انفصال التربة عن سطح الأرض

يُقصد بانفصال التربة عن سطح الأرض عملية التعريّة (بالإنجليزيّة: Erosion)، وهي عملية طبيعيّة تؤثر في جميع المعالم الموجودة على سطح الأرض، إذ إنّه يحصل إزالة ونقل للأجزاء السطحيّة كالتربة والحطام الصخري والموجودة على قشرة الأرض، حيث تُنقل من موقعها الأصلي إلى مواقع أخرى، وتحدث عملية التعرية عادة بفعل عوامل طبيعيّة مثل الرياح، أو المياه الجارية، أو الجليد.[١]


العوامل المؤثرة في حدوث التعريّة

هناك بعض العوامل الطبيعيّة التي تؤثر في حدوث عملية التعريّة، ومنها ما يأتي:[٢]

  • المناخ: يُعدّ المناخ القوة الأكثر تأثيرًا في حدوث التعريّة، ويشمل هطول الأمطار، والرياح، وبالإضافة إلى تقلبات الموسميّة، والتي تحدد عادة احتمالية نقل الرواسب المتجمدة أثناء ذوبان الجليد، أو هبوب النسيم، أو حدوث إعصار.
  • التضاريس: تساهم التضاريس في تحديد معالم سطح الأرض، ولذلك لها تأثير في كيفية حدوث عمليّة التعرية فيها، إذ تُعدّ السهول الفيضية الترابية أكثر عرضة للتعرية من قنوات الفيضانات الصخريّة، بالإضافة إلى أنّه ستتعرى الصخور الناعمة مثل الطباشير بسرعة أكبر من الصخور الصلبة مثل الجرانيت.
  • الغطاء النباتي: إنّ وجود الغطاء النباتي في منطقة ما قد يساهم في إبطاء حدوث عملية التعرية وتقليلها، وذلك بسبب التصاق جذور النباتات بجزيئات التربة والصخور؛ مما يمنع انتقال التربة أثناء هطول الأمطار والرياح، وبناءً على ذلك، فإنّ الصحارى التي تفتقد إلى الغطاء النباتي الكثيف تعدّ عرضة أكبر لحدوث عمليات التعريّة فيها.
  • النشاط التكتوني: تؤثر الحركة التكتونيّة في طريقة حدوث التعريّة، وبالتالي تُساهم في تشكيل التضاريس الجديدة خلال وقت طويل.
  • الأنشطة البشريّة: تعمل الأنشطة البشرية على إزالة الغطاء النباتي، أو أيّ نشاط يجعل الأرض معرضة للتعرية، بالإضافة إلى الرعي الجائر والتعدين، وعمليات البناء، وبعض الممارسات الزراعية، ومن الجدير بالذكر أنّ التعرية تؤدي إلى زيادة التلوث والترسيب في الأنهار، والتي بدروها تسدّ المعابر المائيّة، وبالتالي انخفاض عدد الكائنات الحية في تلك المناطق.[٣]


أنواع التعريّة

تنتقل التربة والمواد السطحيّة من نقطة إزالتها إلى موقع جديد بطرق وأنواع مختلفة، ومن هذه الطرق ما يأتي:[٢]

