ما هي أعلى نقطة على القشرة القارية للأرض؟

ما هي أعلى نقطة على القشرة القارية للأرض؟

يُعدّ جبل إفرست (بالإنجليزية: Mount Everest) أعلى جبل على وجه الأرض، وبالتالي فهو أعلى نقطة على القشرة القاريّة على سطح الأرض، ويبلغ ارتفاعها حوالي 8,850 مترًا عن مستوى سطح البحر،^[١] يقع جبل إفرست ضمن سلسلة جبال الهيمالايا الواقعة على حدود نيبال والتبت، وقد قام كل من مُتسلّقي الجبال إدموند هيلاري (بالإنجليزية: Edmund Hillary)، وتينسينغ نورغاي (بالإنجليزية: Tenzing Norgay) بتسلّق القمّة لأول مرّة عام 1953م، وذلك خلال قيامهما برحلة استكشافيّة بريطانيّة، وأُطلق عليه اسم إفرست رسميًّا عام 1865م من قِبَل المساح البريطاني التابع للجمعيّة الملكيّة البريطانيّة أندرو وو (بالإنجليزية: Andrew Waugh) بعدما كان اسمها في للغة التيبيتية تشومولانغما (بالإنجليزية: Chomolangma).^[٢]\

كيفية تكونت قمة إفرست

تكونت قمة جبل إفرست نتيجة تصادم الصفيحة التكتونية الهندية مع الصفيحة التكتونية الأوراسية منذ عشرات ملايين السنين، وأدّى الاصطدام إلى رفع الجبال لمسافة تمتد إلى حوالي 2.41 كم، وهو ما يعرف باسم بجال الهيمالايا، وما يزال الاصطدام قائمًا حتى يومنا هذا، وهو ما يسبب تغيّرًا جزئيًا في ارتفاع قمة جبل إفرست، إذ إنها تتحرك حوالي 2.5 سم/عام، وبدأت جبال الهيمالايا بالتكوّن قبل 200 مليون عام، إذ انقسمت القارة العملاقة بانجيا (بالإنجليزية: Pangea) إلى أجزاء، وابتعدت الصفيحة الهندية باتجاه الشمال نحو اليابسة التي يُطلق عليها اسم آسيا في يومنا الحالي، وكانت تنطلق بسرعة 9 أمتار كل قرن، ثمّ تباطأت حركة الصفيحة الهندية، وغاصت القشرة المحيطية من الصفيحة الهندية أسفل الصفيحة الأوراسية، في منطقة الغوص (بالإنجليزية: Subduction Zone)، مما أدّى إلى كشط طبقة سميكة من الرواسب وتراكمت على شكل كومة على حافة الصفيحة الأوراسية، وهو ما كوّن سلسلة جبال الهيمالايا.^[٣][٤]

تتكون قمة جبل إفرست من العديد من الطبقات المتعاقبة مطوية فوق بعضها البعض من صخور الشيست (بالإنجليزية: Schist)، والنايس (بالإنجليزية: Gneiss) المتحولة، وتعلوها صخور الغرانيت (بالإنجليزية: Granite) النارية، والتي تعلوها الصخور الرسوبية ذات الأصل البحري. وتقع القمة وبعض الأجزاء العلوية في الغلاف الجوي، لذا تكون نسبة الأكسجين هناك الثلث مقارنة مع نسبته على سطح الأرض، وتتميز قمة جبل إفرست بأنّها مغطاة بالثلوج الصخرية الصلبة، وتعلوها طبقة من الثلوج طوال العام، وبالنسبة إلى المناخ، فتتراوح درجات الحرارة فيه خلال فصل الصيف حوالي 19° درجة مئوية، أمّا في الشتاء تصل درجة الحرارة إلى -°33 درجة مئوية، ويُمكن أن تصل إلى -60° درجة مئوية، وقد تعصف الرياح فجأة والتي قد تصل سرعتها إلى 160 كم/الساعة، مما يزيد من الجو سوءًا، أمّا بالنسبة لهطول الأمطار، فيسقط على شكل ثلج م بداية شهر أيار/مايو، وحتى أيلول/سبتمبر، لذا فهذا الطقس لا يناسب الكائنات الحية للعيش فيه، ومن المحتمل أن يسبب ما يُسمى قضمة الصقيع أو ما يُسمّى عضة البرد للإنسان (بالإنجليزية: Frostbite).^[٤]

ما هي القشرة القارية

تُعدّ القشرة القاريّة (بالإنجليزية: Continental Crust) النوع الأول من أنواع القشرة الأرضيّة، إذ تنقسم القشرة الأرضية إلى القشرة القاريّة والقشرة المحيطية، وتتكوّن بشكل أساسي من عدة أنواع من صُخور الجرانيت، وبشكل عام تتكوّن من عدة عناصر أبرزها السليكات والألومنيوم الأكثر وفرة بين جميع العناصر، وقد يصل سُمك القشرة القاريّة لحوالي 70 كم، وهي أسمك م القشرة المحيطية، وتصل كثافتها إلى حوالي 2.7 غ/سم³، وتُعدّ القشرة القاريّة القشرة الأقدم والأكبر عُمرًا من القشرة المحيطية،^[٥] ومن الجدير ذكره أنّ عُمر القشرة القاريّة يصل لحوالي 2 مليار عام، وتُغطي مساحة 40% من مساحة كوكب الأرض،^[٦] وتنشأ القشرة القاريّة في مناطق الغوص (بالإنجليزية: Subduction Zones)، وهي المناطق التي تغوص فيها الصفائح المحيطية أسفل الصفائح القاريّة، فينتج عنها تكوين أقواس بركانيّة أو أقواس الجزيرة على طول منطقة الغوص، وتتألف من مزيج من مواد القشرة القاريّة والقشرة المحيطية من حيث التكوين، والسمك، مما قد يوضّح بأنّ القارات الأولى ربّما تكوّنت نتيجة تراكم عدة أقواس من الجزر،^[٧] ومما قد يدعم ذلك الصخور التي تمّ اكتشافها في منطقة مرتفعات جاك (بالإنجليزية: Jack Hills) غرب أستراليا، والتي تُعدّ أقدم صخور مُكتشفة على الأرض، ويبلغ عمرها حوالي 4.4 مليار عام، علمًا بأنّ عمر الأرض نفسها هو 4.6 مليار عام تقريبًا.^[٥]