علاقة البراكين بتكتونية الصفائح

هناك علاقة بين البراكين (بالإنجليزية: Volcano) وتكتونية الصفائح (بالإنجليزية: tectonic Plates)، إذ تحدث البراكين على طول مناطق الغوص أو الطرح (بالإنجليزية: Subduction Zone) والتصدع على حدود الصفائح التكتونية، ولكنها لا تحدث على طول حدود الصفائح المنزلقة (التي تغوص في منطقة الغوص).[١]


إنّ معظم البراكين المرتبطة بمنطقة الغوص تكون متفجّرة، وتكّون براكين طبقية (بالإنجليزية: Stratovolcanoes) والتي ينشأ منها صخور البازلت، والداسيت، والريوليت، والأنديزيت وهو النوع السائد من الصخور، أمّا بالنسبة للبراكين المرتبطة بالصدوع فتحدث في قاع المحيطات، وينشأ عنها صخر البازلت، وبالتالي تكون براكين درعية الشكل (بالإنجليزية: Shield Volcanoes).[١]


على حدود الصفائح التكتونية، تتشكّل البراكين عندما تتحرّك إحدى الصفائح التكتونية أسفل الأخرى، وعادة ما تغوص الصفيحة المحيطية الرفيعة والثقيلة أسفل الصفيحة القارية الخفيفة والسميكة، فتنزل إلى أسفل حتى تصل إلى طبقة الستار (الوشاح)، فيتمّ ضغط المياه المحصورة في هذه الصفيحة وإخراجها من الصخور، مما يسبب ذوبان بعض الصخور.[٢]


ولأنّ الصخور المنصهرة (أو الصهارة) أقل كثافة من الصخور المحيطية، فإنّها ترتفع إلى أعلى مرة أخرى لتتجمّع في غرف الصهارة (بالإنجليزية: Magma Chambers)، مع بقائها على بعد العديد من الكيلومترات تحت سطح الأرض، وعندما تتجمّع كمية كافية من الصهارة في غرف الصهارة تصعد ثانية إلى السطح، وغالبًا ما يتسبب هذا في حدوث ثوران بركاني عنيف.[٢]


أمّا في قاع المحيطات، تحدث البراكين عند تباعد الصفائح عن بعضها البعض، فترتفع أيضًا الصهارة من الستار إلى حواف الشقوق، وعندما تبرد الحمم البركانية، فإنّها تشكل قشرة جديدة على حواف الشقوق، وتُعدّ التلال المكوّنة لأعراف منتصف المحيط (بالإنجليزية: Mid‐ocean Ridges) عبارة عن سلاسل طويلة من البراكين تحت الماء التي تحيط في الأرض.[٢]


البركان

البركان (بالإنجليزية: Volcano) هو عبارة عن فتحة في القشرة الأرضية، تخرج منها الصهارة أو الماغما (بالإنجليزية: Magma)، والتي تُسمّى اللافا (بالإنجليزية: Lava) إذا وصلت إلى سطح الأرض، كما تخرج منها الغازات الساخنة، والرماد، وشظايا الصخور إلى السطح، وقد ساهمت البراكين بشكل كبير في تشكّل الغلاف الجوي، ففي بداية تكوين الأرض بدأت الغازات الساخنة المنبثقة من البراكين مثل غاز ثاني أكسيد الكربون بالتصاعد إلى سطح الأرض لتشكل الغلاف الجوي للأرض، كما ساهمت بتشكيل المحيطات والقارات.[٣]


الصفائح التكتونية

تُعدّ نظرية الصفائح التكتونية (بالإنجليزية: Plate tectonics) نظرية متخصصة في تحليل ديناميكيات الغلاف الخارجي للأرض أو ما يُسمى بالغلاف الصخري (بالإنجليزية: Lithosphere)، إذ أحدثت هذه النظرية ثورة في علوم الأرض من حيث إيجاد مفهوم وتفسير موحد لحدوث العمليات الجيولوجية مثل البراكين، بالإضافة إلى تطوّر الأرض، وبناء القارات، والمحيطات.[٤]


وفقًا لهذه النظرية فإنّ الأرض تحتوي على طبقة خارجية صلبة تُعَرف باسم الغلاف الصخري يبلغ سمكه حوالي 100 كيلومتر، ويقع فوق الغلاف المائع (بالإنجليزية: Asthenosphere)، ويُقسم الغلاف الصخري إلى سبع صفائح كبيرة جدًا منها ما هو قاري ومنها ما هو محيطي، وبين 6-7 صفائح متوسطة الحجم، والعديد من الصفائح صغيرة الحجم، حيث تتحرك هذه الصفائح بالنسبة إلى بعضها البعض لتتسبب في حدوث الأنشطة الزلزالية والبركانية للأرض.[٤]


مخاطر حدوث البراكين

هناك العديد من العمليات البركانيّة التي تُشكّل تهديدًا للإنسان، والحيوان، والمجتمع البيئي، ومن أهم المخاطر التي تسببها البراكين:[٥]

  • تُطلق البراكين غازات بركانية تسبب خطرًا كبيرًا، كالخطر الذي يسببه تجمع غاز ثاني أكسيد الكربون والفلور في التربة، والذي يؤدي إلى تلف المحاصيل، وموت الحيوانات، وتشوهها، كما يسبب العديد من الأمراض للإنسان، أمّا غاز ثاني أكسيد الكبريت، قد يُسبب زيادة برودة الغلاف الجوي، وتغيّر المناخ.
  • يُمكن أن تتسبب الطاقة الهائلة للانفجارات البركانية في حدوث انهيارات أرضية كبيرة تتحرك بسرعة تزيد على 100كم/الساعة.
  • تنتج الانفجارات البركانية أحيانًا حممًا بركانية فتاتية -وهي مزيج من شظايا الصخور الساخنة والغازات السامة- تتحرّك كسائل بعيدًا عن مصدر البركان، وتتسبب في تحطيم، أو تكسير، أو حرق أيّ شيء في طريقها.
  • يُمكن أن ينتشر الرماد البركاني الخارج من البركان على مساحات شاسعة في السماء، مما يحوّل ضوء النهار إلى ظلام دامس، ويمنع الحركة الجوية، إذا احتوى الرماد على مستويات مركّزة من المواد السامة؛ فإنّه قد يؤثر في صحة الكائنات الحية.

المراجع

  1. ^ أ ب "Volcanoes related to plate boundaries", britannica, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Volcanoes 101", khanacademy, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  3. "Volcano", encyclopedia, 27/6/2018, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Plate tectonics", britannica, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  5. "Plate Tectonics and Volcanic Activity", nationalgeographic, Retrieved 2/8/2021. Edited.