شرح المقصود ببركان انفجاري

تعريف البركان الانفجاري

يُعرَّف البركان الانفجاري (بالإنجليزية: Explosive Volcanic) بأنه البركان الذي يحدث فيه ثورانٌ بركاني يؤدي إلى خروج الصهارة على شكل شظايا تتطاير في الهواء نتيجة لقوة اندفاع المادة البركانية الخارجة من فوهة البركان، على عكس أنواع البراكين الأخرى التي تخرج فيها الصهارة على شكل انسيابات بركانية تتدفق بصورة هادئة؛ وتُسمى البراكين في هذه الحالة بالبراكين الانصبابيّة أو الانسيابية، وتُسمى البراكين الانفجارية أيضًا بالبراكين الرمادية (بالإنجليزية: Gray Volcanoes) وذلك نسبةً إلى السُحب الناتجة من هذا النوع من البراكين، والتي تكون باللون الرمادي.^[١]

سبب حدوث البركان الانفجاري

يحدث البركان الانفجاري بصورةٍ أساسية نتيجةً لوجود الصهارة عالية اللزوجة وقليلة الحرارة نسبيًا، حيث تؤدي اللزوجة العالية في الصهارة إلى صعوبة كبيرة في خروج الغازات منها مما يسبب تراكمها داخل المادة البركانية؛ الأمر الذي يؤدي إلى تشكّل ضغط كبير داخل الصهارة يخرج دفعة واحدة مُحدثًا اندفاعًا قويًّا للمادة البركانيّة يصاحبه انتشارٌ كبيرٌ للشظايا الصلبة والدخان.^[٢]

أشهر البراكين الانفجارية في تاريخ الأرض

يوجد العديد من الأمثلة التي توضح مدى قوة وخطورة البراكين الانفجارية التي حدثت على مر التاريخ، ومنها ما يأتي:^[٣]

• بركان ديكان ترابس - ديكان بلاتو (بالإنجليزية: Deccan Traps – Deccan Plateau): وهو بركان حدث في الهند منذ حوالي 60 مليون سنة تضمن سلسلة من الانفجارات البركانية الهائلة التي أدّت إلى تكوّن طبقات من الحمم البركانيّة في منطقة ديكان بلاتو لتُكوّن ما يُسمى حاليًّا بالهند، ويُعتقد بأن هذا النشاط البركان كان سببًا في انقراض الديناصورات قبل 63 مليون سنة.
• بركان يلوستون - الولايات المتحدة: هو نشاط بركاني انفجاري حدث قبل حوالي 640 ألف سنة، وحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية فإن اندلاع هذا البركان أدى إلى تطاير 1000 كيلومتر مكعب من المواد الصلبة في الهواء، وتعرف هذه المنطقة حاليًّا باسم منتزه يلوستون الوطني، الذي يتميز بوجود المياه الساخنة التي تتدفق تحت السطح فيه، والتي يُعتقد أن سببها وجود الحمم البركانية تحت هذا المنتزه، ويُعتقد أن هذا النشاط يتجدد كل 600 ألف سنة.
• بركان جبل فيزوف: حدث هذا البركان في الإمبراطورية الرومانية إيطاليا حاليًا في عام 79 الميلادي، أدى هذا النشاط إلى طمر مدينتي بومبي وهيركولانيوم بالصخور والغبار، الأمر الذي أدى إلى وفاة الآلاف من البشر، ومن الجدير بالذكر أن هذا البركان متجدد النشاط حتى يومنا هذا ويُعتبر أخطر بركان موجود حاليًا.

أماكن حدوث معظم البراكين

لا تتوزع البراكين بشكلٍ عشوائي على سطح الأرض، وتحدث في مواقع معيّنة وتحت ظروفٍ خاصة؛ إذ تتكون الأرض من العديد من الألواح التي تُسمّى الصفائح التكتونيّة، والتي تتحرك فوق طبقة من الصخور اللينة والساخنة، ومن الأماكن التي تحدث فيها البراكين بشكلٍ شائع:^[٤]

• حدود الصفائح التكتونيّة: تحدث 60% من البراكين النشطة على الأرض على حدود الصفائح التكتونيّة، وذلك عندما تتحرك هذه الصفائح تجاه بعضها البعض، أو بعيدًا عن بعضها البعض، أو بجانب بعضها البعض، ويحدث معظمها تحديدًا على حزام المحيط الهادئ، أو ما يُسمى بمنطقة الحزام الناري (بالإنجليزية: Ring of Fire).
• النقاط الساخنة: تحدث بعض البراكين داخل الصفائح في مناطق تُسمّى النقاط الساخنة (بالإنجليزية: Hot Spots)، ومن الأمثلة عليها، البراكين التي تُشكل جزر هاواي.
• قيعان المحيطات: تحدث بعض البراكين في قيعان المحيطات؛ تحديدًا في سلسلة التلال الموجودة في أعراف منتصف المحيط أو حواف وسط المحيط (بالإنجليزية: Mid-ocean Ridge)، وهي عبارة عن سلسلة جبليّة بركانية ضخمة تقع تحت الماء، ويبلغ طولها 48 ألف كيلومتر، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 5.5 كيلومتر فوق قاع البحر.^[٥]