ما أنواع تعرية التربة؟

تعرية التربة

تعرية أو انجراف التربة (بالإنجليزية: Soil Erosion) هي عملية تكسير التربة، وتآكلها، وتقليصها بشكل تدريجي، وهي أحد أشكال تدهور التربة، وتحدث في جميع أنواع الأراضي تقريبًا، إمّا على سطح التربة، أو الصخور، أو المواد الذائبة في أيّ مكان على سطح الأرض.^[١]

ومن العوامل الرئيسة التي تسبب فقدًا كبيرًا للتربة كل عام هي المياه المتدفقة، ومياه الأمطار، والرياح، وقد تسبب تعرية التربة خسائر في التربة السطحية، كما قد تقلل من قدرة المحاصيل على إنتاج ثمارها، وتخفض من جودة المياه السطحية، وشبكات الصرف التالفة.^[١]

أنواع تعرية التربة

هناك العديد من أنواع التعرية للتربة، منها:^[٢]

التعرية المائية

هي التعرية التي تحدث بسبب هطول مياه الأمطار، إذ تساهم الأمطار شديدة الكثافة في تعرية التربة، إذ تضرب قطرات المطر التربة المكشوفة بقوة كافية فتفتيت التربة، ثمّ يتسرب الفتات إلى داخل التربة غير المكشوفة، فتمنع الماء من التسرّب إلى التربة، وبالتالي تقلل من رطوبة التربة، مما يؤدي إلى تراكم الماء على السطح، ويزيد الجريان السطحي الذي يأخذ التربة معه. وتُعدّ التربة ذات البنية والتركيب الجيد أقل عرضة للتفتت، كما يقل تأثير قطرات المطر إذا كان سطح التربة محميًا بغطاء نباتي أو غطاء نفايات.

تعرية السطح

هي التعرية التي يتمّ من خلالها إزالة طبقة رقيقة من التربة السطحية من خلال مياه الغدير، إذ تكون منحدرات التلال معرضة بشكل أكبر لهذا النوع من التعرية، فعندما تُشكّل مياه الجريان قنوات صغيرة، فإنّها تتركز أسفل منحدر، ويُمكن أن يصل عمق هذه الحواف إلى 30 سم في تعرية الغدير (بالإنجليزية: Rill Erosion)، أمّا إذا أصبح عمق الحواف أعمق من ذلك، يُشار إليهم باسم تعرية الأخاديد (بالإنجليزية: Gully Erosion)، ويعتمد مقدار تعرية منحدر التل على كيفية استخدام الأرض، وهذا النوع من التربة لا تتمّ ملاحظته بسهولة.

تعرية الأخدود

يحدث تآكل الأخدود (بالإنجليزية: Gully Erosion) عندما يتدفق الجريان السطحي بقوة كافية لفصل وتحريك جزيئات التربة، وقد تتطور الأخاديد في المجاري المائية أو الأماكن الأخرى التي يتركز فيها الجريان السطحي، أمّا في الزراعة أو المراعي، يُمكن أن يتطور تآكل الغدير إلى تآكل الأخاديد، هذا النوع من التعرية مرئي للغاية، ويؤثر في إنتاجية التربة، ويقيد استخدام الأراضي، ويُمكن أن يلحق الضرر بالطرق، والمباني.

التعرية السمطية

التعرية السمطية (بالإنجليزية: Scalding Erosion) هي التعرية التي تحدث بفعل الرياح، والمياه، واللتين تزيلان الطبقة السطحية من التربة، وتكشفان التربة المالحة أو التربة الغنية بالصوديوم، فيتمّ إزالة جزيئات التربة الخفيفة والصغيرة أولاً -مثل الطين والطمي- تاركة وراءها الرمال الناعمة والخشنة.

أسباب تعرية التربة

هناك العديد من أسباب المسؤولة عن تعرية التربة، منها:^[١]

• نسيج التربة: إذا كان النسيج مفككًا، فهذا يعني أنّ التربة تحتوي على حُبيبات صغيرة الحجم، وبذلك فهي تتآكل بشكل أسرع.
• ميل مستوى الأرض (الانحدار): تحدث التعرية للتربة الموجودة في المنحدر الحادة بشكل أكبر من التربة الموجودة على مستوى سطح الأرض.
• شدة أو مقدار هطول الأمطار: يساهم الهطول الشديد للأمطار في تعرية التربة بشكل أكبر، ويُمكن أن يكون هذا بطيئًا قليلًا إذا كانت الأرض تحتوي على المزروعات الأشجار؛ إذ إنّ جذور النباتات تحتفظ بالتربة، وتقلل من انجرفها.
• الأنشطة البشرية: تُعدّ الممارسات الزراعية، وإزالة الغابات، وإنشاء الطرق، والتحضر، والاحترار العالمي من الأسباب الرئيسة القليلة لتآكل التربة.
• إزالة الغابات: يؤدي الاستخدام الخاطئ لموارد التربة مثل إزالة النباتات الحرجية إلى تعرية التربة بشدة، وبسبب زيادة الطلب على الأراضي، يتجه الإنسان أكثر إلى إزالة الغابات.

العوامل المؤثرة في التعرية

هناك العديد من العوامل الطبيعية التي تؤثر في التعرية، منها:^[٣]

• المناخ: يُعدّ الأكثر تأثيرًا على عملية التعرية، ويشمل: هطول الأمطار، والرياح، والتقلبات الموسمية التي يُمكن أن تؤثر في نقل الترسبات الجليدية أثناء ذوبان الجليد أو الأعاصير.
• التضاريس: تُعرَف التضاريس بأنّها المعالم السطحية للأرض، وتساهم في عملية التعرية؛ فتتآكل السهول الترابية بشكل أسرع من القنوات الصخرية، كما تتآكل الصخور الناعمة مثل الطباشير بشكل أسرع من الصخور الصلبة مثل الجرانيت.
• الغطاء النباتي: يُحدِث الغطاء النباتي تأثيرًا عكسيًا في عملية التعرية، بحيث يبطئ الغطاء النباتي من عملية التآكل؛ وذلك من خلال جذور الأشجار والنباتات التي تكون ملتصقة بجزيئات التربة، وتحدّ من انتقالها عند هطول الأمطار أو هبوب الرياح، وتُعدّ الصحارى أكثر المناطق تعرضًا لعملية التعرية؛ بسبب افتقارها للغطاء النباتي.
• النشاط التكتوني: يساهم النشاط التكتوني في تشكيل معالم سطح الأرض، فمن الأمثلة على ذلك ارتفاع جزء من القشرة الأرضية إلى ارتفاع أعلى من أجزاء أخرى، وبالتالي فإنّه يؤثر في عملية التآكل وتأثيره في تلك المنطقة.