التربة

التربة هي الوسط النّشط بيولوجيًا، إذ إنّها أحد الركائز الأساسيّة للحياة، ولها العديد من الوظائف، مثل أنّها تعمل كخزان للمياه والمغذيات، وتشارك في تدوير الكربون والعناصر الأخرى، وتساعد على ترشيح وتحطيم النفايات الضارة، ومن الجدير بالذكر أنّ التربة تتطور ببطء مع مرور الوقت، إذ إنّها تتكون من مواد عديدة، وقد تطوّرت التربة من خلال حدوث عمليات التجوية التي تسببها التأثيرات الحيوية، والمناخيّة، والجيولوجيّة.[١]


الخواص الفيزيائيّة للتربة

تتعدّد الخواص الفيزيائية للتربة، وفيما يلي تفصيل لأهمّها:


لون التربة

هناك ألوان عدّة للتربة وتتغيّر تبعًا لمحتواها الداخلي ودرجة الأكسدة، إذ تحتوي التربة جيدة التهوية على مركبات أكسيد الحديد (Fe+3) والتي بدورها تعطيها اللون البني، أو الأصفر، أو الأحمر، كما أنّه عندما يتمّ اختزال أكسيد الحديد، ويتكون المركب (Fe+2)، ويصبح المركب قابلًا للإزالة ليتغير لون التربة بين درجات اللون الرمادي، والأخضر، والأزرق.[٢]


أفق التربة

أفق التربة (بالإنجليزيّة: Soil Horizonation) وتُسمّى طبقات التربة، وهي مجموعة من الطبقات المتوازية مع سطح التربة، وتكون نتيجة العمليات والمراحل التي مرت بها التربة أثناء تكوينها، وتقسم إلى آفاق محددة، هي:[٢]

  • الأفق (O): يوجد فيه المواد العضوية، وتكون مشبعة بالماء لفترات طويلة.
  • الأفق (A): عبارة عن طبقات معدنيّة تتشكل على سطح أو أسفل أفق (O)، بالإضافة إلى أنّها تراكم المادة العضوية المرطبة المختلطة مع الجزء المعدني، أو يُمكن أن تتكون نتيجة أعمال الزراعة، والرعي، وغيرها من الأعمال المماثلة.
  • الأفق (E): عبارة عن طبقات معدنية لا تحتوي على طين السيليكات، أو الألومنيوم، أو الحديد، أو الدبال، أو مزيجًا منها.
  • الأفق (B): عبارة عن طبقات معدنية موجودة تحت أفق (A)، أو (E) أو (O) وتتكون نتيجة إزالة كبيرة من البنية الصخريّة الأصلية، وتُظهر أحد المكونات الآتية: التركيز الغريني لطين السيليكات، أو الحديد، أو الألومنيوم، أو الدبال، أو الكربونات، أو الجبس، أو السيليكا، لوحده أو قد توجد معًا، لا يوجد أيّ أثر للكربونات.
  • الأفق (C): هي طبقات معدنيّة تفتقر لخصائص الأفق الأخرى، وليست ذات محتوى صخري، وتتأثر قليلًا بعمليات تكون التربة (بالإنجليزية: Pedogenic Process).
  • الأفق (R): هي طبقات من الصخر الصلب.


نسيج التربة

يشير نسيج التربة (بالإنجليزيّة: Soil Texture) إلى نسبة فواصل التربة التي تشكل المكوّن المعدني لها، وتنقسم هذه الفواصل إلى الرمل، والطين، والطمي، وبطبيعة الحال يتكون الرمل والطمي من الكوارتز، وبعض المعادن الأخرى غير النشطة، إذ إنّّها لا تساهم في قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء أو العناصر الغذائيّة، وعلى خلاف ذلك، يُعدّ الطين الجزء النشط في التربة، إذ يمتلك بنيّة شبيهة بالصفائح مما يُمكّنه من الاحتفاظ بالماء والأيونات.[٢]


بنية التربة

تُوصف بنية التربة (بالإنجليزيّة: Soil Structure) بأنّها الطريقة التي يتمّ فيها تجميع الجزيئات المنفصلة من الطين، والطمي، والرمل، والتي يُمكن أن تتجمع بأنماط مختلفة لتعطي أشكال متنوعة، منها:[٣][٢]