  • التعريّة الفيزيائيّة: هي عملية تغيير خصائص الصخور الفيزيائيّة دون تغيير في تركيبها الكيميائي الأساسي، مما يتسبب في جعل الصخور أصغر أو أكثر سلاسة للحركة، كما تتسبب الانهيارات الأرضيّة في إزاحة الصخور من سفوح التلال والانهيار أثناء تعثرها على المنحدر، وبالتالي تؤدي إلى حدوث تجويّة فيزيائيّة، بالإضافة إلى ذلك، يساهم نمو النبات في تكسير المواد الترابيّة عندما تنمو الجذور، وقد تكوّن شقوقًا في الصخور التي تواجهها الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ما يُعرَف بالتجويّة الحيويّة (بالإنجليزية: Bioerosion).
  • التعريّة المائيّة: إنّ الماء هو العامل الرئيس للتعريّة على الأرض، إذ تحمل مياه الأمطار، والفيضانات، والبحيرات، والمحيطات، والأمواج على الشواطئ أجزاء من التربة، والرمال، وتزيل الرواسب ببطء، وينتج منها أشكال متنوعة للتعريّة، مثل: تعرية الحواف، وتعرية الأخاديد، وتعرية الألواح.
  • التعريّة الريحيّة: إنّ الرياح عامل قوي في عملية التعرية، إذ تنقل الغبار والرمل باستمرار من مكان إلى آخر، كما تهب الرياح في المناطق الجافة بقوة هائلة؛ مما تتسبب في تآكل الصخور الناعمة ببطء، وصقل الصخور والمنحدرات.
  • التعريّة الجليديّة: يؤدي الجليد إلى تآكل الأرض، وإنشاء تضاريس جديدة في المناطق المتجمدة وعلى قمم بعض الجبال، إذ تتحرك الأنهار الجليديّة ببطء إلى أسفل التلال وعبر الأرض، وتنقل معها كل شيء في طريقها من حُبيبات الرمل الصغيرة إلى الصخور الضخمة، وبالتالي يؤدي إلى تآكل الأرض والصخور وتعريتها.


آثار عملية التعريّة

تعاني جميع أنواع التربة من التعرية، ولكن ربما تكون بعضها أكثر من غيرها، ولعملية التعرية آثار عديدة تظهر على سطح الأرض، ومنها ما يأتي:[٤]

  • الزراعة: تُزيل عملية التعرية الطبقة السطحية من التربة، والتي تُعدّ أكثر الطبقات إنتاجية؛ لامتلاكها المواد العضوية والغذائيّة، وبالتالي فقدانها سيؤدي إلى تدهور التربة وقلة إنتاجيتها، بالإضافة إلى أنّ عملية التعرية تسبب في حدوث حفر في المراعي الزراعيّة مما يجعل زراعتها تصبح مستحيلة، ومن أهم الآثار التي تظهر على الأراضي الزراعية، هي انخفاض قدرة التربة على تخزين المياه والغذاء، وفقدان المحاصيل المزروعة حديثًا، وتراكم رواسب الطمي في المناطق المنخفضة، وارتفاع معدل الجريان السطحي.
  • القنوات المائيّة: تؤثر عملية التعريّة في القنوات أو المعابر المائيّة بشكل كبير، حيث إنّها تسبب في انخفاض جودة المياه في الجداول، والأنهار، والمناطق الساحلية، بسبب تراكم الترسبات فيها.
  • البنية التحتية: يؤثر تعرض التربة للتآكل والتعرية في مشاريع البنية التحتيّة، مثل السدود والجسور، وإذا لم يتمّ ضغط التربة بشكل صحيح أثناء البناء، عندها قد تحدث فراغات هوائيّة في التربة؛ مما يؤدي إلى دخول الماء بسهولة من خلالها، وبالتالي يتسبب في حدوث تعريّة للتربة، بالإضافة إلى المشكلات التي تحدث عند بناء الطرق والمسارات والتطورات الحضريّة وأنشطة التعدين والتنقيب والتي لها تأثير كبير في التربة إذا كانت الأرض غير مناسبة للبناء فوقها، أو استخدامها، مما يجعلها أكثر عرضة لعوامل للتعريّة.


طرق للحد من حدوث عملية تعريّة التربة

إنّ عملية التعريّة من أكبر القضايا البيئيّة، والتي من المهم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل منها قدر الإمكان، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:[٣]

  • زراعة الأشجار في الأراضي القاحلة للحد من حدوث عمليات التعرية.
  • إضافة الصخور والغطاء العضوي (بالإنجليزية: Mulch) لمنع حركة النباتات والأعشاب، وزيادة قوتها في التربة.
  • استخدام جذوع الأشجار لإيقاف الماء والتربة من الانتقال بعيدًا.
  • وضع جدار في قاعدة المنحدرات لمنع التربة من الانتقال.

المراجع

  1. "Erosion", britannica, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Erosion", nationalgeographic, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Soil Erosion", byjus, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  4. "Impacts of erosion", qld, Retrieved 1/7/2021. Edited.