الصخور النارية (بالإنجليزية: Igneous Rock) هي مجموعة من الصخور البلوريّة أو الصخور الزجاجية الناتجة عن تصلّب المواد المنصهرة مرتفعة الحرارة؛ كالصهارة (الماغما) الموجودة في باطن الأرض، إذ تتعرّض هذه الصهارة لدرجات حرارة عالية تتراوح بين 600°-1300° درجة مئوية، وضغط عالٍ مُشَكِّلة صخورًا نارية ذات عناصر معدنية مختلفة الأحجام؛ بينما تثور وتنفجر المواد المنصهرة والحمم البركانية (اللافا) على سطح الأرض مسببة للبراكين، وغالبًا ما تحدث هذه العمليات تحت سطح الأرض.[١]


أنواع الصخور النارية

يُمكن أن تُشكّل الصخور النارية هياكل بلورية أثناء تبريدها، الأمر الذي يمنحها مظهرًا حُبيبيًا جميلاً، أو ستكون على شكل الزجاج الطبيعي في حال عدم تشكل البلورات داخل الصخر،[٢] وتُصنّف الصخور الناريّة إلى نوعين، هما:


الصخور النارية السطحية

الصخور النارية السطحية (بالإنجليزية: Extrusive Igneous Rocks) هي الصخور التي تبرد فيها الحمم البركانيّة (اللابة) فوق سطح الأرض، وتتشكّل عادة عند حدوث البراكين، وتتميّز هذه الصخور ببلوراتها الصغيرة، فهي تبرد وتتصلب بسرعة أكبر من الصخور الجوفيّة، وبالتالي لا تمتلك الوقت الكافي لتكوين البلورات،[٣] ومن الأمثلة عليها:[٢][٤]

  • البازلت: يُعدّ إحدى الصخور البركانيّة شيوعًا، ويتكوّن من الحمم البركانيّة التي تحتوي على نسب منخفضة من السيليكا، ويتميّز بحبيباته دقيقة البنية، وعادة ما يكون باللون الأسود المائل للرمادي.
  • الأوبسيديان أو حجر السبج: يتشكّل حجر السبج (بالإنجليزية: Obsidian) عندما تبرد الحمم البركانيّة (اللافا) التي تحتوي على نسب عالية من السيليكا بشكل سريع، مُشكّلةً الزجاج البركانيّ، ويتميّز الحجر بصلابته، وهشاشته، ولونه الأسود اللامع.
  • صخور الأنديزيت: تتميّز صخور الأنديزيت (بالإنجليزية: Andesite) بالحبيبات الدقيقة التي تظهر باللون الرمادي الفاتح إلى الداكن، ويُمكن أن يحمل نسيجها اللون البني أيضًا، إذ تُعدّ صخور الأنديزيت غنية بمعادن الفلسبار، ومعادن البلاجيوجلاز، بالإضافة إلى أنّها يُمكن أن تضم معدن البيوتيت، أو معدن البيروكسين، أو حتى معدن الأمفيبول، ولا يُمكن لها غالبًا أن تضم معدن الأوليفين.
  • صخور الداسيت: تتميّز صخور الداسيت (بالإنجليزية: Dacite) بحبيباتها الدقيقة وألونها الفاتحة؛ أو نسيجها السماقي الذي يكسبها تلك الألوان، ويتكون الصخر من البلاجيوكليز، والكوارتز، والبيوتيت، والهورنبلند، والأوجيت، ويُمكن العثور على الكثير من صخور الداسيت في تدفقات الحمم البركانية (اللافا) وقبابها، والقواطع، والحطام الناجم من انفجار البراكين، فعادة ما ينتشر هذا النوع من الصخور النارية السطحية على القشرة القارية عند منطقة الغوص (بالإنجليزية: Subduction Zone).


