ما هو الإعصار؟
يُعرف الإعصار (بالإنجليزيّة: Hurricane) بأنّه ظاهرة من ظواهر الطقس، والتي تصف نظام الغيوم والعواصف الرعدية الدوار والمنظّم، وغالبًا ما يظهر الإعصار في المناطق الاستوائيّة أو شبه الاستوائيّة فوق المياه، ويتّصف دورانه بكونه مُغلقًا، وبمستوى مُنخفض.[١]
من الجدير بالذكر أنّ الإعصار الذي يُطلق عليه أحيانًا اسم الإعصار المداري؛ على الرغم من ضغطه الجوّي المُنخفض، إلاّ أنّه يكون ذو رياح شديدة وأمطار غزيرة، ويكتسب طاقته من سطح البحر، ويحافظ على هذه القوّة طوال فترة بقاءه فوق المياه، فقد تبلغ سرعته حوالي 119 كم في الساعة، وقد تبلغ سرعة الرياح في أقصى درجاتها 240 كم في الساعة، وأحيانًا تتجاوز سرعة 320 كم في الساعة وتكون مصحوبة بأمطار غزيرة وقوّة مدمرة ويُطلق عليها آنذاك العواصف، بالإضافة لوصول ارتفاع سطح البحر إلى 6 أمتار أعلى من المستويات الطبيعية، والذي يُشكّل خطرًا على مناطق الساحل في كُلٍّ من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم.[٢]
ما هي أماكن وأوقات حدوث الأعاصير؟
تضرب الأعاصير غالبًا نصف الكرة الشمالي في أشهر الصيف الأخيرة من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر، بينما تضرب الأعاصير مناطق نصف الكرة الجنوبي بين شهري يناير ومارس، زتضرب الأعاصير مناطق متباعدة؛ مثل ساحل الخليج في أمريكا الشمالية، وشمال غرب أستراليا، وشرق الهند وبنغلاديش، ويختلف الاسم الذي يُطلق على الأعاصير حسب مكان حدوثها، حيث يُطلق عليها اسم تيفون (بالإنجليزيّة: Typhoon) في مناطق غرب شمال المحيط الهادئ حول الفلبين واليابان والصين، أما في مناطق غرب جنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي فيُطلق عليها اسم الأعاصير الحلزونية (بالإنجليزيّة: Tropical Cyclones).[٢]
ما هي أجزاء الإعصار؟
يُشكّل الإعصار أكثر من نقطةٍ واحدة على خريطة الطقس، كما يسير على أكثر من خط كذلك، بحيث يُمكن اعتباره نظاماً كبيراً متوزعاً على مساحةٍ واسعة، ويًمكن تقسيمه لعدّة أجزاء موضّحة على النحو الآتي:[٣]
عين الإعصار
تًعد عين الإعصار (The Eye) المركز الرئيسي للإعصار، والتي يترواح عرضها من حوالي 32 إلى 64 كيلومترًا، وتمتاز بكونها منطقة هادئة نسبيًّا، إلى جانب وضوحها وصفائها وخلوّها من السُحب، إذ يندهش الأفراد من انقشاع السحب وهدوء الرياح بالإضافة لتوقّف المطر في خضم الإعصار وبشكل مُفاجئ؛ مما يعني أنّ عين الإعصار تكون في المنطقة في ذلك الحين، ثم يتغيّ ذلك بعدها لتبدأ الرياح بالهبوب والأمطار بالتساقط مرّةً أخرى، إلا أنّها تكون بالاتجاه المُعاكس، ومن الجدير ذكره أن عين الإعصار قد تنمو أو تتقلّص تبعًا لسرعة الرياح وشدّة العاصفة.[٣]
جدار العين
يُحيط جدار العين (The Eyewall) بمنطقة عين الإعصار، كما يُعد أقوى أجزاء الإعصار، إذ يتألّف من جدار سميك من العواصف الرعدية، وتتصف الرياح الموجودة فيه بشدّتها، ومن الجدير ذكره أنّ جدار العين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعين الأعصار، إذ يؤثّر أي انكماش أو زيادة في حجم عين الإعصار بنشأة جدارين من جدار العين متحدَيّ المركز، مما يؤثّر على سرعة الرياح في الإعصار، والتي تعد مؤشراً لقياس مدى شدته.[٣]
دوامات المطر الحلزونية
تتكوّن دوامات المطر الحلزونيّة (The Spiral Rainbands) من حُزم كثيفة من العواصف الرعديّة الموجودة في داخل الإعصار، والتي تدور ببطء وباتجاه مُعاكس لحركة عقارب الساعة، فقد تمتد هذه الدوامات لعدّة كيلومترات بعيدًا عن عين الإعصار، وقد يصل عرضها لعشرات الكيلومترات، أما طولها، فقد يصل إلى حوالي 80 إلى 483 كيلو مترًا، وفي بعض الأحيان قد تتسبب السحب العالية التي تُحيط بالإعصار بحجب دومات المطر وعين الإعصار؛ مما يُصعّب عمل المُتنبّئين في مُراقبة العاصفة ومدى تطوّرها عبر صور القمر الصناعي.[٣]
كيف يتشكّل الإعصار؟
تتشكّل كافة الأعاصير بذات الطريقة، حيث تكون الأعاصير الاستوائية أو المداريّة أشبه بمحركات عملاقة تعمل بوقود الهواء الرطب الدافئ، وربمّا يكون ذلك هو السبب الكامن من تشكّلها فقط فوق مياه المُحيط الدافئة في مناطق قرب خط الاستواء، إذ يرتفع الهواء الرطب الدافئ للأعلى بالقرب من سطح البحر؛ مما يتسبب بانخفاض ضغط الهواء أدناه، وبالتالي يندفع الهواء الموجود في المناطق المحيطيّة ذات الضغط المرتفع لمنطقة الضغط المُنخفض ليصبح دافئًا ورطبًا، ويرتفع للأعلى كذلك، ومع استمرار ارتفاع الهواء الرطب والدافئ لأعلى يحل محله هواء المحيط.[٤]
مع ارتفاع الهواء الدافئ للأعلى وتعرّضه للتبريد يتجمّع الماء الموجود فيه ويُشكّل الغيوم، ومع استمرار دوران الهواء يستمر نظام الرياح بالدوران وبالنمو مع التغذية المستمرة بحرارة مياه المحيط والرطوبة المتبخرة من السطح، ومع دوران العاصفة بشكل أسرع تتشكّل عين الإعصار في مركز الإعصار ذي الضغط المنخفض، والذي يغرق فيه الهواء البارد القادم من الأعلى، حيث تدور العواصف المتشكّلة في منطقة شمال خط الاستواء عكس اتجاه عقارب الساعة، بينما تدور العواصف المتشكلة في جنوب خط الاستواء في اتجاه عقارب الساعة، ويعزى هذا الاختلاف في الدوران لدوران الأرض حول محورها.[٤]
المراجع
- ↑ "What is the difference between a hurricane and a typhoon?", oceanservic, Retrieved 23-8-2021. Edited.
- ^ أ ب "Tropical cyclone", britannica, Retrieved 23-8-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Community Hurricane Preparedness", unidata, Retrieved 25-4-2021. Edited.
- ^ أ ب "How Do Hurricanes Form?", spaceplace.nasa, Retrieved 25-8-2021. Edited.