العصر الطباشيري

العصر الطباشيري (بالإنجليزية: The Cretaceous Period) هو آخر العصور الثلاثة من عصور حقبة الحياة الوسطى (بالإنجليزية: Mesozoic Era)، وبدأ هذا العصر قبل 145 مليون عام، وانتهى قبل نحو 66 مليون عام، أي أنّه استمر ما يقارب 79 مليون عام، وهذه الفترة هي الأطول في حقبة الحياة الوسطى، إذ شهدت انقراض الديناصورات بشكل تدريجي حتى انقرضت تمامًا في نهايتها.[١]


سبب تسمية العصر الطباشيري بهذا الاسم

الطباشيري (بالإنجليزية: Cretaceous) مشتق من كلمة (creta)، وهي كلمة لاتينية تعني الطباشير (Chalk)، وقد اقترحه العالم الجيولوجي (J.B.J. Omalius d’Halloy) عام 1882م عندما قام بعمل خريطة جيولوجية لفرنسا، وكانت إحدى مهامه تعريف كافة الوحدات الجيولوجية، ومنها الطباشير، والرمال الكامنة، فلاحظ أنّ معظم الطباشير -نوع من أنواع الحجر الجيري- ترسبت خلال العصر الطباشيري، وهذا لا يعني أنّ جميع الصخور في العصر الطباشيري هي طباشير.[١]


تقسيمات العصر الطباشيري الفرعية

يقع العصر الطباشيري بين عصرين، حيث يسبقه العصر الجوراسي (Jurassic Period)، ويليه العصر الباليوجيني (Paleogene Period)، وتظهر تقسيمات هذا العصر من الأحدث إلى الأقدم بحسب الجدول التالي:[١]


العصر
الفترة
المرحلة
(مليون عام مضت)



الطباشيري

المتأخر



الماسترخي (Maastrichtian)
72.1 ± 0.2
الكامباني (Campanian)
83.6 ± 0.2
السانتوني (Santonian)
86.3 ± 0.5
الكونياكي (Coniacian)
89.8 ± 0.3
التوروني (Turonian)
93.9
السينوماني (Cenomanian)
100.5

المبكر




الألبي (Albian)
≈113
الأبتي (Aptian)
≈125
الباريمي (Barremian)
≈129.4
الهاتريفي (Hauterivian)
≈132.9
الفالانجيني (Valanginian)
≈139.8
البرياسي (Paleogene )
≈145


تغيرات سطح الأرض في العصر الطباشيري

بدأت المحيطات بالتشكل خلال هذه الفترة، عندما تغيّرت تضاريس الأرض، وحدث الانفجار العظيم عندما تجزأت الأرض من قارة عظمى كبيرة إلى قارات أصغر، كانت القارات تتحرك في العصر الطباشيري؛ لإعادة تشكيل طبيعة الحياة على الأرض، وحكمت الديناصورات في بداية العصر الطباشيري ما تبقى من الكائنات الحية من القارة العملاقة بانجيا (Pangaea) والقوارض المهاجرة إليها، أمّا في نهايتها -أي بعد حوالي 80 مليون عام- تشكلت المحيطات وملأت الفراغات الكبيرة الموجودة بين القارات الموجودة كما هي اليوم، إذ بدأ ارتفاع مستوى سطح البحر في العصر الجوراسي بسبب استمرار حركات الصفائح السريعة فتقلصت أحجام أحواض المحيط، ووصلت البحار إلى أعلى مستوياتها خلال العصر الطباشيري، مما أدى إلى وجود بحار قارية ضحلة شاسعة، كما عززت الغازات المنبعثة من البراكين الموجودة تحت سطح البحر وانتشار أعراف منتصف المحيط (بالإنجليزية: Mid-Ocean Ridges) من ظروف الاحتباس الحراري الفائقة في منتصف أواخر العصر الطباشيري.[٢][٣]


