غالبًا ما يستخدم مصطلح التحول الذي يعتبر مصطلحاً واسع الانتشار للإشارة إلى التغيّر من شيء إلى آخر، وكذلك الحال بالنسبة للصخور المتحوّلة، فعلى الرغم من أن الصخور قد تبدو مادة ثابتة، إلا أن الصخور النارية والرسوبية قد تتحوّل إلى نوع جديد من الصخور بفعل الضغط والحرارة وبمرور الوقت، ليُطلق على الصخور الجديدة الناتجة من عملية التحوّل تلك اسم الصخور المتحولة (بالإنجليزية: Metamorphic Rocks).[١]

كيفية تكوّن الصخور المتحولة

هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الصخور في الطبيعة هي: الصخور الرسوبية، والنارية، والمتحولة، وهي تختلف عن بعضها البعض من ناحية المنشأ؛ فالصخور الرسوبية كانت في الأصل عبارة عن رواسب تم ضغطها تحت ضغط عالٍ جداً، أما الصخور النارية فتشكّلت نتيجة تبريد وتصلّب الماغما السائلة أو الحمم البركانية، أما الصخور المتحولة فمنشؤها هو صخرة، إما رسوبية أو نارية، أو حتى نوعًا آخر من الصخور المتحولة، وبسبب الظروف المختلفة على الأرض، تحوّلت هذه الصخور إلى نوع جديد من الصخور المتحولة.[١]


يتطلب تحول الصخور بأنواعها المختلفة إلى صخور متحولة وجود ظروف معينة مثل: تعرض الصخور الموجودة إلى حرارة عالية، أو ضغط مرتفع، أو لسائل ساخن غني بالمعادن، وغالبًا ما تتواجد هذه الظروف إما في عمق القشرة الأرضية، أو عند حدود الصفائح الأرضية حيث تصطدم الصفائح التكتونية، ومن الشروط الضرورية أيضاً لتكوّن الصخور المتحولة هو أن تظل الصخور الموجودة صلبة ولا تذوب؛ حيث يؤدي وجود الكثير من الحرارة أو الضغط إلى ذوبانها وتحولها إلى صهارة، وبالتالي تكوين الصخور النارية بدلاً من الصخور المتحولة.[١]


ينتج عن عملية التحوّل تحوّل الصخور النارية أو الرسوبية إلى صخور أكثر كثافة وصلابة؛ إذ يتم خلال هذه العملية إنشاء معادن جديدة إما بإعادة ترتيب المكونات المعدنية في الصخور الأم، أو من خلال التفاعلات مع السوائل الداخلة إلى الصخور، كما يمكن للضغط أو درجة الحرارة المرتفعة تغيير الصخور المتحولة سابقًا إلى أنواع جديدة من الصخور المتحولة، وغالبًا ما تتعرض الصخور المتحولة إلى ظروف قاسية تؤدي إلى سحقها، وتلطخها، وطيّها، وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تسخن لدرجة تؤدي إلى ذوبانها لتصبح صخورًا نارية.[٢]


تتشكل الصخور المتحولة عادة في عمق قشرة الأرض، إلا أنها غالبًا ما تظهر مكشوفة على السطح، وذلك يحدث بسبب ظاهرة الرفع الجيولوجي وتآكل الصخور والتربة فوقها، وأثناء وجودها على السطح قد تتعرض لعمليات تجوية وقد تتحلل إلى رواسب، لتكوّن صخور رسوبية إذا تعرّضت لضغط وحرارة شديدين، وبالتالي بدء دورة صخرية من جديد.[١]


أنواع الصخور المتحولة وبعض الأمثلة عليها

تنقسم الصخور المتحولة إلى نوعين أساسيين هما:[٣][٤]

  • الصخور المتحولة المتورقة (بالإنجليزية: Foliated metamorphic rocks): تظهر على شكل طبقات، تنتج عن التعرّض للحرارة والضغط المباشر، فعندما يؤثر الضغط على الصخور الأم أثناء إعادة تبلورها، فإنه يسبب ترقق المعادن الموجودة داخل الصخر، لتظهر على شكل صفائح تعكس اتجاه الضغط المؤثر عليها، ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من الصخور: النيس، والفيليت، والشيست، والأردواز.
  • الصخور المتحولة غير المتورقة (بالإنجليزية: Non-foliated metamorphic rocks) لا تظهر على شكل طبقات، ومن أشهر الأمثلة عليها: صخر الهورنفلس، والرخام، والنّوفاكوليت، والكوارتزيت، وقد تنتج هذه الصخور بطرق عدة منها التحول التماسي (بالإنجليزية: Contact Metamorphism) الذي يحدث نتيجة تسلل الصخور النارية إلى بعض الصخور الأخرى مسببة تحوّلها بسبب الحرارة وتغير تركيبها المعدني، دون الحاجة إلى التأثير عليها بضغط خارجي أيضاً.[٢]


من الأمثلة على عملية تحوّل الصخور النارية إلى صخور متحولة هو تحوّل الجرانيت الذي يعتبر صخراً نارياً يتشكل نتيجة برودة الماغما ببطء نسبيًا تحت سطح الأرض، وعندما يتعرض الجرانيت للحرارة والضغط الشديدين، فإنه يتحول إلى صخور النايس (بالإنجليزية: Gneiss) المتحولة، ومن الصخور المتحولة أيضاً صخرة الأردواز (بالإنجليزية: Slate) المتحولة من الصخر الزيتي، والرخام المتحول من الحجر الجيري الرسوبي.[١]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Metamorphic Rocks", www.nationalgeographic.org, Retrieved 7-4-2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What are metamorphic rocks?", www.usgs.gov, Retrieved 7-4-2021. Edited.
  3. "Pictures of Metamorphic Rocks", geology.com, Retrieved 7-4-2021. Edited.
  4. "Metamorphic Rocks", www.nps.gov, Retrieved 7-4-2021. Edited.