يُعد تلوث المياه ثاني أكثر أنواع التلوث انتشارًا بعد تلوث الهواء، والذي يُصيب مياه الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية والآبار، بالإضافة إلى حالات تلوث مياه البحار والمحيطات، حيث تختلف أنواع تلوث المياه وتتعدد باختلاف نوع المُلوث، وسنستعرض في المقال التالي ملخصاً للأنواع المختلفة لتلوث المياه الذي يهدد حاليًا جودة الماء الموجودة في جميع أنحاء العالم.[١]


التلوث الكيميائي

وتشمل بذلك الممارسات الصناعية والزراعية المستخدمة للعديد من المواد الكيميائية المختلفة، والتي يتسبب جريانها السطحي في تلوث المياه وتسمم الكائنات البحرية، التي تنقل بدورها السموم إلى الإنسان والحيوانات الذين يأكلون هذه الأسماك المصابة، ولعل أشهر الملوثات الكيميائية للبيئة البحرية هو تسرب البترول ومُشتقاته من البواخر ومنصات استخراج الوقود الأحفوري، إذ تؤثر الانسكابات النفطية على الحياة البرية ضمن بقع جغرافية واسعة وممتدة، ويمكن للزيت أن يقتل العديد من الدلافين والأسماك المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى التصاقه بريش الطيور التي تتغذى على الأسماك البحرية؛ مما يفقدها قدرتها على الطيران.[٢]


التلوث الحراري للمياه

تعتبر الحرارة أحد أشكال ملوثات المياه؛ لأنها تقلل من قدرة الماء على الاحتفاظ بالأكسجين المذاب، كما أنها تزيد من معدل التمثيل الغذائي للأسماك، فلا تستطيع الأنواع القيّمة من أسماك الطرائد البقاء على قيد الحياة في الماء الذي يحتوي على مستويات منخفضة جدًا من الأكسجين الذائب، ولعل أحد أهم المصادر الرئيسية للتلوث الحراري هو ممارسة تصريف مياه التبريد من محطات توليد الطاقة إلى الأنهار؛ بحيث يكون الماء المفرغ أكثر دفئًا بمقدار 15 درجة مئوية من الماء الطبيعي، كما يُعتبر ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب الاحتباس الحراري شكلاً من أشكال التلوث الحراري.[٣]


التلوث الميكروبيولوجي

يُعد التلوث الميكروبيولوجي النوع الأخطر من بين جميع أنواع ملوثات المياه الأخرى، إذ تتسبب الكائنات الحية الدقيقة مثل الفيروسات والبكتيريا وغيرها من الطُفيليات بتلويث البُنية الطبيعية لقطرات المياه، لتغير التركيب الكيميائي لها وتجعلها غير صالحة لأي نوع من الاستخدام، كما تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المناعية والجهازية الخطيرة كالملاريا والتيفوئيد.[٤]


التلوث بالمغذيات

يحدث تلوث المغذيات عندما تدخل كمية زائدة من العناصر الغذائية الآتية من الاستخدام الصناعي والزراعي للفوسفور والنيتروجين إلى أنظمة المياه المختلفة، متسببًا بزيادة نسبة تكاثر الطحالب، والتي ترفع بدورها من مستوى الأس الهيدروجيني للمياه، وتطلق مواد كيميائية سامة تحد من رؤية الحيوانات، وتمنع النباتات المائية من القيام بعملية التمثيل الضوئي، بالإضافة إلى تأثيرات المغذيات البيوجيوكيميائية المُتمثلة بتكون الكربون العضوي الزائد والمعروف أيضًا بالتخثث؛ وهي الظاهرة التي تتسبب بنقص الأكسجين المذاب في المياه وبالتالي اختناق الكائنات البحرية.[٥]


تلوث المياه السطحية

عند الإشارة إلى تلوث المياه السطحية، فنقصد بذلك تلوث جميع مصادر المياه الموجودة فوق سطح الأرض، من أنهار وبحيرات وبحار ومُحيطات، والذي يمكن أن يحدث بشكل طبيعي أو عرضي أو مقصود، كما يجب التنويه على دور المراقبة بالغ الأهمية في إدارة الفيضانات الطبيعية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تلوث المياه ورداءة جودتها، في حين أن الانسكابات العرضية للنفط والصناعات المهملة التي تفرغ النفايات في المسطحات المائية من الحوادث المقصودة الرئيسية لتلوث المسطحات المائية.[١]