الصخور النارية الجوفية

الصخور النارية الجوفية (بالإنجليزية: Intrusive Igneous Rock) هي الصخور التي تبرد فيها الصهارة (الماغما) وتتصلب داخل الأرض ببطء، الأمر الذي يُساعد على تشكّل البلورات المرئية الكبيرة،[٣] ومن الأمثلة عليها:[٢][٤]

  • الجرانيت: يُعدّ الجرانيت (بالإنجليزية: Granite) من أكثر أنواع الصخور وفرة على سطح الأرض، ويحتوي على مزيج من معادن الكوارتز، والفلسبار، والمعادن الأخرى التي يحدد مقدارها ألوان هذه الصخور التي تتراوح بين الأبيض والورديّ إلى الرمادي.
  • صخور الديوريت: تتميّز صخور الديوريت (بالإنجليزية: Diorite) بخشونة نسيجها المُركّب بين صخور الجرانيت وصخور البازلت، ويتكون من البلاجيوكليز، والقليل من معادن البيوتيت، والبيروكسين، والهورتبلند، والكوارتز. تنشأ هذه الصخور نتيجة العديد من العمليات الأرضية التي تضم تداخلًا كبيرًا بين أجزاء القشرة القارية، وغالبًا ما تتشكّل هذه الأجزاء فوق حدود الصفائح المتقاربة عند حدوث انزلاق الصفائح المحيطية أسفل الصفائح القارية على سطح الأرض.
  • صخور الغابرو: تتميّز صخور الغابرة (بالإنجليزية: Gabbro) بنسيجها الخشن الذي يتميز بالألوان الداكنة المتداخلة، إذ تظهر عادة بالألوان السوداء، والخضراء، الغامقة، وتتألف صخور الغابرو من معادن البلاجيوكليز وصخور الأوجيت أيضًا، وينتشر هذا النوع من الصخور بكثرة داخل القشرة المحيطية العميقة.
  • صخور البيريدوتيت: تتميز صخور البيريدوتيت (بالإنجليزية: Peridotites) بحبيباتها الخشة ذات الألوان الداكنة؛ بسبب وجود معدن الأوليفين المكوّن الأساسي لها، كما تحتوي هذه الصخور على معادن البيروكسينات، الأمفيبوليات أيضًا، وتتميّز صخور البيريدوتيت بنسب مادة السيليكا المنخفضة مقارنة بالصخور البركانية الأخرى، كما يحتوي على نسب قليلة جدًا من معادن الكوارتز والفلسبار أيضًا.


أهمية الصخور النارية

تتمثل أهمية الصخور النارية فيما يأتي:[٥][٦]

  • تساعد دراسة التركيب الكيميائي والمعدني للصخور النارية على معرفة تكوين، ودرجة حرارة، وضغط الذي كانت تتعرض له طبقات الأرض.
  • تساعد الصخور النارية في معرفة المزيد من المعلومات عن الصفائح التكتونية.
  • تساعد على تفسير الكثير من العمليات التي تحدث داخل الأرض، والعمليات البركانية التي تحدث على سطح الأرض؛ إذ إنّها تحتوي على كل المعلومات المطلوبة تقريبًا.
  • تساعد الصخور النارية على الحصول على معلوماتٍ حول تاريخ الأرض الجيولوجي؛ فمنذ حوالي 245 مليون عام مضت حدث أكبر انقراض جماعي على الأرض على الإطلاق، تحديدًا في العصر الترياسي (بالإنجليزية: Triassic Period)، وهو أكبر من الانقراض الجماعي الخامس الذي أودى بحياة الديناصورات في العصر الطباشيري قبل 65 مليون عام مضى، وخلال الانقراض الترياسي انطلقت صخور البازلت من البراكين على الأرض، وساهمت صخور البازلت هذه في كشف العديد من الألغاز حول هذا الانقراض الكبير، إذ يُعتقد أنّ الغازات والجسميات المصاحبة لهذا الحدث هي ما تسبب في الانقراض الجماعي.

المراجع

  1. "igneous-rock", britannica, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How to Identify the 3 Major Types of Rocks", thoughtco, 23/12/2018, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Types of Rocks", libretexts, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Hobart M. King, "Pictures of Igneous Rocks", geology, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  5. "Igneous Rocks: How Are They Formed?", universetoday, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  6. "Characteristics of Igneous Rocks", courses.lumenlearning, Retrieved 7/8/2021. Edited.