صخر الأديم
صخر الأديم أو صخر الأساس (بالإنجليزية: Bedrock) هو رواسب الصخور الصلبة، أو المواد المتكسرة والمفتتة غير المتماسكة التي تمّ دفنها تحت التربة، ويتكون من الصخور النارية، أو الرسوبية، أو المتحولة، وغالبًا ما يكون بمثابة المادة الأم -مصدر الصخور وشظايا المعادن- للتربة والحطام الصخري (بالإنجليزية: Regolith)، كما يعدّ صخر الأديم مصدرًا للنيتروجين في دورة النيتروجين على الأرض، ومن الجدير بالذكر أنه يُطلق على صخور الأديم التي تظهر على سطح الأرض اسم البروز أو النتوء (بالإنجليزية: Outcrop).[١]
تأثير العمليات الطبيعية في صخر الأديم
تؤثر عمليات التجوية والتعرية في صخر الأديم، فغالبًا ما تتفتت البروز المعرضة للرياح والمياه، أو العوامل الجوية بمرور الوقت إلى حطام صخري، أو جزيئات صغيرة الحجم.[١]
وفي البيئات التي تتميز بظروف رطبة تمتد بين آلاف إلى ملايين السنين، قد يتغلغل الماء في عمق صخور الأديم لتشكيل صخر السابروليت (بالإنجليزية: Saprolite)، وهو صخر مكون من تجميع المعادن الطينية المتبقية من عملية التجوية الكيميائية.[١]
وعلى الرغم من أنّ بعض رواسب صخور الأديم قد تكون قوية بما يكفي لمقاومة مرور الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية فوق أسطحها المكشوفة، فقد يتعرض البعض الآخر للخدش وبعمق، وقد تتسبب التعرية بإعادة تشكيل صخر الأديم لبعض الجبال التي تعمل كمصدر للأنهار الجليدية في الأحواض نصف الدائرية التي تُسمّى حلبة جليدية (بالإنجليزية: Cirques).[١]
أهمية معرفة خصائص صخر الأديم
تُعدّ معرفة خصائص صخر الأديم جزءًا مهمًا في العديد من المجالات، منها الجيولوجيا والهندسة المدنية، وفيما يأتي توضيح لأهمية كل منها في ذلك المجال:[٢]
مجال الجيولوجيا
يساعد تحديد عمق ونوع صخر الأديم الجيولوجيين وعلماء طبقات الأرض على وصف التاريخ الطبيعي للمنطقة، فمثلًا، عند الكشف على صخر الأديم الموجود في الجزء الجنوبي من ولاية إنديانا الأمريكية، والنظر إلى الجزء الشمالي من الولاية التي تغطيها أمتار من التربة والصخور غير المجمعة، يستنتج الجيولوجيين مدى امتداد الأنهار الجليدية خلال العصر الجليدي، فقد تكوّنت التربة السميكة لشمال إنديانا بفعل نحت الأنهار الجليدية العملاقة للجزء العلوي من صخور الأديم في المنطقة، مما أدّى إلى طحن الصخور وتفتيتها إلى حصى غير متماسك، وكان تأثّر صخر الأديم في الجزء الجنوبي من الولاية بعوامل التجوية والتعرية أقل من الجزء الشمالي.[٢]
كما يساعد صخر الأديم الجيولوجيين على تحديد التكوينات الصخرية والتي تُسمّى أحيانًا الوحدات الجيولوجية (وهي أقسام من الصخور تشترك في أصل ونطاق واحد)، وتساعد التكوينات الصخرية الجيولوجيين على إنشاء خرائط جيولوجية، تعرض غالبًا تكوينات صخر الأديم، وعادة ما يتمّ رسمها بألوان زاهية، وقد يكون صخر الأديم الناتج من الحجر الرملي ملونًا باللون البرتقالي، بينما قد يكون صخر الأديم المكون من الجرانيت أرجواني اللون.[٢]
وتساعد الخرائط الجيولوجية العلماء أيضًا على تحديد مواقع نشأة الجبال، فمثلًا، تكشف خريطة جيولوجية للولايات المتحدة عن تكوين صخري مستمر عمره أكثر من 400 مليون عام، ويمتد من شمال جورجيا على طول ولاية ماين، وهذا ما ساعد الجيولوجيين على تحديد امتداد سلسلة جبال الأبلاش القديمة.[٢]
مجال الهندسة المدنية
يعتمد المهندسون المدنيون على قياسات وتقييمات دقيقة لصخور الأديم لبناء المباني، والجسور، والآبار الآمنة والمستقرة، إذ يتمّ وضع أساسات البناء أحيانًا عن طريق الحفر في الجزء العلوي من صخور الأديم، فالتربة والصخور غير المتماسكة قد لا تتحمل وزن المبنى، مما يؤدي إلى سقوطه أو غرقه.[٢]
كما يعتمد المهندسون أيضًا على صخر الأديم للتأكد من أنّ الجسور آمنة للاستخدام، فمثلًا لبناء جسر بروكلين، أنشأ المهندسون أسطوانات محكمة الإغلاق لنقل العمال إلى أعماق النهر الشرقي في نيويورك؛ ليقوموا بعدها بثبيت وربط أبراج الجسر مباشرة داخل صخرة الأديم بشكل محكم.[٢]
كما يتمّ دراسة أماكن طبقات المياه الجوفية وجيوبها والموجودة في تكوينات صخور الأديم المسامية، مثل الحجر الرملي، ويُمكن أيضًا العثور على رواسب البترول، والغاز الطبيعي والوصول إليها عن طريق الحفر في صخور الأديم.[٢]
أهم المعلومات عن صخر الأديم
فيما يأتي أبرز المعلومات عن صخر الأديم:[٣]
- يتغير عمق صخر الأديم من مكان إلى آخر على الأرض، ففي بعض المناطق قد توجد صخرة الأديم على السطح مباشرة ومعرضة للهواء، وفي أماكن أخرى، قد يكون عمقها مئات الأمتار تحت الرواسب والصخور المكسورة.
- يوجد قطع كبيرة من الصخور على السطح منفصلة عن صخور الأديم، وتُعرف باسم الطفو (بالإنجليزية: Float)، ويصعب على الجيولوجيين أحيانًا معرفة ما إذا كانوا ينظرون بالفعل إلى صخر الأديم أم الطفو.
- قد يُقذف صخر الأديم من الأرض من خلال النشاطات البركانية، ويُمكن أن تستمر هذه العملية لمئات ملايين أو مليارات السنين.
- يتمّ إرجاع صخر الأديم إلى باطن الأرض، عند حدود الصفائح عندما تغوص أحد الصفائح أسفل الأخرى في أنواع معينة من خطوط الصدع.