تلوث المياه الجوفية

تتلوث المياه الجوفية عندما تشق الملوثات المختلفة؛ من (مُبيدات الآفات، والأسمدة، إلى النفايات المتسربة من مدافن القمامة، وأنظمة الصرف الصحي) طريقها إلى طبقة المياه الجوفية؛ لتجعلها غير آمنة للاستخدام البشري، في حين يُعد التخلص من ملوثات المياه الجوفية أمرًا صعبًا ومستحيلاً، فضلاً عن كونه مكلفًا ويحتاج إلى تقنيات عالية، ويمكن للمياه الجوفية أيضًا أن تنشر التلوث بعيدًا عن مصدره الأصلي حيث تتسرب إلى الجداول والبحيرات والمحيطات والطبقات الأخرى فيصعب حصره ومعالجته.[٦]


التلوث الناتج عن المواد المُعلقة

لا تذوب بعض الملوثات كبيرة الحجم في الماء، بحيث لا تختلط جزيئاتها الكبيرة نسبيًا مع جزيئات الماء، ومن الأمثلة عليها؛ العلب البلاستيكية والقش والمواد الرغوية الأخرى التي عند تعليقها تشكل طبقة عازلة على سطح الماء، فتحجب بالتالي أشعة الشمس والأكسجين من الوصول إلى المياه مؤديةً لموت الأسماك واختناقها نتيجة نفاذ الأكسجين، وفي بعض الحالات، يمكن أن تتكون المادة من سموم ضارة يؤدي تحللها إلى حدوث تلوث كيميائي للمياه وتغيير في خصائصها الكيميائية.[٧]


تلوث المعادن الثقيلة

يُعد الماء محفزاً نشطاً لأغلب العناصر المعدنية والكيميائية كالكبريتيدات مثلًا، إذ يؤدي وجود عنصر الكبريت بالقرب من الماء إلى تكون مركبات معدنية جديدة تتصف بالسُمية، ويحدث هذا النوع من التلوث عندما تتلامس المعادن الثقيلة في مواقع التعدين مثل النحاس، والكوبالت، والرصاص، والفضة، والزرنيخ، والزنك مع الماء.[٨]


التلوث الإشعاعي في المياه

يرجع النشاط الإشعاعي الموجود في المياه السطحية القارية بشكل أساسي إلى وجود عناصر مشعة في قشرة الأرض، لكن يعود السبب وراء ظهور النويدات المشعة الاصطناعية الأخرى للأنشطة البشرية، القادمة من محطات الطاقة النووية، وحقول اختبار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى مخلفات تصنيع واستخدام المواد المشعة، وتتمثل هذه المواد المشعة بعناصر اليورانيوم، الثوريوم، والأكتينيوم، بالإضافة لغاز الرادون المشع، وقد تسبب هذه الملوثات أنواعًا مختلفة من الضرر البيولوجي، فزيادة تركيز الراديوم في العظام قد يُسبب السرطان، كما يؤثر اليورانيوم بشكل سام على الكلى.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب pollution,sitting on the Earth's surface. "What Are the Different Types of Water Pollution?", envirotech-online, 31/1/2020, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  2. "10 Types of Water Pollution in 2022 PDF", linquip, 31/5/2021, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  3. Jerry A. Nathanson, "water pollution", britannica, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  4. "Types of Water Pollution", leverageedu, 5/6/2021, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  5. Harry Cooper (1/12/2021), "Knowing All the Different Types of Water Pollution", interfaithsustain, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  6. Melissa Denchak (18/4/2022), "Water Pollution: Everything You Need to Know", nrdc, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  7. Ama Lorenz (10/12/2019), "TYPES AND EFFECTS OF WATER POLLUTION", fairplanet, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  8. "4 Types of Water Pollution You Need to Know About", ourendangeredworld, 12/12/2021, Retrieved 29/6/2022. Edited.
  9. Massimo Zucchetti (1/1/2009), "Water Radioactive Pollution and Related Environmental Aspects", researchgate, Retrieved 29/6/2022. Edited.