العوامل المتحكمة في نقل الرواسب

العوامل المتحكمة في نقل الرواسب

يُعرف نقل الرواسب (بالإنجليزية: Sediment transport) على أنه عملية حمل، وتحريك الرواسب المختلفة من مكان تكونها إلى مكان آخر، بواسطة المياه الجارية، أو الرياح،^[١] أما الرواسب (بالإنجليزية: Sediment) فهي المادة الصلبة المُكونة من الصخور، والمعادن، مضافًا إليها بقايا النباتات، والحيوانات المختلفة والتي تنتقل من مكان إلى آخر لتترسب فيه،^[٢] وبشكل عام تعتمد عملية نقل الرواسب على العديد من العوامل التي تتحكم بها، ومنها:^[٣]

تدفق المياه

يعتبر تدفق المياه أو ما يسمى بتصريف المياه (بالإنجليزية: Water Flow) العامل الأكثر أهمية وتأثيرًا في نقل الرواسب؛ حيث يتحكم في كمية وأحجام الرواسب المنقولة، حيث لا يمكن للرواسب من دون وجود المياه المتدفقة الحركة، والتنقل، وقد تستقر وتترسب في حالة توقف المياه عن الحركة، أو تحركها بسرعة بطيئة، حيث يعتمد تأثير تدفق المياه على العديد من العوامل منها:

• معدل استقرار المياه: كلما زاد معدل استقرار مياه المجرى المائي قل معدل نقل الرواسب (علاقة عكسية).
• جهد القص للحواف: وهو يعبر عن مقدار القوة المطلوبة حتى يتمكن الماء المتدفق من البدء في نقل الرواسب.
• حجم الرواسب: يتطلب حجم الرواسب الكبيرة سرعة عالية للمياه المتدفقة؛ لتتمكن من حمل تلك الرواسب، ونقلها وعلى العكس من ذلك فإن الرواسب ذات الأحجام الصغيرة يمكن نقلها بواسطة سرعة أقل للماء المتدفق من تلك المطلوبة لنقل الأحجام الأكبر من الرواسب.
• شكل القناة وطوبوغرافيتها: حيث يتحكم شكل القناة من حيث الطول، والعرض، والعمق في كمية الماء المتدفق والذي بدوره يتحكم في كمية الرواسب التي يمكن نقلها، كما تؤثر الطبيعة الطوبوغرافية للقناة في نقل الرواسب فكلما كانت أكثر تعرجًا، وخشونةً كانت ذات كفاءة أقل في نقل الرواسب؛ بسبب كثرة العوائق التي يمكن أن تتعرض لها الرواسب أثناء عملية النقل.

الطقس ومنسوب المياه

اعتمادًا على ما تم ذكره سابقًا فإن المياه المتدفقة هي الوسط الرئيسي لنقل الرواسب، حيث تتأثر المياه المتدفقة، وسرعتها، وكميتها بالعديد من العوامل ومنها منسوب المياه الذي يعتمد بصورة مباشرة على كمية الأمطار، والحالة الجوية، وذوبان الجليد؛ فكلما زاد معدل الهطول المطري، أو معدل ذوبان الجليد ارتفع منسوب المياه الذي بدوره يزيد من نقل الرواسب من حيث الكمية، والحجم، والمسافات المقطوعة.

التأثير البشري

يتمثل التأثير البشري على عملية النقل في عملية إنشاء السدود، وقطع الأشجار لاستخدام الأراضي للبناء، أو للأنشطة الحضرية الأُخرى، حيث يؤدي إنشاء السدود إلى احتجاز الماء، وتقييد حركته مما يؤدي إلى استقرار الرواسب، وقلة حركتها نتيجة للحركة شبه المعدومة للمياه، ومن جانب آخر فإن إزالة هذه السدود، أو انهيارها يؤدي إلى تدفق كميات كبيرة من المياه، وبسرعة عالية؛ تؤدي إلى تفكيك، وحمل كميات كبيرة من الرواسب بأحجام مختلفة، ونقلها إلى مسافات طويلة، كما أن النشاطات الحضرية التي تتضمن إزالة الغطاء النباتي لاستخدام الأراضي في البناء يؤدي إلى تعرض الطبقة العلوية من التربة، والصخور لمعدل تجوية، وتعرية أكبر؛ بسبب عدم وجود عوائق أمام المياه الهاطلة، أو المتدفقة الأمر الذي يؤدي إلى زيادة كميات الرواسب المنقولة.