  • الشكل الحُبيبي: عبارة عن جزيئات فردية من الرمل، والطمي، والطين شبه كروية الشكل، ويتراوح قطر حبيبات التربة بين 1-10 ملم، وهي من أكثر الأشكال شيوعًا، إذ تربط حبيبات التربة جذور النباتات والكائنات الحية الدقيقة والمواد العضوية بشكل حُبيبي، وهي الأكثر شيوعًا في الأفق (A).
  • الشكل الصفيحي: أو ما يُسمى بالمسطّح وينتج بفعل الضغط وتكون على شكل ألواح أو صفائح مكدسة أفقيًا فوق بعضها البعض، ويوجد في الآفاق (A) وهو الأكثر شيوعًا، و(B)، و(C).
  • الشكل الكُتلي: ويكون تقريبًا على شكل مكعب، ويتراوح حجمها عادة بين 5-50 ملم، وتتشكل عادة عن طريق التمدد، والتقلص المتكرر لمعادن الطين، وتوجد في الأفق (B).
  • الشكل الموشوري: يتميز بكتلته الكبيرة والتي تتشكل على شكل أعمدة عمودية مفصولة بشقوق عمدوية مصغرة، وتتراوح الأحجام بين 10-100 ملم، وينتشر عادة في الفراجيبان (بالإنجليزية: Fragipans).


ثبات التربة

يُعدّ ثبات التربة (بالإنجليزيّة: Soil Consistency) هو القوة التي ترتبط بها مواد التربة معًا، بالإضافة إلى مقاومتها للتشوه، والتمزق، ويعتمد ثبات التربة على وصف محتوى الرطوبة في داخلها، إذ إنّ هناك تربة رطبة تكون لزجة وقابلة للتشكيل، وتربة جافة تتكسر إلى مسحوق وحبيبات فردية بمجرد تعرضها لضغط طفيف، ويُمكن قياسها من خلال الضغط عليها بالأصابع.[٢][٤]


الكثافة الظاهريّة

تُعرّف الكثافة الظاهريّة (بالإنجليزيّة: Bulk Density) بأنّها نسبة وزن التربة إلى حجمها، إذ يتمّ التعبير عنها كوحدة للوزن بالنسبة للحجم، وتُعدّ الكثافة الظاهريّة مؤشرًا على مقدار مساحة المسام المتاحة داخل التربة، بالإضافة إلى أنّها ترتبط بكثافة الجسيمات لمواد التربة المعدنية والتربة العضوية، إذ يساوي متوسط كثافة الجسيمات لمحتوى التربة المعدنية حوالي 2.65غ/سم3، وهو ما يُقارب كثافة الكوارتز، في حين تبلغ كثافة محتوى التربة العضوية ما يُقارب 1.25غ/سم3، وبذلك فإنّ وزن محتوى التربة العضوية أقل من محتوى التربة المعدنية، وبالتالي فإنّها ستقلل من كثافة التربة المعدنية بعد إضافتها.[٢]


طرق الحفاظ على التربة

هناك عدّة طرق للمحافظة على التربة، وذلك لأهميتها في جميع جوانب الحياة، ومن هذه الطرق ما يأتي:[٥]

  • متابعة صحة التربة بشكل دوري.
  • زراعة النباتات كمصدات للرياح.
  • زراعة الكثير من الأشجار في الأراضي الزراعيّة.
  • تحفيز تكاثر الكائنات الحيّة في داخل التربة.
  • تجنب الضغط على التربة من قِبل الماشية والآلات.
  • القيام بزيادة كمية المخلفات النباتيّة والحيوانيّة الموجودة في الحقول.
  • تغطية التربة النامية بالغطاء العضوي لمنع انجراف التربة، والحفاظ على المواد الغذائية أو الرطوبة في التربة.
  • حفر قنوات الصرف لتوجيه جريان مياه الأمطار، وبالتالي ضمان رطوبة التربة.
  • حراثة التربة بالطرق الحديثة.
  • إدخال ديدان الأرض في التربة المتضررة.
  • تعديل التربة بإضافة العناصر الغذائية المهمة لها لزيادة خصوبتها.

المراجع

  1. "soil", britannica, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Soil Physical and Chemical Properties", nrcs.usda, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  3. "SOIL STRUCTURE", fao, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  4. consistency is the strength with which soil,as both stickiness and plasticity, as defined below. " SOIL CONSISTENCY", fao, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  5. "How to Conserve Soil", wikihow, Retrieved 27/6/2021. Edited.