ما هو العصر البرمي؟

يُعرّف العصر البرمي (بالإنجليزية: Permian Period) بأنّه الفترة الأخيرة من حقبة الحياة القديمة أو الحياة المبكرة (بالإنجليزية: Paleozoic Period)، وبدأ هذا العصر قبل 299 مليون عام وانتهى قبل 251 مليون عام، وتُعد نهاية العصر البرمي العلامة الفارقة بين حقبة الحياة القديمة والحقبة الوسطى؛ إذ سُجل فيها أكبر انقراض جماعي في تاريخ الحياة على الأرض، فقد أثرت على المجتمعات البحرية بشكل كبير، وانقرضت معظم الكائنات الفقارية البحرية.[١]


مميزات العصر البرمي

يتميز العصر البرمي بعدة مميزات، من أهمها:

التنوع النباتي

تنوعت النباتات الأرضية على نطاق واسع خلال العصر البرمي، وتطورت الحشرات بسرعة؛ لأنّها اتبعت النباتات في المواطن التي وجدت فيها، وظهرت الصنوبريات، وتكيفت من الظروف المناخية المتغيرة، والجافة، وظهرت العديد من الأنواع للنبات ذات البذور.[٢]


اتساع المعالم الجغرافية

تشكل فترة العصر البرمي فترة مهمة أثرت في تاريخ قارات الأرض وتطور الحياة، واشتملت معالمها الجغرافية الرئيسة على: القارة العملاقة بانجيا (بالإنجليزية: Pangea)، وحوض المحيط الضخم أو ما يُسمّى المحيط الهادئ القديم (بالإنجليزية: Panthalassa)، مع فرعه بحر تيثيس (بالإنجليزية: Tethys Sea) ويشكل هذا البحر فجوة كبيرة في الجانب الشرقي الاستوائي من بانجيا.[٣]


التنوع الحيواني

امتاز العصر البرمي بوجود الكثير من الحيوانات البحرية، فظهرت العديد من سلالات الزواحف المهمة لأول مرة خلال هذه الفترة، بما في ذلك تلك التي أدّت في النهاية إلى ظهور الثدييات في حقبة الحياة الوسطى.[٢]


وقد انتشرت الحشرات، والبرمائيات، وشهد هذا العصر وجود تنوع كبير في الأمونويت (بالإنجليزية: Ammonoids)، وعضديات الأرجل (بالإنجليزية: Brachiopods)، والحيوانات الحزازية أو المتجمعة (بالإنجليزية: Bryozoans)، وانتشرت الحشرات بشكل كبير.[٢]


سبب تسمية العصر البرمي بهذا الاسم

عند دراسة علم طبقات الأرض وُجد الكثير من الدلائل التي تشير إلى انتشار هذا العصر في جبال الأورال (Urals)، والتي تحتوي على منطقة اسمها برم (Perm)، ومنها اشتق اسم هذا العصر.[٤]


تقسيمات العصر البرمي الفرعية

يقع العصر البرمي بين عصرين، إذ يسبقه العصر الكربوني أو الفحمي (بالإنجليزية: Carboniferous Period)، ويليه العصر الترياسي أو الثلاثي (بالإنجليزية: Triassic Period)، وتظهر تقسيمات هذا العصر من الأحدث إلى الأقدم بحسب الجدول الآتي:[٣]


العصر
الفترة (بالإنجليزية: Epoch)
الحين (بالإنجليزية: Age)
مليون عام مضت



البرمي
العصور المتأخرة
فترة اللوبنجي
(Lopingian)

الشانغسنغ (Changhsingian)
254.14 ± 0.07
الوشابنغي (Wuchiapingian)
259.1 ± 0.5


العصور الوسطى
فترة الغوادالوبي
(Guadalupian)

الكابتاني (Capitanian)
265.1 ± 0.4
الووردي (Wordian)
268.8 ± 0.5
الرودي (Roadian)
272.95 ± 0.11

العصور المبكرة
فترة السسورالي
(Cisuralian)
الكونغوري (Kungurian)
283.5 ± 0.6
الأرتينسكي (Artinskian)
290.1 ± 0.26
الساكماري (Sakmarian)
295.0 ± 0.18
الأسيلي (Asselian)
298.9 ± 0.15


