البيئة الساحليّة
تسمى تلك المناطق التي يلتقي فيها الماء مع الأرض عند حدود البحار، والمحيطات، والأنهار بالبيئة الساحليّة (بالإنجليزيّة: Coastal Ecosystems)، وهو تجمّع للعديد من الكائنات الحيّة المتنوعة بسبب البيئة الرطبة الموجودة على الساحل، بالإضافة إلى توفيرها الموارد والمناطق السكنيّة، وتتميز النظم البيئيّة الساحليّة بمعالم أرضيّة مميزة، مثل: المنحدرات، والشواطئ، والشعاب المرجانية، وتُعدّ الأنظمة البيئية الساحلية قليلة الاستقرار والتوازن؛ بسبب تأثُّرها بتغيّرات واضطرابات المناخ مستمرة الحدوث في مناطق الساحل؛ ممّا يؤدي إلى إلحاق ضرر شديد في المجتمعات الساحليّة، ومن الجدير بالذكر أنّه تختلف نوع المياه من نظام بيئي ساحلي لآخر فهناك مياه بحرية، ومياه عذبة، ومياه قليلة الملوحة.[١][٢]
العوامل المؤثرة على البيئة الساحليّة
إنّ البيئة الساحليّة غير مستقرة، إذ إنّها تتغيّر وتتأثر بالعوامل الخارجيّة، ومن أهم هذه العوامل ما يأتي:[٣]
- الأمواج: يتمّ تشكيل الأمواج بسبب هبوب الرياح التي تمر فوق البحر، وتعدّ من أهم القوى الموجودة على السواحل الرّملية والتي تنقل الرمال داخل وخارج الساحل، ففي فصل الشتاء تكون حركة الأمواج أقوى مقارنة في فصل الصيف، وتؤدي حركة الأمواج إلى حمل الرمال من الشاطئ وترسيبها على الحواجز الرمليّة البحرية.
- التيارات المائيّة: تنتج التيارات الساحليّة من الرياح، أو المد والجزر، أو الأمواج، أو تدفقات الأنهار، إذ إنّها تحمل كميّة كبيرة من الرمال الموجودة على الشاطئ، وتغير شكلها، وحدة تضاريسها، وأيضًا تنشأ التيارات الشاطئيّة الطويلة من الأمواج التي تأتي بزاوية مائلة قليلًا وتُحرك الرمال على طول الشاطئ بشكل قطري، والتي قد تسبب في حركة للرمال والتيارات في اتجاه واحد، ثمّ تراكم الرمال فوق بعضها لتكوّن حواجز للمياه عند مصبات الأنهار.
- المدّ والجزر: يمتلك المدّ والجزر دور غير مباشر في نقل الرمال وتغيير شكل المناطق الساحليّة، إذ إنّه يؤدي إلى حدوث تيارات المد والجزر التي تنقل الرمال، بالإضافة إلى امتلاكه دورًا في غمر المناطق المنخفضة بشكل منتظم عند مصبات الأنهار، ونتيجة لذلك يحصل تعزيز للمستنقعات المالحة والأراضي الرطبة؛ مما تجعلهما بيئتان مناسبتان لحضانة الأسماك، وعلاوة على ذلك تحدث ظاهرة المدّ والجزر حسب الشهر القمري كل 14 يومًا تقريبًا.
- العواصف: تُنتِج العواصف طاقة عالية وموجات شديدة الارتفاع والتي قد تؤدي إلى تآكل الشواطئ، إذ تعمل العواصف على تغيير أنظمة الشواطئ والكثبان الرّملية في فترة قصيرة جدًا وتستغرق آثارها عدة أعوام لاستعادة الكثبان الرّملية لشكلها الأصلي ثانية، ومن الممكن أن تنقل العواصف الشديدة 90% من كمية الرمال الموجودة على الشاطئ في فترة ما يُقارب أسبوعين فقط، وبطبيعة الحال فقد تحدث عاصفة شديدة كل 20 عامًا تقريبًا.
- الرياح: تُعدّ الرياح أهمّ العوامل المؤديّة إلى تشكيل الكثبان الرّملية، إذ تلتقط الرّياح حبيبات الرّمل التي ترسبها الأمواج وتسقطها عندما تواجه عائقًا سواءً أكان نباتات أم غيرها، وعند سقوط حبيبات الرمل تصبح محاصرة؛ مما يؤدي إلى حدوث الكثبان الرّملية، ومن الجدير بالذكر أنّه من الممكن أن تعمل الرياح على تآكل الكثبان الرمليّة، وهذا عندما يزول العائق، وبالتالي تقوم الرياح بنقل الرمال إلى مكان آخر.
