ما هي العوامل المؤثرة في تكوين التربة؟

تعريف التربة

تُعرّف التربة (بالإنجليزية: Soil) على أنّها الطبقة العليا من القشرة الأرضية، ذات المسامية والنشطة حيويًا، وتُعدّ إحدى الركائز الأساسية للحياة على الأرض؛ إذ إنّها الوسط الذي يعيش فيه العديد من الكائنات الحيّة، وتُعدّ خزان للمياه والغذاء، كما أنّها تساهم في التخلص من النفايات الضارة، وتشارك في تدوير الكربون وعناصر أخرى، وقد تطورت التربة بفعل عمليات التجوية والعديد من التأثيرات الحيوية والمناخية، وخلال الثورة الصناعية قد زاد الضغط على التربة بفعل الجنس البشري لإنتاج مواد الخام التي تحتاجها التجارة، أمّا في الوقت الحالي فقد أتاحت التطورات التكنولوجية التحسين من عمليات إدارة التربة.^[١]

العوامل المؤثرة في تكوين التربة

تعدّ التربة الطبقة الرقيقة من القشرة الأرضية والتي تتكوّن من مواد عضوية، وجزيئات معدنية، وهواء، وماء، وتحصل النباتات على غذائها منها، وتُعدّ المصدر الرئيس للغذاء لكل من الحيوانات والبشر، وتتشكل التربة بشكل بطيء وتحت تأثير العديد من العوامل منها:^[٢]

المواد الأصلية

تُعرَف المواد الأصلية (بالإنجليزيّة: Parent Materials) على أنّها المواد الأم والتي تتشكل منها التربة، والتي تحتوي على مواد عضوية ومواد غير عضوية، وتتشكل التربة بشكل مباشر من الصخور الأساس -وهي الصخور الصلبة الموجودة تحت التربة- بفعل العديد من العوامل منها عملية التجوية؛ لذلك فإنّ التربة تحمل تركيبة مماثلة للصخور التي تشكلت منها، ويساعد الماء، والهواء، ودرجة الحرارة، والعديد من التفاعلات الكيميائية في تحطيم الصخور الأساس، وتختلف خصائص التربة باختلاف المادة الأم التي تشكلت منها؛ فغالبًا ما تكون التربة المتكوّنة من صخور الجرانيت رملية عقيمة على عكس التربة المتكوّنة من صخور البازلت والتي تكون تربة طينية خصبة، وفي بعض الأحيان قد تحتوي التربة على مكونات أخرى، مثل الرمل، أو الرواسب الجليدية، والتي قد تأتي من أماكن مختلفة بفعل حركة الأنهار، والتي ترسب المكونات المختلفة في التربة حسب سرعة التيار.^[٣][٤]

المناخ

يُعدّ تأثير المناخ من أهم العوامل التي تؤثر في تكوين التربة، فقد تؤثر درجات الحرارة، وهطول الأمطار، ومعدل رطوبة التربة في معدل التجوية والتعرية، وعمليات التحلل العضوي للمواد، بحيث تصبح التربة غنية بالمواد العضوية بشكل بطيء نسبيًا في المناخ البارد والجاف، وتعمل الأمطار على إذابة هذه المواد العضوية الموجودة في التربة، ونقلها؛ مما يجعل التربة أقل خصوبة.^[٤]

التضاريس

تؤثر التضاريس أو الطبوغرافيا من سهول، وتلال، وجبال على تشكل التربة؛ إذ إنّ التربة تتأثر بالرواسب، والمياه، والصخور الموجودة، ففي الأرض شديدة الانحدار سيكون هناك المزيد من الجريان السطحي للمياه والتي ستقوم بدورها بنقل المزيد من الصخور والمعادن والتي ستتسبب بزيادة في معدل عملية التعرية وتقليل المواد العضوية في التربة، وبالتالي يتأثر تشكل التربة.^[٥]

الوقت

يلعب الوقت دورًا مهمًا في عملية تكوين التربة، ويُصنف هذا العامل على أنّه بطيء نسبيًا، فتستغرق عمليات التعرية ونقل الرواسب وقتًا طويلًا، بالإضافة إلى أنّ المواد العضوية تحتاج وقتًا طويلًا حتى تتحلل.^[٥]

الكائنات الحيّة

تؤثر الكائنات الحية التي تعيش في التربة كالنباتات، والكائنات الدقيقة كالبكتيريا والفطريات، والحشرات، والعديد من الحيوانات على تشكيل التربة؛ بحيث تبدأ النباتات بالنمو مع بداية تشكل التربة، ثمّ تذبل، وتموت لتتساقط أوراقها وجذورها لتعود مرة أخرى إلى التربة ليحل محلها نباتات جديدة، وبالإضافة إلى تأثير الكائنات الحية في تشكل التربة، تقوم البكتيريا، والديدان وغيرها بتفكيك بقايا النباتات وفضلات الحيوانات لتتحول فيما بعد إلى مواد عضوية.^[٢]