: الباحات الخارجية والحدائق، وفي مسارات المشي بين المناظر الطبيعية، وفي أرصفة الطرق، وفي مسارات الطرق العامة والخاصة، وفي الأرصفة أمام واجهات الأبنية.
- يُستخدَم الديوريت في المنزلية الداخلية كبديل أحيانًا للغرانيت، مثل: البلاط، واستخدامه كألواح منضدات الاستقبال، ومقاعد الجلوس، والطاولات.
- يُستخدَم الديوريت في تصاميم المطابخ، فهو يُعدّ مرشحًا جيدًا مثل الغرانيت، إذ إنّه يدخل في تصاميم خزائن المطبخ، وطاولة الطعام، والخزائن.
- يُستخدَم الديوريت في الديكورات الفنية، مثل: النحت، والفخار، وفي صناعة الأحجار الكريمة، لكنه وبسبب صلابته وبسبب حجم حبيباته الكبيرة والخشنة فإنّه يصعب النحت عليه، لذلك، لا يُعدّ من الصخور المفضلة للنحت عليها من قِبَل النحاتين، إلّا أنّه كان شائعًا بين النحاتين القدامى في الشرق الأوسط، ومن أشهر منحوتات الديوريت قانون حمورابي، وهو عمود ديوريت أسود يبلغ ارتفاعه حوالي مترين، وقد نقش عليه القانون البابلي حوالي عام 1750 قبل الميلاد.
- يُستخدَم الديورايت في الأماكن الموجود فيها بالقرب من السطح، إذ يتمّ استخراجه وتعدينه كحجر مكسر؛ بسبب تميّزه بالصلابة التي لا تقل عن صلابة الغرانيت، فيتمّ استخدامه في الطرقات، وكحجر تصريف، وكعازل لعوامل التعرية.
- يُستخدَم كمادة أساسية في تعبيد ورصف الطرق، وإنشاء مواقف السيارات، وتشييد المباني، إذ يُستخدَم في الواجهات الأمامية للأبنية، كبلاط.
- يُستخدَم في أستراليا كحجر كريم يُسمّى (بالإنجليزية: Pink Marshmallow Stone) أو ما يُسمّى بالكابشون (بالإنجليزية: Cabochons) وهو يحتوي على بلورات من الفلسبار كبيرة الحجم، فهو يتميز بقابليته بالاحتفاظ بالطلاء بعد رسمه عليه، مما يعطيه مظهرًا لامعًا، إذ تمّ تقطيعه واستخدامه كالأحجار الكريمة.
- يُستخدَم نادرًا في مواد الزينة والبناء.[٨]
المراجع
- ↑ John Rafferty (8/12/2006), "Diorite", britannica, Retrieved 3/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Diorite", sandatlas, Retrieved 3/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Diorite Rock- Uses, Facts& Properties-ALL You Need to Know", world of stones usa, 18/2/2020, Retrieved 14/6/2021. Edited.
- ↑ Hobert King, "What is Diorite?", geology, Retrieved 3/6/2021. Edited.
- ↑ John Rafferty (8/12/2006), "Diorite", britannica, Retrieved 3/6/2021. Edited.
- ↑ Hobert King, "?What is Diorite", geology, Retrieved 3/6/2021. Edited.
- ↑ Hobart M. King, "?What is Diorite", Geology, Retrieved 14/6/2021. Edited.
- ↑ John Rafferty (8/12/2006), "Diorite", britannica, Retrieved 3/6/2021. Edited.