أثر التجوية على سطح الأرض

يمكن تعريف التجوية بأنها العملية التي يتم فيها تكسير أو إذابة الصخور والمعادن الموجودة على سطح الأرض بواسطة الماء، أو الجليد، أو الأحماض، أو الأملاح، أو النباتات والحيوانات، أو التغيرات في درجات الحرارة، وبعد تكسير الصخر أو المعدن، فإن الأجزاء الناتجة عنه تنتقل بعيدًا بواسطة عملية التعرية،[١] وتتمثل الآثار الناتجة عن عملية التجوية بما يأتي:


تشكيل التربة ومعالم سطح الأرض

تعتبر التجوية العملية الرئيسية المسؤولة عن إنشاء وتغيير التضاريس الموجودة على سطح الأرض، وبالتالي تشكيل معالمه،[٢]فبعض المعالم البارزة مثل الجراند كانيون الواقع في ولاية أريزونا الأمريكية، والذي يبلغ طوله نحو 446 كيلومترًا، وعرضه 29 كيلومترًا، وعمقه 1600 متر هو من نواتج عمليتي التجوية والتعرية على سطح الأرض.[١]


يسبّب حدوث التجوية والتعرية باستمرار تغيير المناظر الطبيعية الصخرية للأرض؛ فالأسطح والصخور المكشوفة جميعها تتآكل بمرور الوقت، كما أن التجوية تعتبر الخطوة الأولى في إنتاج التربة بعد أن تختلط الأجزاء الصغيرة من المعادن التي تعرضت للتجوية مع النباتات وبقايا الحيوانات، والفطريات، والبكتيريا، وغيرها من الكائنات الحية الأخرى.[١]


تسبب التجوية في بعض الأحيان إذابة أجزاء كبيرة من الحجر الجيري أو الصخور الأخرى الموجودة على سطح الأرض وهو ما قد يؤدي إلى تشكيل منظر طبيعي يسمى الكارست، والذي تكون الصخور السطحية فيه مليئة بالثقوب والحفر والكهوف، ومن أشهر الأمثلة على الكارست هو كارست شيلين أو غابة الأحجار الواقع بالقرب من كونمينغ في الصين.[١]


تضم حديقة كهوف كارلسباد الوطنية في ولاية نيومكسيكو الأمريكية أكثر من 119 كهفًا مكوناً من الحجر الجيري التي تكوّنت بسبب التجوية والتعرية، وأكبر هذه الكهوف هو ما يسمّى بالغرفة الكبيرة التي تبلغ مساحتها نحو 33,210 أمتار مربعة؛ أي ما يعادل حجم ستة ملاعب لكرة القدم.[١]


تغيير التركيب الكيميائي للصخور

تتسبب التجوية الكيميائية تفتت الصخور وتحللها وتفككها؛ إذ تسبب التفاعلات الكيميائية تدمير الروابط التي تربط الصخور ببعضها البعض، مما يؤدي إلى تفتتها إلى قطع صغيرة، ومن الآثار البارزة للتجوية الكيميائية هو التحلل المائي؛ إذ يضاف الماء إلى التركيب الكيميائي للمعدن؛ مما يسبب تحوله إلى معدن جديد؛ فعلى سبيل المثال يسبب التحلل المائي تحويل الفلسبار إلى طين.[٣]


التأثير على دورة الكربون في الطبيعة

تعد عملية التجوية لصخور السيليكات الموجودة على سطح الأرض، وهي الصخور المكوّنة من المعادن التي تحتوي على عنصر السيليكا جزءًا مهمًا من دورة الكربون؛ فعبر مرور آلاف أو ملايين السنين تتم إزالة كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وهو أحد غازات الدفيئة من الغلاف الجوي عندما تمتزج مياه الأمطار مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين حمض الكربونيك الذي يتفاعل بدوره مع الصخور ويؤدي إلى تكسيرها، وانتقال الكربون عبر الأنهار إلى المحيط، ليتم دفنه في النهاية في الرواسب أسفل المحيطات ويكون الحجر الجيري.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Weathering", www.nationalgeographic.org, Retrieved 1/3/2022. Edited.
  2. "How does weathering affect the earth’s surface?", ww.vedantu.com, Retrieved 1/3/2022. Edited.
  3. Annette Vee, "Weathering Effects", sciencing.com, Retrieved 1/3/2022. Edited.
  4. "Weathering", ugc.berkeley.edu, Retrieved 1/3/2022. Edited.