تلوث المحيطات

تتعرض المحيطات سنويًا إلى دخول مليارات الأرطال من القمامة والنفايات والملوثات العديدة المختلفة إليها، والتي يغرق بعضها في قيعان المحيطات، بينما يتم جرف البعض الآخر منها إلى الشواطئ بواسطة أمواج المد والجز للتراكم هناك مسببة تلوثها، وبعضها الآخر تأكله الحيوانات البحرية التي تعتقد أنه نوع من الطعام!، وبعضها يتراكم في دوامات المحيط الكبيرة.[١][٢][٣]




وفقًا لحماية المحيطات؛ يذهب ثمانية ملايين طن متري من البلاستيك المستخدم على الأرض إلى المحيطات كل عام.




مظاهر تلوث المحيطات

فيما يأتي ذكر لأبرز مظاهر تلوث المحيطات المختلفة حول العالم:[١][٢][٣]

  • انسكاب النفط من ناقلات النفط التي تنتقل من مكانٍ إلى آخر عبر البحار والمحيطات.
  • تراكم القمامة الناتجة عن الأنشطة البشرية المختلفة مثل علب المنظفات البلاستيكية، والصناديق، والعوامات، والحبال، والأمشاط، وزجاجات المياه، والأكياس البلاستكية، ومعدات الصيد المهملة والسفن المهجورة، وغيرها العديد؛ ودخولها إلى المحيطات على شكل مواد ملوثة.
  • تراكم الأسمدة ودخولها في المحيطات على شكل مواد ملوثة.




معظم التلوث الذي يحدث في المحيطات يبدأ على اليابسة، وينتج عن الأنشطة البشرية.




مصادر وأسباب تلوث المحيطات

فيما يأتي ذكر لأبرز مصادر الملوثات التي تدخل المحيطات بكميات هائلة سنويًا:[١][٢]

  • الأنشطة البشرية المختلفة على طول السواحل الخاصة بالمحيطات؛ وتجدر الإشارة إلى أن الأنشطة البشرية هي المصدر الرئيسي لأغلب ملوثات المحيطات.
  • الجريان السطحي للمياه، والذي يحدث عندما ينقل المطر أو الثلج الملوثات من الأرض إلى المحيط، حيث تجري المياه، وتنقل معها العديد من أنواع الملوثات الناشئة عن مصادر مختلفة، على سبيل المثال، بعد عاصفة ممطرة، تتدفق المياه من الطرق إلى المحيطات، وتأخذ معها باقي المواد النفطية المتسربة من السيارات على الأرض.
  • خزانات الصرف الصحي، والمركبات، والمزارع، ومزارع الماشية، ومناطق حصاد الأخشاب.
  • ناقلات النفط، حيث تعد السفن الناقلة للنفط من العوامل الرئيسية التي تساهم في تلوث المحيطات، وخاصة عند حدوث انسكابات للنفط الخام، والذي يتراكم في المحيطات لسنوات ويصعب تنظيفه.
  • ناقلات المواد الكيميائية المختلفة.
  • المصانع؛ حيث تطلق العديد من المصانع في بعض مناطق العالم نفاياتها السامة في المحيط، بما في ذلك الزئبق.
  • عمليات التعدين التي تحدث في أعماق البحار والمحيطات؛ مثل التنقيب عن مواد مثل الكوبالت، والزنك، والفضة، والذهب، والنحاس، مما يؤدي إلى ترسب المركبات الكيميائية الضارة الناتجة عن هذه العمليات في أعماق المحيطات.
  • أنظمة معالجة المياه التالفة.


أثار تلوث المحيطات

ينتج العديد من الآثار السلبية عن تلوث المحيطات، ومن أبرزها ما يأتي:[٢][٣]


إلحاق الأذى بالكائنات الحية التي تعيش في المحيطات

يترك تلوث المحيطات آثارًا سلبية عديدة على الكائنات الحية التي تعيش فيها، حيث تتناول بعض الكائنات الحية أنواع مختلفة من النفايات الصلبة الغارقة في المحيطات مثل الأكياس البلاستكية والحطام البحري ظنًا منها أنها طعام، ما يؤدي إلى اختناقها أو إصابتها بالعديد من الأمراض، بالإضافة إلى أن تسرب النفط في المحيطات يؤدي إلى احتراق خياشيم الكائنات الحية، ووصوله إلى أجنحة الطيور المائية؛ مما يجعلها تلتصق ببعضها، وتعجز عن الطيران، وغير ذلك العديد.