عصر الديناصورات

يُشار إلى أن العصر الطباشيري هو الجزء الأخير من عصر الديناصورات، وقد ظهرت أنواع جديدة من الديناصورات خلال هذا العصر، مثل: ديناصورات السيراتوبسيان أو مثيلات قرنيات الوجه (بالإنجليزية: Ceratopsian) وعظائيات سميكة الرأس (Pachycepalosaurid[٤] وقد كانت الديناصورات هي الحاكمة في جميع فترات العصر الطباشيري، إلّا أنّ المجموعات المهيمنة تغيّرت وتطورت إلى أنواع جديدة، وسيطرت الديناصورات باختلاف أنواعها على مناطق متعددة حسب تواجدت، ففي القارات الجنوبية سيطرت الديناصورات من رتبة سحليات الأرجل (Sauropods) بينما كانت نادرة في الأجزاء الشمالية، وانتشرت ديناصورات من رتبة طيريات الورك (بالإنجليزية: Ornithischians) مثل: إغواندون (بالإنجليزية: Iguanodon) في كل مكان ما عدا القارة القطبية الجنوبية، ومع انتهاء العصر الطباشيري، وتحديدًا في الأجزاء الشمالية من الكرة الأرضية، انتشرت الحيوانات ذات القرون مثل تريسيراتوبس (بالإنجليزية: Triceratops) التي كانت تتغذى على النخل السرخسي، والنباتات منخفضة الارتفاع، كما انتشرت ديناصورات من جنس التيرانوصور الملك أو التيرانوصوروس ركس (Tyrannosaurus rex) أيضًا في الشمال، أمّا في الأجزاء الجنوبية انتشرت الديناصورات آكلة اللحوم من جنس سبينوصورس (Spinosaurus) والتي تتميز بزعانفها التي تشبه الشراع.[٥]


الكائنات الحية والحياة الطبيعية في العصر الطباشيري

شهد العصر الطباشيري أول ظهور وتنويع أولي للنباتات المزهرة أو التي تُسمّى كاسيات البذور، والصنوبريات، واستمر ظهور الحشرات والكائنات الحية الأخرى التي تتغذى على النباتات، أمّا بالنسبة للحياة البحرية فقد ازدهرت وظهرت الرخويات من نوع الرودست (Rudist Mollusks) التي قامت ببناء شعاب جديدة تنافس الشعاب المرجانية الحالية، وظهرت في هذه الفترة أيضًا أكبر الحيوانات المفترسة البرية المعروفة، وهي: الديناصورات (Dinosaurs)، والتيروصورات أو ما يُسمّى الديناصورات الطائرة، أو العطاءات المجنحة (Pterosaurs)، وموزاصوريات (Mososaurs)، والأمونيت (Ammonoids)، إذ ظهر الديناصور ريكس (Tyrannosaurus Rex)، وأكبر حيوان طائر وهو كويتزالكوتلس (Quetzalcoatlus)، والسلحفاة العملاقة، بالإضافة إلى الديناصورات ذات المنقار البط، والتي كانت الأكثر شيوعًا في الطيور، وتكاثرت كائنات حية أخرى في العصر الطباشيري، مثل: الضفادع، والسمندل (السلمندر)، والسلاحف، والتماسيح، والثعابين على السواحل الممتدة، كما ظهرت في الغابات ثدييات صغيرة، وتنوعت الطيور، فظهر: طائر الغاق، والبجع، وطائر الطيطوي أو ما يُسمّى الشنقب.[٢]


الانقراض الطباشيري الثالث

تُعدّ نهاية العصر الطباشيري، أي حوالي 65 مليون عام من أشهر حالات الانقراض الجماعي، كان هذا هو الانقراض الكبير الذي انقرضت فيه الديناصورات، باستثناء الطيور، كما انقرضت سلالات أخرى من الزواحف البحرية، والديناصورات الطائرة، والأمونيت، لكن استطاعت العديد من مجموعات الكائنات الحية أن تستمر في تكاثرها وانتقالها إلى الفترة التي تلت العصر الطباشيري فكانت حالات انقراضها قليلة أو معدومة، منها: النباتات المزهرة، وبطنيات الأقدم، والكائنات ذات الأصداف (مثل: القواقع، والمحار)، والبرمائيات، والسحالي، والثعابين والتماسيح، والثدييات.[٤]


اختلف العلماء حول أسباب هذا الانقراض، فذهب البعض إلى حدوث هذا الانقراض عندما ضرب كويكب ما كوكب الأرض في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، وشكل فوهة تشيكشولوب (Chicxulub Impact Crater) وهو الاسم الذي تعرف به اليوم، وهناك من قال بأنّ هذا الانقراض حدث قبل هذه الحادثة بسبب التغييرات البيئية التي حدثت في ذلك الوقت، وتشير التقديرات إلى أنّ ما يقرب من نصف أنواع الكائنات الحية قد انقرضت آنذاك، وبذلك انتهى العصر الطباشيري معلنا نهاية حقبة الحياة الوسطى (بالإنجليزية: Mesozoic Era).[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت prof. Thor Arthur Hansen, "Cretaceous Period", britannica, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Cretaceous Period", Natural History Museum, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  3. "Cretaceous Period", nationalgeographic, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "The Cretaceous Period", Berkeley University of california, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  5. "Cretaceous Period", nationalgeographic, Retrieved 7/6/2021. Edited.