ما هي المقذوفات البركانية الصلبة؟
تعرف المقذوفات البُركانيّة (بالإنجليزيّة: Ejecta) بأنها كل ما يندفع من البراكين ويشمل ذلك المواد الصلبة التي تندفع منه إلى جانب غيرها من الحمم والصهارة اللزجة، حيث تزداد لزوجة الحمم البركانيّة بزيادة محتواها من السليكا، وتقل في لزوجتها كلما انخفض.[١][٢]
تُعرف المقذوفات البركانيّة الناتجة عن البركان كأجزاء الصخور باسم التفرا (بالإنجليزيّة: tephra)، وهي عبارة عن الشظايا الناتجة من انفجار البركان، حيث يُطلق على الشظايا التي يتجاوز حجمها 64 مم اسم الكتل والقنابل (بالإنجليزيّة: blocks and bombs)، والتي عادةً ما تسقط بالقرب من مصدرها، أما بما يتعلّق بالكتل الصغيرة فقد تصل لمسافات تتعدى 20 كيلومترًا حتى 80 كيلومترًا عن مصدرها، وقد تصل سرعتها لحوالي 200 متر في الثانية، أما المقذوفات التي تقل في حجمها عن ذلك فتُعرف باسم الرماد البركاني (بالإنجليزية: Ash)، وغالبًا ما تعتمد المسافة التي تقطعها المقذوفات على عدة عوامل منها ارتفاع عمود الثوران، ودرجة حرارة الهواء، واتجاه الرياح، وسرعة الرياح.[٣]
آليّة انفجار المقذوفات البركانيّة الصلبة
تندفع الماغما، أو الصخور المُنصهرة في البركان نحو الفتحة الموجودة في الأعلى التي غالبًا ما تكون مخروطيّة، ونحو أيّة فتحات أخرى، لتبدأ بالثوران والتدفّق على شكل تدفقات بركانيّة غير متفجّرة، كما قد تنطلق بشكل عنيف في الهواء على هيئة شظايا من الحمم.
تحتوي الصهارة -وهو الاسم الذي يطلق على المقذوفات البركانية قبل إطلاقها بشكلٍ عام- على بعض البلورات، بالإضافة لشظايا من الصخور غير المنصهرة، والقليل من الغازات المُذابة، وتتضمّن عدة عناصر مثل: الأكسجين، والسيليكون، والألمنيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والتيتانيوم، والمنغنيز، وعند تعرّضها للتبريد تترسب على هيئة بلورات من معادن مختلفة مكوّنةً الصخور الناريّة.[٤]
تحتوي الماغما أو الصخور المنصهرة على كميّة وفيرة من الغازات الذائبة، ومع تحرّك الماغما نحو السطح يقل الضغط فيها مؤديًا ذلك لحدوث توسّع مفاجئ و تحرر الغازات الذائبة بشكل انفجاري، أو بشكل هادئ تبعًا لطبيعة الماغما؛ حيث تتسرّب الغازات المذابة بهدوء من الماغما السائلة غير اللزجة، بينما تتحرّر الغازات الموجودة في الحمم البركانيّة السميكة شديدة اللزوجة بشكل عنيف عبر قذف كتل كبيرة من الصخور الصلبة مع الحمم، والغبار، والرماد البركاني، بسبب عدم قدرة الغازات على التحرّك بسهولة، إلى جانب الضغط الهائل الذي يزداد فيها، تماماً كالغازات الموجودة في المشروبات الغازيّة؛ فعند وضع الإبهام على غطاء الزجاجة وهزّ الزجاجة بعنف، فإنّ هذه الغازات تنفصل الغازات على هيئة فقاعات في المشروب، تنفجر نحو الخارج بمجرّد إزالة الإبهام عنها.[٤]
يجدر بالذكر هنا أنّ فصل الغازات عن الحمم يكوّن رغوة صخريّة تسمى بحجر الخفاف، والذي يمتاز بخفّة وزنة لاحتوائه على الفقاعات، مما يجعله يطفو على سطح الماء، وفي معظم الانفجارات البركانيّة تتحطّم هذه الرغوة البركانيّة بشكل متفجّر لتتحول إلى شظايا صغيرة تندفع في الهواء على هيئة رماد وغبار بركاني.[٤]
أخطار المقذوفات البركانية
تسبب المقذوفات البركانية عدة أخطار يُمكن توضيحها على النحو الآتي:[٣]
- تتسبب بإنتاج البرق في حال كانت الشظايا المقذوفة في الغلاف الجوّي تحمل شحنة كهربائية.
- تشكل المقذوفات كبيرة الحجم خطراً على حياة الأشخاص المتواجدين بالقرب من البركان.
- يتسبب الرماد المترسّب على الأرض بتعطيل الكهرباء والتلفزيون، إلى جانب تعطيل خطوط الراديو، وخطوط الاتصال الهاتفية.
- دفن وتغطية الطرق، والأبنية والهياكل.
- إشعال الحرائق.
- انسداد أنظمة الصرف الصحّي.
- دفن الطرق وغيرها من الهياكل من صنع الإنسان.
- إتلاف محرّكات الطائرات التي تطير في مجال البركان.