تطور الحياة في العصر البرمي

اختلفت مراحل العصر البرمي في مناخها وتضاريسها وتنوع الحياة فيها، حيث كانت لمناطق الجليدية منتشرة على نطاق واسع في بداية الفترة، وبسبب وجود نطاق مناخي قوي على خطوط العرض، تغير المناخ وأصبح دافئًا طوال العصر البرمي، وتغير في نهايته، تنوعت الحشرات والبرمائيات والثدييات والحيوانات البحرية خلال هذا الوقت، وبدأت الزواحف بالظهور في الماء وعلى الأرض.[٢]


تغير الغطاء النباتي بشكل كبير خلال منتصف العصر البرمي، أدّى إلى خسارة كبيرة في المستنقعات، وأماكن وجود البرمائيات، وبقي التنوع كبير في الحشرات والتي كانت من أهم الحيوانات العاشبة في العصر البرمي المبكر، كما تمّ ضمّ الحشرات غير المتحولة مثل الجنادب والصراصير في هذا العصر.[٢]


وجدت أنواع كثيرة من الخنافس التي تكيفت مع الظروف البيئية، واستخدمت موارد طبيعية مختلفة أثرت بشكل عميق على تفاعلات الحشرات، والنباتات، والحشرات المفترسة، ومع هذه الأشكال الجديدة وصلت الحشرات إلى أعلى تنوع لها في الأشكال عالية المستوى في كل العصور.[٢]


وكانت وحشيات الأقواس (بالإنجليزية: Therapsids) من الحيوانات البرية المهيمنة في أواخر العصر البرمي، وهي زواحف شبيهة بالثدييات، وقد استطاعت التأقلم مع الجو الدافئ، إذ يعتقد العلماء أنّها أصبحت في النهاية من ذوات الدم الحار، مما يحافظ على الحرارة المتولدة من خلال تكسير الطعام، فأصبحت الأكثر نشاطًا في عملية التمثيل الغذائي، وهذا زاد من قدرتها على البقاء على قيد الحياة في المناطق الداخلية القاسية.[٥]


تطورت وحشيات الأقواس بسرعة إلى العديد من الأشكال المختلفة، بدءًا من آكلة اللحم ذات الأنياب الشبيهة بالديناصورات إلى الحيوانات العاشبة، ووصلت بعض الأنواع إلى حجم ضخم، بلغ وزنها أكثر من طن، وفي الجزء الأخير من العصر البرمي، ظهرت أنواع أصغر، من المحتمل أن تكون من ذوات الدم الحار ومغطاة بشعر عازل، ومنها نشأت الثدييات.[٥]


تأقلمت الصنوبريات وغيرها من نباتات البذور الجافة بشكل أفضل مع الظروف المناخية المتغيرة والبيئات الأكثر جفافًا في العصر البرمي وظهرت وانتشرت، وأدّى التغيّر في المناخ ووجود أحزمة متعددة للمناخ الجاف إلى مزيد من التنوع في بذور النباتات، واستمر التطور للحيوانات العاشبة المفصلية، وشهد العصر أول ظهور للفقاريات العاشبة؛ مما أدى إلى تطور النباتات بشكل أكبر.[٢]


وفي نهاية العصر البرمي أصبح المناخ حارًا وجافًا بشكل واسع النطاق؛ مما تسبب في أزمة في الحياة البحرية والبرية في العصر البرمي، ويُرجَح أن يكون هذا التحول المناخي ناجم عن تجميع القارات الأصغر في القارة العملاقة بانجيا.[٢]


وأدى هذا لاحقا إلى حدوث أكبر انقراض جماعي في تاريخ الأرض، كان هذا الانقراض الجماعي شديدًا لدرجة أنّ 10% فقط أو أقل من الأنواع الموجودة بقيت موجودة بعد فترة مزدهرة من التنوع الحيوي.[٣]


المراجع

  1. "The Permian Period", University of California, Berkeley, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Richard Paselk, "Permian Period", Humboldt State University, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Permian Period", britannica, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  4. "Permian: Stratigraphy", University of California - Berkeley, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Permian Period", National Geographic, Retrieved 1/7/2021. Edited.