- تآكل الساحل وانحساره: ويحدث عن طريق حركة الأمواج، أو تيارات الأمواج، أو تيارات المدّ والجزر، أو الرياح، فتزيل رواسب الشاطئ والكثبان الرمليّة بعيدًا، وعليه فإنّه يؤدي التآكل إلى خسائر طويلة الأمد في الرواسب والصخور، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه الانحسار الساحلي هو عملية تآكل مستمرة مع عدم تجديد الرواسب، وتؤدي إلى تراجع الخط الساحلي نحو اليابسة، وبالتالي كلما زاد ارتفاع مستوى سطح البحر سيزيد معدل تآكل السواحل؛ مما يعني الانحسار ساحلي في المنطقة الساحلية.
- معدّل الترسيب: بمعنى أنّه يكون هناك توازن بين الرواسب المضافة والمنقولة من النظام الساحلي، فعندما تكون الرواسب المضافة أكثر يصبح هناك فائض من الرواسب ويزداد الشاطئ باتجاه البحر، وفي المقابل تحدث عمليات التعرية عندما تكون الرواسب المتحركة أكثر من تلك المضافة.
خصائص النظام البيئي الساحلي
يتميز النظام البيئي الساحليّ بأنّه شديد التنوع البيولوجي، والتي يعتمد تنوعها على تغيّر التضاريس الساحليّة والمناخ، وهناك العديد من الكائنات التي تفضل المناطق الساحليّة؛ وذلك لتوفر إمدادات غذائيّة مستدامة لها، بالإضافة إلى أنّها محمية من مخاطر أعماق المحيط، ويوفر ضوء الشمس كل ما تحتاجه، ومن هذه الكائنات: الأسماك، والسلاحف، والطيور المهاجرة، وغيرها، ولكن في الحقيقة تتعرض الكائنات الحيّة التي تعيش في المجتمعات الساحليّة للكثير من الاضطرابات والتي يكون سببها الكوارث الطبيعيّة أو بفعل النشاطات البشريّة، ومن الجدير الذكر بأنّ المناطق الساحليّة توفر بيئة للعديد من الأنشطة البشرية، مثل: صيد الأسماك، والزراعة، والترفيه، والسياحة، كما أنّها تُعدّ موطنًا للكثير من الأشخاص.[٢]
تصنيف البيئة الساحليّة
تصنّف البيئات الساحليّة بناءً على خصائصها الفيزيائيّة إلى أربعة أقسام أساسية، وهي:[٤]
- نطاق البحر المفتوح: ومن أهم الأمثلة على نطاق الحر المفتوح (بالإنجليزية: Pelagic Zone): مزارع الأسماك، والتي تتضمن مناطق الكائنات الحية الطائفة، ومناطق تكاثر أسماك الرنجة البحرية، والعوالق، بالإضافة إلى البحر المفتوح فوق الجرف القاري.
- نطاق القاع: ومن أمثلة على نطاق القاع (بالإنجليزية: Benthic Zone)، مروج الأعشاب البحرية، والنجيل البحري، والشعاب المرجانية، وبيئة قاع البحر فوق منطقة الجرف القاري.
- النطاق الوحلي: ومن الأمثلة على نطاق البحر الوحلي (بالإنجليزية: Intertidal Zone): مصبات الأنهار، والبحيرات الشاطئيّة (اللاجون)، والأراضي الساحليّة، والمستنقعات المالحة، والدلتا، والسهول الطينيّة، والموانئ، والمراسي، وغيرها.
- النطاق الساحلي: ويكون النطاق الساحلي (بالإنجليزية: Near-shore Terrestrial Zone) بالقرب من الشاطئ، مثل: الجروف البحرية، والكثبان الرملية، والشواطئ الرملية، والصخرية، والمناطق الطبيعية الزراعية.
المراجع
- ↑ "Coastal Ecosystems", encyclopedia, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ^ أ ب By Emily Neal, "Coastal Ecosystem Facts", sciencing, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ↑ "Coast Physical Factors", dpipwe.tas, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ↑ "Coastal Ecosystems", wri, Retrieved 25/6/2021. Edited.