أسباب هطول الأمطار الغزيرة

لقد أصبحت الظروف الجوية والمناخية متباينة منذ العقود الأخيرة من الزمن، كما أنها ازدادت حدة وتطرفاً، ومن إحدى الظواهر التي ازدادت حدتها هي هطول الأمطار الغزيرة، حيث أصبحت الأمطار الغزيرة أكثر تواتراً في العديد من القارات والمناطق مثل الولايات المتحدة ونيوزيلندا وهولندا، وبسبب ذلك، ازدادت نسب حدوث بعض الكوارث الطبيعية مثل الفياضانات. [١][٢]


ومن الجدير بالذكر، أن أسباب ازدياد حدة هذه الظاهرة لا تقتصر على عامل واحد معروف بشكل مؤكد، وإنما مجموعة من العوامل التي تتداخل فيما بينها، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:


ارتفاع درجات الحرارة

قامت دراسة في هولندا بجمع وتحليل جميع أحداث هطول الأمطار الغزيرة وجمع البيانات من حوالي ثلاثين محطة طقس في جميع أنحاء هولندا، امتدت هذه الدراسة على الفترة الزمنية ما بين 1995 وحتى 2014، وبعد جمع تلك البيانات، استطاع الباحثون تحديد ما يقارب حدوث 44,000 حدث منفصل لهطول الأمطار في هولندا، ومن ثم قام الفريق البحثي بتحديد كثافة كل هطول وذروته، بالإضافة إلى تحديد الظروف الجوية السائدة وقت الهطول، والتي اشتملت على نسبة رطوبة الجو، واستقرار الغلاف الجوي، والرياح التصاعدية.[٢]


قد لوحظ أن ارتفاع أي من العوامل السابقة قد أدى إلى زيادة نسبة هطول الأمطار الغزيرة، تشير النتائج السابقة إلى وجود عدة عوامل تؤثر على الهطول الغزير للأمطار، كما يمكن تفسير الارتباط الوثيق ما بين ارتفاع نسب الرطوبة وغزارة الهطول بارتفاع درجات الحرارة، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من نسب التبخر، مما يزيد من نسبة الرطوبة في الجو.[٢]


بالإضافة إلى ما سبق، فإن الاحتباس الحراري هو السبب الرئيسي في ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي، ولهذا يمكن أن تعزى أسباب الهطول الغزير إلى الاحتباس الحرراي بشكل غير مباشر، وإلى ارتفاع درجات الحرارة ورطوبة الجو بشكل مباشر.[٢]


الأعاصير وجبهات الهواء الباردة

قامت دراسة بتحليل العوامل المؤثرة على ازدياد الهطول الغزير للأمطار في نيوزيلندا حيث وجدت ارتباطاً وثيقاً بين الهطول الغزير للأمطار وحدوث الأعاصير المدارية في تلك المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، يعزى الهطول الغزير أيضاً إلى جبهات الهواء الباردة التي تكثر في مناخ تلك المنطقة، حيث أن طبيعة المنطقة الجبلية تؤدي إلى تضخيم معدلات الهطول، وتزيد من حدة الفيضانات والانزلاقات الأرضية الناجمة عن ذلك.[١]


الطبيعة الجغرافية

تؤثر الطبيعة الجغرافية للمنطقة على معدلات الهطول، وقد تكون عاملاً مساهماً في الهطول الغزير، على سبيل المثال، تعزى الأمطار الغريزة في بعض مناطق الهند إلى ما يسمى بالأثر ثنائي القطب في المحيط الهندي، أي الفرق في نسب الرطوبة ودرجة حرارة سطح البحر بين المنطقتين الاستوائيتين في المحيط الهندي، وهما القطب الغربي المقابل لبحر العرب، والقطب الشرقي الأقرب إلى خليج البنغال، هذا التفاوت بين المنطقة الشرقية والغربية يؤدي إلى حدوث أنماط معينة من الرياح الموسمية الشمالية الشرقية التي تجلب الأمطار الغزيرة.[٣]


مخاطر الهطول الغزير للأمطار

تعتبر الفيضانات من أكبر المخاطر المترتبة على الهطول الغزير، حيث ازدادت أحداث الفيضانات في مناطق عدة من العالم نتيجة ارتفاع إجمالي الهطول، وقد وجدت إحصائية في الولايات المتحدة أن الفياضانات هي ثاني أكثر الكوارث فتكاً من بين جميع المخاطر المرتبطة بالطقس، حيث تتسبب بحوالي 98 حالة وفاة سنوياً معظمها بسبب الغرق. [٤]


علاوة على ما سبق، فإن نسب انتشار الأمراض المنقولة عبر الماء ارتفعت في مناطق الفيضانات، أما بالنسبة للبنية التحتية لبعض المدن والمناطق، فقد تتضرر ضرراً جسيماً تبعاً لحدة الفيضان ونسبة الهطول، ولذلك، فإن الهطول الغزير يؤثر على السكان والبنى التحتية على حد سواء.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "extreme-weather-heavy-rainfall", niwa, Retrieved 6/10/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "what-causes-heavy-rainfall", eos., Retrieved 6/10/2022. Edited.
  3. "top-10-reasons-for-heavy-rainfall-and-water-log-in-chennai-", jagranjosh, Retrieved 16/10/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "precipitation_extremes", cdc, Retrieved 6/10/2022. Edited.