نضوب الأكسجين في مياه المحيطات

نظرًا لأن الحطام والملوثات الزائدة المختلفة الموجودة في المحيطات تتحلل ببطء شديد على مدى سنوات عديدة، فإنها تستخدم الأكسجين المذاب في الماء لإتمام هذه العملية، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين في المحيطات، وهذا بدوره يؤدي إلى موت العديد من الكائنات الحية التي تعيش فيها مثل البطاريق، والدلافين والحيتان، وأسماك القرش، وغيرها.


تؤدي زيادة تراكيز عنصري النيتروجين والفوسفور في مياه المحيطات أيضًا إلى استنفاد الأكسجين، وعندما يحدث قدر كبير من نضوب الأكسجين في منطقة معينة من المحيط، يمكن أن تصبح منطقة ميتة؛ أي أنها تخلو من أي نوعٍ من أنواع الكائنات الحية، وذلك لأنها خالية من الأكسجين اللازم لتنفسها وبقائها على قيد الحياة.


التأثير السلبي على صحة الإنسان

تصل الملوثات والمواد الكيميائية الضارة المتراكمة في المحيطات إلى أجسام الكائنات الحية المائية التي تعيش فيها، وتتراكم في أجسامها، وعندما يصطاد البشر هذه الكائنات الحية، ويتناولونها كمصادر غذائية بحرية؛ تصل السموم إلى أجسامهم، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية طويلة الأمد لديهم، بالإضافة إلى زيادة احتمالية إصابتهم بمرض السرطان، والتشوهات الخلقية المختلفة.


نشوء رُقَع النفايات في المحيطات

ينتج عن تراكم القامة والنفايات في المحيطات ظهور ما يعرف باسم بُقَع القمامة أو رُقَع النفايات (بالإنجليزية: Garbage patches)، وهي عبارة مساحات كبيرة من المحيط تتجمع فيها القمامة ومعدات الصيد وغيرها من الحطام البحري، مما يجعل الكثير من الناس يعتقدون أنها جزر من القمامة؛ يمكن رؤيتها من بعيد، وتجدر الإشارة إلى أن هذه البقع تتشكل بواسطة تيارات محيطية كبيرة دائرية تسمى الدوامات؛ وهي تسحب الحطام إلى مكان واحد، وغالبًا ما يكون مركز الحركة الدورانية لها، ويوجد خمسة دومات في العالم؛ وهي موزعة كالآتي:[١]

  • واحدة في المحيط الهندي.
  • اثنتان في المحيط الأطلسي.
  • اثنتان في المحيط الهادئ.


طرق الحد من تلوث المحيطات

سواء كان البشر يعيشون بالقرب من السواحل، أو في المناطق الداخلية البعيدة عنها، فهم يعدون جزءاً من مشكلة تلوث المحيطات وجزءًا من حلها أيضًا، وذلك من خلال نشر التوعية والتعرف على الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها لمنع حدوث المزيد من التلوث بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، وفيما يأتي ذكر لبعض طرق الحد من تلوث المحيطات:[٢]

  • تقليل استخدام الأسمدة الكيماوية؛ واستبدالها بالأسمدة العضوية.
  • استخدام الزجاجات والأواني القابلة لإعادة الاستخدام؛ بدلًا من تلك التي تستخدم لمرة واحدة فقط.
  • تنظيف الشواطئ لتقليل كميات النفايات التي تدخل إلى المحيطات.
  • التخلص من البلاستيك والقمامة والنفايات الصلبة المختلفة بشكل صحيح؛ لمنع وصولها إلى المحيطات وتراكمها فيها في نهاية المطاف.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Ocean pollution and marine debris", noaa, Retrieved 12/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Ocean Pollution: Causes, Effects and Prevention", texasdisposal, Retrieved 12/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Ocean pollution", oecd, Retrieved 12/12/2022. Edited.