يُطلق اسم أُحفورة لوسي على أحفورة لهيكلٍ عظميٍّ كاملٍ بنسبة 40%، تعود لما قبل 3.2 مليون سنةٍ مضت، حيث تم تصنيفها على أنها أحفورةٍ لأنثى من أشباه البشر، إذ إن حجمها قد أعطى العلماء حينها دليلًا على كونها أنثى وليست ذكرًا، وقد وجدها العالِم دونالد جوهانسون في موقع أثري في دولة إثيوبيا عام 1974م، وقد بلغ طول هذه الأحفورة حوالي 109 سم، فيما قد بلغ وزنها حوالي 27 كغ، وقد تم تصنيفها تحت الاسم العلمي (Australopithecus Afarensis).[١][٢]
اكتشاف أحفورة لوسي
تمّ اكتشاف الأحفورة لوسي عام 1974م خلال رحلةٍ استكشافيةٍ قام بها العالم وأستاذ علم الإنسان دونالد جوهانسون في موقعٍ أثريٍّ يدعى (Hadar) في إثيوبيا، وكانت البداية عندما اكتشف زميله في الفريق الإثيوبي (Alemayehu Asfaw) بعض الأجزاء من فكي أشباه البشر، حيث كان ذلك بعد عامين من قيام الأستاذ جوهانسون برحلة في منطقة عفار في إثيوبيا؛ للتنقيب عن التكوينات الجيولوجية والبقايا الأحفورية في المنطقة، وقد تم اكتشاف أول دليلٍ لأشباه البشر في هذه المنطقة في عام 1973م، وقد كان عبارةً عن أحفورةٍ لمفصل ركبة.[٢]
كان الجزء الأول من الهيكل العظمي للوسي الذي وجده جوهانسون هو لمنطقة الكوع من عظام الزند، وقد كان عظم الزند هذا مكسورًا وبارزًا، حيث يُمكن من خلال شكله وحجمه الاستدلال على أنّه ينتمي بالتأكيد إلى رتبة الرئيسيات، بالتالي فذلك يزيد من احتمالية أن تكون بقايا متحجرة لأشباه البشر، مما دفع العالم جوهانسون والعالم توم جراي إلى البحث بعنايةٍ أكبر، مما أدّى إلى اكتشاف المزيد من بقايا العظام المتحجرة، بما في ذلك أجزاء من الجمجمة، والفك السفلي، والأضلاع، والحوض، والفخذين، والقدمين، وغيرها.[٢]
كيف ماتت لوسي؟
درس الباحثون الإصابات التي كانت موجودةً في عظام لوسي لمحاولة وضع فرضياتٍ حول كيفية وفاتها، ونشروا النتائج التي توصلوا إليها عام 2016م، وكانت كالآتي:[٣]
- كشفت الأشعة المقطعية عن وجود كسورٍ في مفصل كتفها وذراعيها تشبه تلك التي يسببها السقوط من ارتفاع كبيرٍ، كما لاحظوا وجود العديد من الكسور التي يشتبه في أنها قد حدثت في وقت قريب قبل وفاتها.
- استنتج الباحثون أنّ الكسور التي في عظامها كانت كبيرة بما يكفي لتسبب ضررًا للأعضاء الداخلية أيضًا، وبناءً على ذلك اعتقد العلماء أنّ لوسي قد ماتت بسبب سقوطها من أعلى شجرة.
- يقول العديد من العلماء -بما في ذلك جوهانسون- بشأن هذا الاستنتاج المثير للجدل، أنّ هناك تفسيرات أخرى محتملة لوجود هذه الكسور، مثل التعرض للدهس بعد موتها بسبب اندفاع الحيوانات.
كم كان عمر لوسي عن وفاتها؟
استنتج العلماء أن لوسي كانت فردًا بالغًا عن وفاتها، وذلك من الناحية التطورية ومن خلال الدراسة العميقة لعظامها وأسنانها، حيث استطاع العلماء ملاحظة وجود بقايا من أضراس العقل التي تبدأ بالظهور عادةً في عمر 18 أو ما قبل ذلك بقليلٍ، لذلك فقد اقترح العلماء أن لوسي كانت في عمرٍ يتراوح ما بين 12 و18 عند وفاتها، ولكنها قد تطورت بشكل أسرعٍ من البشر.[٢]