ما المقصود بالرياح الشمسية؟
تُعرف الرياح الشمسية (بالإنجليزية: solar wind) بأنها تيار من الجسيمات المشحونة التي تنبعث بصورة مستمرة من هالة الشمس أو الغلاف الخارجي لها، والتي يكون معظمها عبارة عن بروتونات موجبة (p+) وإلكترونات سالبة (e-)، حيث يمتد هذا التيار، ويتدفق بشكلٍ مستمر ليصل إلى جميع أرجاء النظام الشمسي الواسع، ويتفاعل مع جميع الكواكب والأقمار والأجسام السماوية الموجودة فيه.[١][٢][٣]
تم اقتراح وجود الرياح الشمسية لأول مرة من قبل عالم الفيزياء الفلكية الرائد يوجين باركر.
ما هي مكونات الرياح الشمسية؟
تتكون الرياح الشمسية بشكل أساسي من جسيمات مشحونة، غالبيتها عبارة عن بروتونات وإلكترونات؛ تنبعث باستمرار من هالة الشمس، وفيما يأتي ذكر لجميع مكونات الرئيسية الرياح الشمسية:[٣][٤]
- البروتونات (نوى الهيدروجين): وهي عبارة عن جسيمات ذات شحنة موجبة تشكل الجزء الأكبر من الرياح الشمسية.
- الإلكترونات: وهي عبارة عن جسيمات ذات شحنة سالبة، وهي تعد أيضًا مكوناً رئيسيًا من مكونات الرياح الشمسية، جنبًا إلى جنب مع البروتونات.
- جسيمات ألفا: هي عبارة عن نوى الهيليوم، والتي تتكون من بروتونين اثنين ونيوترونين اثنين، وتجدر الإشارة إلى أن كمية جسيمات ألفا تكون قليلة في الرياح الشمسية مقارنة بكمية البروتونات والإلكترونات.
- أيونات مختلفة: وهي عبارة عن ذرات أو جزيئات كسبت أو فقدت الإلكترونات، مما أدى إلى حصولها على شحنة كهربائية، وهي تتواجد أيضًا بكميات قليلة في الرياح الشمسية، ومن الأمثلة عليها، أيونات النيتروجين وأيونات الأكسجين.
كيف تتشكل الرياح الشمسية؟
تتشكل الرياح الشمسية المنبعثة من الشمس؛ بسبب درجة الحرارة المرتفعة جدًا لها، بالإضافة إلى نشاطها السطحي المغناطيسي الكثيف للغاية، حيث إن الغلاف الخارجي للشمس يكون ساخنًا لدرجة أن درجات الحرارة فيه تصل إلى عدة ملايين من الدرجات المئوية، مما يؤثر على جزيئات الموجود فيه، ويؤدي إلى تحركها بسرعات عالية جدًا، لدرجة أنها تتمكن أخيرًا من الإفلات من الجاذبية الشمسية الكبيرة، ثم تُحمل هذه الجسيمات المشحونة، مع حقل الشمس المغناطيسي، بعيدًا عن الشمس في جميع أنحاء النظام الشمسي، وتملئ فراغه الواسع.[١][٢]
كم تبلغ سرعة الرياح الشمسية؟
يمكن أن تتراوح سرعة الرياح الشمسية بين 300 إلى 800 كيلومتر في الثانية، أي ما يعادل حوالي 186 إلى 497 ميلاً في الثانية، حيث تختلف سرعتها اعتمادًا على عوامل عديدة، من أبرزها مستوى نشاط الشمس.[٣]
هل تؤثر الرياح الشمسية على الأرض؟
تتفاعل الرياح الشمسية مع جميع الأجرام السماوية الموجودة في النظام الشمسي، وتُحدث تأثيراتٍ مختلفةٍ فيها، وذلك يشمل تفاعلها مع الكويكبات والأقمار والكواكب، ومن ضمنها كوكب الأرض، فمثلًا، عندما تصل الرياح الشمسية إلى كوكب الأرض، تتفاعل مع الحقل المغناطيسي المحيط به، مما يؤدي إلى نشوء ظواهر عديدة مميزة، مثل ظاهرة الشفق القطبي أو الأورورا فوق المناطق القطبية، بالإضافة إلى أن تفاعلها مع الأرض يؤثر في طقسها العام، ويؤثر سلبًا على الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء.[٢]
ما هي أهمية دراسة الرياح الشمسية؟
يستخدم العلماء الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية المختلفة لمراقبة الرياح الشمسية ودراسة وفهم خصائصها المختلفة، وهو أمر مهم للغاية، إذ إنه يساهم في التعرف على الشمس أكثر وجمع العديد من المعلومات عنها، ومعرفة تأثيرها الدقيق على باقي مكونات النظام الشمسي، وخاصة تأثيرها على كوكبنا؛ كوكب الأرض، حيث يمكن من خلالها مثلًا التنبؤ بطقس الفضاء وتأثيراته على الأرض.[٢][٣]
المراجع
- ^ أ ب " solar wind", nasa, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Solar wind: What is it and how does it affect Earth?", space, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "SOLAR WIND", noaa, Retrieved 20/6/2023. Edited.
- ↑ "What is the chemical composition of the solar wind? ", solar-center.stanford, Retrieved 20/6/2023. Edited.