التربة الزراعية
إنّ اختيار نوع التربة المناسبة للزراعة هو من أهم الأسباب وراء نجاح نمو النباتات وازدهارها؛ لأنّ اختيار نوع التربة الخاطئ يلحق الضرر بالنباتات؛ إذ إنّه قد يقلل من نسبة حصولها على الغذاء، والماء، والهواء، وضوء الشمس الذي تحتاجه النباتات لتنمو وتزدهر.[١]
هنالك أنواع عديدة للتربة والتي اعتمد تصنيفها غالبًا على حجم الحبيبات، والنسيج المكوّن للتربة، كما تختلف أنواع التربة في المحتوى المعدني والمواد الغذائية، وتتكون غالبية أنواع التربة من الطين، والرمل، والطمي، ومن زاوية أخرى يُمكن اختيار نوع التربة بناءً على مستوى الحموضة، إلّا أنّ غالبية النباتات تنمو في تربة تتراوح حموضتها بين 6.2 و7.2.[١]
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه يُمكن التعديل على التربة، وإضافة بعض المواد لتحويلها حتى تصبح مناسبة أكثر لأغراض زراعة النباتات، إذ تتغير بعض من خصائصها، مثل الاحتفاظ بالرطوبة، ودرجة الحموضة، وتوزيع المعادن.[١]
أنواع التربة الزراعيّة
هناك العديد من أنواع للتربة الزراعيّة، والتي يعتمد اختيارها على نوع النبات المطلوب زراعته، وأهم هذه الأنواع ما يأتي:
التربة الطفاليّة
تتميز التربة الطفالية (بالإنجليزيّة: Loam Soil) بأنّها من أفضل أنواع التربة التي تُستخدَم للزراعة، إذ يُمكن زراعة أيّ نوع من النباتات دون إجراء أيّة تعديلات على التربة أو إضافة مواد عليها، وهي تربة غير قاسية وغير هشّة، إذ تتفتت قليلًا عند الضغط عليها.[١]
تتكون التربة الطفالية من كميات متساوية تقريبًا من الطين، والرمل، والطمي، وهذا ما يجعلها من أفضل أنواع التربة، إذ إنّ محتواها من الرمل يجعلها معرّضة للهواء والرطوبة وضوء الشمس، في حين أنّ محتواها من الطين والطمي يبطئ عمليات التبخر والصرف وخسارة الماء، مما يساهم في الحفاظ على الماء والمواد الغذائيّة، وبناءً على ذلك يمثل هذا النوع من التربة توزانًا مثاليًا لجزيئات التربة، فهي تعدّ صديقة للمزارعين.[١][٢]
التربة الطينيّة
يُعدّ الطين من أصغر جزيئات التربة الطبيعيّة، وتتميز التربة الطينيّة (بالإنجليزيّة: Clay Soil) بأنّها أثقل أنواع التربة وأكثرها كثافة؛ مما يجعلها تحتفظ بكميات كبيرة من الماء والمواد الغذائية، ولكن في واقع الأمر يكون من الصعب مرور الهواء والرطوبة من خلالها، ولذلك ينبغي التعامل معها تحت ظروف محددة مثل استخدام التربة الطينية في الفصول التي تكون فيها الرطوبة قليلة أي -الخريف أو الربيع- لأنّه يكون إلى حد ما جاف وأملس.[١]
فضلًا عن ذلك، يُمكن إضافة الأسمدة، أو الغطاء العضوي (بالإنجليزية: Mulch) في فصل الخريف على الطبقة العليا من التربة الطينيّة؛ لتحسينها لأغراض الزراعة وجعلها ملائمة أكثر، ولا بدّ من معرفة أنّ هذا النوع من التربة يتكون من 25% من الطين، أي الفراغات بين الحبيبات كبيرة، الأمر الذي يجعلها تحتوي على كمية كبيرة من المياه.[١][٢]
تربة الطمي
تتميز تربة الطمي (بالإنجليزيّة: Silt Soil) باحتوائها على جزيئات أصغر بكثير من التربة الرمليّة، كما أنّها تتكون من صخور وجزيئات معدنيّة أصغر من الرمل وأكبر من الطين، بالإضافة إلى امتلاكها قدرة على تخزين المياه بشكل أفضل من الرمل، ولذلك تُعدّ تربة الطمي من أنواع التربة الخصبة والتي تستخدَم كإضافة لأنواع التربة الأخرى لتحسين خصوبتها.[٣]
التربة الرّملية
تتميز التربة الرّملية (بالإنجليزيّة: Sandy Soil) بأنّها خفيفة، وتميل إلى أن تكون حمضيّة، كما أنّها تُعدّ من أفقر أنواع التربة لزراعة النباتات؛ لأنّها تحتوي على نسبة عناصر غذائيّة قليلة، بالإضافة إلى أنّها تمتلك تصريفًا سريعًا للمياه، ويسهل التعامل معها، لذلك فهي تميل إلى الجفاف في فصل الصيف، وفي الحقيقة يُطلق على التربة الرمليّة اسم التربة الخفيفة؛ ويعود سبب ذلك هو ارتفاع نسبة الرمال فيها مقارنة بالطين، إذ إنّ وزن الطين أكبر من وزن الرمل، ومن الجدير بالذكر أنّه من الممكن إضافة مواد عضويّة لتعطي النباتات عناصر غذائيّة، وزيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه، وعادة ما تتشكل التربة الرّملية عن طريق انهيار، أو تفتيت الصخور، مثل: الجرانيت، والحجر الجيري، والكوارتز.[٢][٣]
التربة الطباشيرية
توجد التربة الطباشيرية (بالإنجليزيّة: Chalk Soil) في أعماق الأرض فوق طبقات الحجر الجيري، ويُعرف هذا النوع من التربة بأنّه لزج ويصعب التعامل معه عندما يكون رطبًا، ولكنها مع ذلك سرعان ما تجف في الصيف، وتتميز بأنّها قلوية التكوين، إذ يبلغ رقمها الهيدروجيني ما يُقارب 7.5، وقد يؤدي ارتفاع الرقم الهيدروجيني هذا إلى توقف نمو النباتات وتحويلها إلى اللّون الأصفر؛ لأنّها قليلة الرطوبة.[١]
ولعلّ من المفيد أن نؤكد بأنّ هناك بعض الإضافات التي تجعل التربة الجيريّة أكثر ملاءمة للنباتات، إذ يُمكن إضافة مواد غنيّة بالأحماض، مثل: السماد أو الخث؛ مما يحسن من امتصاص التربة للماء، ويقلل من محتوى الجير الموجود فيها، وبطبيعة الحال يُمكن التقيّد بزراعة النباتات التي تنمو وتزدهر في التربة القلويّة، مثل: الزنبق، والليلك، وغيرها من النباتات المزهرة، وفي المقابل تجنب النباتات التي تحتاج تربة ذات طبيعة حمضيّة مثل شجر الورد (بالإنجليزية: Rhododendrons).[١]